الأحد، 14 مارس 2010

الاسلام يُفرّق بين الأخ وأخيه

من الملاحظ جيداً أن العائلة العربية الإسلامية غير المتدينة جداً تكون في حالة وئام وحب وتسامح وحرية وتصرفات وسلوكيات من عدم التمييز بين الجنسين لغاية دخول الإسلام أسوار المنزل العائلي أو لغاية أن يصل المد الإسلامي إلى عقل وقلب أحد أفراد العائلة عندها يقول الأخ لأخيه : لا أنت أخوي ولا بعرفك إذا ما ابتترك الأفكار المسمومة غير الاسلامية , وكذلك للأخت يقول : لا أنت أختي ولا بعرفك إذا ما إبتلبسي لباس اسلامي , وكذلك يقول للحزبي أو للمثقف : لا أنت أخوي ولا أنا بعرفك إذا بقيت مصراً على أفكار داروين اللعين أو الأفكار المطالبة بمساواة المرأة بالرجل أو أفكارك الأمريكية الصهيونية الحاقدة والتي تدعو للحرية الفكرية والحزبية بهدف اخراجنا عن الاسلام الذي سندخل بفضله جنة الله , ويا حبيبي ساعتها كيف ستنقلب الميازين! فيعمل المسلم داخل العائلة على فرض قوانين صارمة تنتهي هذه القوانين بالتفرقة بين الأخ وأخيه وبين منع خروج البنت من بيت أبيها لابسة للبنطلون أو للتنورة القصيرة وفي نهاية الفيلم تصبح العائلة كلها ارهابية أو أعداء لبعضهم البعض كرواية (الأخوة الأعداء ) للروائي جيفري آرتشر , ومن جملة ما أذكره عن الصحوة الإسلامية أن هذه الصحوة بدأت تدبُ في أروقة المجتمعات الإسلامية وبدأت تعمل على سياسة التفرقة والتمييز العنصري والطائفي والعائلي في الأسرة الواحدة فلم تكن الناس تعزل النساء عن الأقارب والمعارف إلا حينما ظهر الإسلام , ولاحظوا معي المرأة العربية المسلمة حين تصبح متدينة ماذا تفعل ؟ أول شيء لا تصافح الغريب وهو ابن عمها وإبن خالها وإبن الجيران فمنذ أن يدخل الاسلام قلبها يصبح ابن خالها غريباً وإبن عمها غريباً ويصبح كل شيء في حياتها غريب وحرام , فتحرم على نفسها الزينة والاستمتاع بالحياة الرومانسيبة مع حبيب رومنسي يحرك لها مشاعرها , ثانياً تصلي صلاة الظهر أو العصر بمعزل عن رؤية الرجال لها وليس ضمنهم لأنها إن كانت ضمنهم فمن المؤكد أن يتلوث المكان وهنا تصبح المرأة مصدر تلويث بيئي خطير, ثالثاً تتدثر من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها مثل أفلام (النينجا) , رابعاً تعزل نفسها عن الناس والأقارب وكأنها شيء غريب أو لأنها أداة الشيطان في نشر الفتنة بين الناس , وترى في نفسها بعد ذلك رائحة جذابة لحضور الشيطان فإذا حضرت أي جلسة سيحضر معها الشيطان وإذا غابت يغيب الشيطان معها لذلك تعزل نفسها لكي لا يحضر الشيطان بمعيتها لأنها أداة استثنائية للأرواح النجسة والخبيثة , لقد كانت الناس تجلس ضمن عائلة واحدة فجاء الإسلام ليأكد على منع أن يجلس ابن العم مع ابنة عمه لأن الشيطان على طول وبدون أن يشعر أحد يحضر ليجلس معهم, وقد كنتُ وما زلتُ ألاحظ غالبية النساء المتدينات كيف يهربن من الجلسات العائلية إذا دخل ابن عمها أو ابن خالها, لاحظت وما زلتُ ألاحظ كيف يهربن بسرعة من غرفة الجلوس والمعيشة إلى الغرف الأخرى , معللات هذا التصرف بأنه من ضوابط النفس التي أمر فيها الإسلام , وهنا الإسلام عمل على دعم روح التفرقة بين الناس وليس على روح المساواة.

ولاحظوا معي أنّ المثقف الذي يصله المد الإسلامي كيف يترك كل القراءات الجميلة حتى أذكر مرة أنني التقيت بصديق لي قديم كان ليبرالياً وفجأة هذا الرجل أصبح متديناً وكنا قبل ذلك أنا وهو نتسامر في القصائد الغزلية ونتسابق على حفظ أجمل ما قيل ويقال في النساء , والمهم والأهم أنني حين التقيت به قال لي :لالالا أرجوك ما بدي أسمع ولا حرف من هذا اللعين الحقير نزار قباني هذا يا رجل يحتقر المرأة , فقلت له : شو مالك؟ فقال : يا رجل لا تذكرني بأيام الجاهلية ,وبصراحة أحسست بخيبتي ومنذ تلك اللحظة لم أقرأ معه أي موضوع غزلي , والمسألة لا تتوقف هنا بل تتوقف على الانفتاح على فلسفات الآخرين التي تصبح محجوبة بفضل الإسلام ولنلاحظ جميعنا لماذا تخلو المؤسسات الاجتماعية المدنية الحقيقية من المدنية نفسها , حتى أنني في الأردن لاحظت نساء يلبسن أحياناً على الموضه في الاتحادات النسائية والمرأة وحين تحدثهن عن تحرير المرأة أو عن أي شيء يخص المرأة يقلن لك : الإسلام هو الوحيد الذي يعطي المرأة حقها لأنه جعلها ملكة في بيتها , لذلك الإتحادات النسائية الأردنية لا يمكن أن تساهم في بث روح المساواة والوعي الثقافي في صفوف النساء طالما أن الحكومة الأردنية تتعمد وضع نساء حقوقيات لديهن تصورات سيئة عن المجتمع المدني الحديث, وهذا أيضاً يشبه خلو البحث العلمي من الطرائق الحقيقية للبحث العلمي ولماذا أيضاً تخلو مجتمعاتنا من الأحزاب السياسية !!, فالإسلام هو الوحيد الذي يقف حاجزاً ومانعاً لانتشار الأحزاب السياسية لأن الناس امنع باسم الإسلام اعتناق أي مذهب فكري وفي كل عائلة يوجد فرد يحاول فرض هيمنته باسم الإسلام على أفراد العائلة لذلك عقول المسلمين خالية من الأفكار الجديدة وخالية من التطوير والتجديد , والأحزاب السياسية بحاجة إلى مفكرين ومنظرين وليس إلى ببغاوات ,وتدعم الأنظمة العربية الإسلام لهذا السبب !!وذلك لكي لا تحقق الشعوب العربية ذاتها ولتبقى السلطات السياسية بيد الحزب الواحد والرجل الواحد , وهنا الاسلام يفرق بين الناس ولا يجمعهم .

وقارنت هذه الظاهرة بما قرأته عن بداية نشأة الإسلام وما كان يقوله خصومه أو ما أصطلح عليهم باسم المشركين فحين ظهر الإسلام اتهمه (المشركون ) وقالوا : هذا الدين يُفرقُ ما بين المرء وزوجه , وما بين الأخ وأخيه , والصديق والصديق .

وكلام المشركين ليس عارياً عن الصحة بل هم لاحظوا أن هذا الدين يحاول أن يفرق ما بين الناس والأقارب وخصوصاً بين أفراد العائلة الواحدة , وقارنت ذلك مرة أخرى بما أشاهده حتى اليوم من هذا التفريق , فمثلاً الإسلام يعزل شقيقة الأخ عن أخيه ويعزل ابنة العم عن أبن عمها وابنة الخال عن أبن خالها وكل ذلك بسبب أن المرأة عورة وكائن يثير الفتنة والجمال والرومانسية , إن ما أقوله هنا هو عين الصواب فيما يخص نظرة الإسلام إلى المرأة والمجتمع فالإسلام يعزل الناس عن بعضهم البعض ويفرق ما بينهم وما بين الأخ وأخيه , وحتى اليوم ما زال الناس يقولون للمرأة المسلمة إذا حضر أحد الأقارب : قومي من هون وروحي على الغرفة المجاورة , ومنعها الإسلام من أن تصافح ابن عمها وأبن خالها وأبن الجيران , وهذا كله ما لا حظه المشركون حين قالوا : الإسلام يفرق ما بين الأخ وأخيه والابن وأبيه.

أنا لا أجلب شيئاً من ذهني بل أتحدث عن واقع مُعاش 100% وليس 90% , أنا أتحدث من خلال الملاحظة والتجربة والخبرة , إنني ألاحظ أن هذا الدين يفرق بين الناس ولاحظوا معي صالات الأعراس والحفلات كيف كانت وكيف أصبحت !.

كانت الناس تقيم حفلات الأعراس في منازلهم ولم تكن الناسُ تذهبُ للصالات وحين ظهرت صالات الأفراح صرنا نترك منازلنا ونذهبُ نساء ورجالاً إلى صالات الأفراح وكانت الناس ترقص وتفرح وتغني وكنا نختلط بعضنا ببعض البنات والشباب الرجال والنساء والميل والفيميل والذكر والأنثى , حتى صرنا في النهاية نلاحظ عزل الرجال عن النساء وكنتُ أسمع الناس يقولون : يا عمي الشيوخ ما بدهمش اختلاط بين الرجال وبين النساء , وكنا حين نسأل لا نجد جواباً إلا كلمة واحدة (حرام) وهذه الكلمة هي الجواب الوحيد لمليون سؤال , وهذا أيضاً يفسر لنا مقولة المشركين من أن الإسلام يفرق بين الأخ وأخيه وأبن العم وابنة العم وأبن الخال وابنة الخال , وكذلك هذا الدين يميزنا عن بعضنا البعض ولا يعطينا حق المشاركة الفعلية في كافة مجالات الحياة الفنية والاجتماعية فهو يمنع وجود فكر آخر وفلسفة أخرى وثقافة أخرى , لذلك الأسرة في الإسلام ليس نظاماً تعددياً والمجتمع المدني الحديث يقوم على أساس التعددية في إطار الوحدة أي يجب أن يكون داخل الأسرة الواحدة : المسلم , والمسيحي , واليهودي , والعلماني , والوجودي , والفانتازي اليوتوبي الخيالي , والرومانسي .

إن نظام المجتمع والأسرة النواتية اليوم يجب أن يكون تعددياً على مبدأ (مش كل أصابع إيديك واحد) أو (مش كل أصابعك زي بعضهن) فهنالك في اليد الواحدة والتي لا تصفق لوحدها أكثر من نوع واحد فهنالك الخنصر والبنصر والسبابة والشاهد وهنالك القصير والطويل والسمين والنحيل , وهنالك في اليد الواحدة عدة أطوال , وكذلك المجتمع المدني والأسرة النواتية (النووية – النواتية) ففي هذه الأسرة هنالك عدة مشارب وعدة أفكار وعدة مذاهب وعدة اتجاهات فكرية يجب أن تظهر هذه الاتجاهات الفكرية على حيز الوجود وأن لا يجوز أن تحجب هذه عن المجتمع والناس وهذه النظرة الإسلامية هي التي تدفن المواهب العربية في التراب هي وأصحابها وهم ما زالوا على قيد الحياة ويجب على الديانات الأخرى أن تعترف بوجودها , وكل الديانات اعترفت بوجودها ما عدى الإسلام فهو لا يقبل غير المسلم الناصع اللون والواضح المعالم غير المتلون بألوان المجتمع المدني الحديث الثقافي والسياسي , وهذا هو التفسير الرسمي لأسباب تراجعنا في موضوع الحريات العامة , فمثلاً المرأة تضرب إذا أبدت رأيها أو إذا ظهرت عليها علامات نمو فكري آخر مغاير ,والسياسي يُسجن إذا أبدى رأيه أو يطرد من عمله مثلي إذا ظهرت عليه علامات التنوير, والإسلام الذي يغض الحرية لا يتوقف عند هذا الحد بل هو أيضاً يقوم بمتابعة حثيثة للمتنورين أينما ذهبوا ليطلق عليهم نباح بعض الكلاب والذئاب المأجورة لتنهش لحمهم ولتنال من كرامتهم , لذلك ومن هذا المنظور الإسلام يفرق ما بين الأب وأبنه والأخ وأخيه, لأنه لا يقبل بوجود الآخرين معه.

إنني أبدي رأيي عن الإسلام من خلال ما تراه عيني وما تسمعه أذني وما يحس به قلبي , أنا أعيش اللحظة التي أنا بها وأنا أعيش مع صور من الماضي والحاضر وعندي تصورات مستقبلية عن مجتمع سوف يبقى غارقاً في الأوهام إلى أن يأتيه (المُخلص) الرب الذي سينقذه من شروره , وهذا موجود في الثقافة الإسلامية الشيعية والسنية , وأعتقد أن الرب قد حضر الآن وانتهى الموضوع ولكن ليس في الخبز المقدس وإنما في صورة المجتمع المدني الليبرالي الذي سيكفل للجميع حرية الرأي والتعبير والحياة الكريمة , الرب قد أرسل اليوم ابنه ليخلصنا جميعاً من سطوة الجلاد الذي يقهرنا ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية , الرب الذي سيحمينا من أنفسنا والرب الذي سيحمينا وينقذنا من الدجال الذي يستغل الإسلام ليبث سمومه في كل تفاصيل حياتنا , في طعامنا وشرابنا وماءنا وملابسنا وإعلامنا وحكوماتنا ومجتمعاتنا , الرب اليوم قد حضر ولكن ليس في الخبز المقدس ولا في الخمرة بل في مجالس البرلمان وفي المجتمعات المدنية وفي الصحوة الحقيقية التي يأتينا شعاعها من كل حدبٍ وصوب .

أنا أقول ما أشعر به وتخيلوا معي كم هو نظامنا الإسلامي الاجتماعي يمقت الخلاص ويمقت الحرية ويمقت المحبة , وتخيلوا معي كم هي الأشياء التي وقف الإسلام ضدها ؟

حين ظهرت بناطيل الجينز كل الناس قالوا أنها حرام وإن الإسلام يكرهها لأنها تفصل الجسم تفصيلاً دقيقاً , ولستُ أدري ما هو المانع من تفصيل الجسم تفصيلاً دقيقاً .
وحين ظهر (الشال لوسطن) وهو بنطلون من الخصر دقيق جداً ومن الأسفل عريض , قال الشيوخ إن هذا يتعارض مع الإسلام , وحين ظهر بنطلون الفيزون قالوا : إن هذا حرام ويتعارض مع الإسلام , وحين ظهر الستالايت قالوا إن هذا حرام ويتعارض مع الإسلام , والتلفزيون كان حراماً وكل شيء حرام حتى في نهاية الأمر أصبحت عيشتنا كلها حرام في حرام ونكد في نكد , فكرهنا الحرية بسبب الإسلام وكرهنا بناطيل الجينز بسبب الإسلام وكرهنا الديمقراطية بسبب الإسلام وكرهنا التعايش بسلام مع العالم والناس والبشر بسبب الإسلام وكرهنا أنفسنا بسبب الإسلام , وكرهنا المساواة بين الجنسين بسبب الإسلام , ولاحظوا معي حين ظهر الإسلام وكان شعاره المساواة بين العبد والسيد كيف في النهاية أصبح لا يساوي بين المرأة وبين الرجل وخصوصاً في مسألة رفض التعدد وليس التعدد فطالما المرأة محرومة من تعدد الأزواج طالما يجب على الرجل أن يكون هو أيضاً محروما من تعدد الأزواج (الزوجات) 

http://www.ahewar.org//debat/show.art.asp?aid=207041

المصدر

الثلاثاء، 9 مارس 2010

آخر صيحة في عالم بناء المساجد

آخر صيحة في عالم بناء المساجد

أيهما أفضل إطعام الفقراء والجوعى والمحتاجين من فقراء المسلمين أم بناء المساجد التي تكلف المليارات، وأن الإسلام نهى عن التفاخر، وحين يحدث ذلك في بلاد المسلمين يكون المسلمين أنفسهم من يسيئون إلى الإسلام، ثم إن الله لم يأمر أن تنفق الأموال على تشيد الحجارة والمباني على المساجد حتى يطلق على هذا المسجد أنه أكبر مسجد في العالم، ومن قام ببنائه الشيخ فلان أو الأمير علان إبن علان، في نفس الوقت الذي تهدر فيه هذه المليارات يوجد ملايين من المسلمين دون ماء، وآخرون لا يملكون قوت يوم، وغيرهم دون زواج، وغيرهم بلا عمل، وذلك كان له أثر سلبي في المجتمعات بتفشي الفساد بين شباب وشابات المسلمين، ثم بعد ذلك تستمع من الذين أنفقوا الأموال على بناء تلك المساجد بالقول أن ذلك رمز للتسامح، وفي الحقيقة هو رمز النخبة وعدم دراية عن الإسلام وما يأمر به الإسلام، أي تسامح هذا الذي يتكلمون عنه هؤلاء؟!.. التسامح مع الذهب الذي تزخرف به المساجد وربما على بعد أمتار من تلك المباني أشخاص يموتون من المرض أو الجوع دون أن ينظر لهم أحد بعين الاعتبار، أيها أهم أولاً الفقراء الذين يموتون من الجوع أم بناء آخر صيحات المساجد، واليكم آخر صيحة في عالم بناء المساجد في بعض الدول الإسلامية كما كتب عنه أصحابه ويفتخرون بها:

الكنيسة الايرلندية وفضيحة التحرش الجنسي بأطفال

لماذا يا كنيسة يسوع سوبر مان !!


الجمعة، 5 مارس 2010

خرافة اسلاميه اسمها المعلوم من الدين بالضروره

 ان تعبير (المعلوم من الدين بالضرورة) هو مصطلح قد أنتجته عصور التقليد وتفضيل النقل مع تقييد العقل منذ القرن الثامن الهجرى. فقبل ذلك كانت الاختلافات بين الفرق والمذاهب الفكرية والعقيدية والفقهية الاسلاميه قد وصلت الى أدق الجزئيات فضلا عن الخلاف الجذرى فى القضايا الكبرى , مما أدى الى إغلاق باب ما يسمى بالإجتهاد ، وتحول الأئمة المختلفون فيما بينهم فى كل شئ إلى أئمة مقدسين لدى فقهاء عصور التخلف منذ منتصف العصر المملوكى وطيلة العصر العثمانى ، حيث لا يجوز الاعتراض علي الأئمة الأوائل او مناقشتهم أو نقدهم ، وبرزت أقوال مضله تبرر هذا الأفك وتشرعه وتحميه صيغت فى عبارات مثل (المعلوم من الدين بالضرورة ) وأجمعت (الأمه) على ذلك . الواقع المضحك لحد الرثاء أنه لا توجد قائمة محددة من القضايا الفقهيه متفق عليها بذلك المعلوم من الدين الضرورة ، فالمعروف للعامه ربما قبل الخاصه هو الاختلاف البين بين الفرق الاسلاميه , فضلا عن الخلاف بداخل المذهب الواحد !. يأتى ضمن قائمة القضايا الفقهيه المختلف بشأنها (كشف المرأه لوجهها و يديها - عذاب القبر ونعيمه - العصمة والشفاعة- رضاع الكبير - التبرك بزيارة الأضرحه .. و غيرها الكثير الذى يضيق المقام عن الاحاطه به ) .

الأربعاء، 3 مارس 2010

الله فاسد اخلاقيا

فلنفرتض أولا أن الله الإبراهيمي موجود ..
إله واحد خالق كل شيء و مالك كل شيء و قادر على كل شيء .. ألخ
فلنعتبر الله مثل الصفر الرياضي و نفترض وجوده من أجل السؤال التالي :
هل الله كائن أخلاقي ؟ هل لديه معايير أخلاقية يلتزم بها ؟
الشائع أن الله هو من إخترع الاخلاق و ألزم بها البشر و سيحاكمهم جميعا وفقا لها.
لكن لو كان هذا صحيح فمن حق كل بشري أن يسأل :
هل هذا الله على خلق قويم لكي يكون حكما على كل البشرية فيدخل الجنة من يشاء و يدخل جهنم من يشاء ؟
فإن لم يكن كذلك لا يكون هناك أي أساس أو منطق ليحاكم كل الناس عبر العصور و هو منحل أو فاسد أخلاقيا.
لكن للأسف تلك هي الحقيقة : الله فاسد أخلاقيا و بالتالي لا يحق له محاكمة أحد.
هو متحلل أخلاقيا و لا يردعه رادع أو منطق او اخلاق ..
كائن مزاجي متقلب هوائي لا يهتم بتربية الناس أو تهذيبهم بقدر ما يهتم بتفخيم ذاته و تعظيم نفسه أمام مخلوقاته.
 

نقد ماركس للسماء ونقد الأرض

(فيما يلي ترجمة كاملة للفصل الخامس من كتاب " نقد التصميم الذكي: المادية في مواجهة الخَلقية منذ العصر القديم إلى العصر الحاضر" Critique of the Intelligent Design: Materialism versus Creationism from Antiquity to the Present الذي نشرته دار نشر "منثلي ريفيو"، نيويورك، في شهر تشرين أول (أكتوبر) 2008. وقام بتأليف الكتاب ثلاثة من الكتاب هم: جون بيلامي فوستر John Bellamy Foster، رئيس تحرير مجلة "منثلي ريفيو" وأستاذ علم الاجتماع بجامعة
أوريغون؛ وبرت كلارك Brett Clark، أستاذ مساعد في علم الاجتماع بجامعة نورث كارولاينا؛ ورتشارد يورك Richard York، مساعد رئيس تحرير مجلة "التنظيم والبيئة" وأستاذ مشارك في علم الاجتماع بجامعة أوريغون.)

مقدمة

في الأعوام الأخيرة، صَعَّدت حركة التصميم الذكي intelligent design، أو، بتعبير أدق، الخََلقيَّة creationism، هجومها على تعاليم نظرية التطور، في مدارس الولايات المتحدة الأمريكية العامة، مُتَّبعة "استراتيجية دق إسفين" طموحة تهدف تغيير مفاهيم العلم والثقافة في المجتمع الأمريكي. وكما شرحنا في كتابنا " نقد التصميم الذكي: المادية في مواجهة الخَلقية منذ العصر القديم إلى العصر الحاضر"، أعاد هذا التصعيد إشعال نار 2500 عام من الجدال بين المادية والخَلقية، بين العلم والتصميم. ويمكن إرجاع تاريخ فكرة التصميم (محاولة استكشاف برهان على وجود التصميم في الطبيعة، وبالتالي وجود مُصَمِّم) إلى سقراط Socrates في القرن الخامس قبل الميلاد. وفي الوقت نفسه، يمكن إرجاع تاريخ الرأي المادي المناقض (القائل إن العالم يُفَسِّر نفسَه بنفسه، بالرجوع إلى الأوضاع المادية والقوانين الطبيعية والظواهر المتطورة المنظورة، وليس باالتضرع لعليّ قدير) إلى القرن الخامس قبل الميلاد أيضاً، كما الأمر واضح في كتابات الذِّرِيَّين ليوسيب Leucippus وديموقريط Democritus. هذا وقد تم تطوير وجهة النظر الأخيرة، فلسفياً، إلى نقد شامل لفكرة التصميم على يد أبيقور Epicurus في القرن الثالث قبل الميلاد، وهو نقدٌ أثّر لاحقاً في ثورة القرن السابع عشر العلمية.

اسطورة الخلق لدى الصابئة المندائيين

2010 / 1 / 25


قام «نعيم بدوي» (1911- 2002) و«غضبان رومي» (1905ـ 1989) وهما من أعلام «الطّائفة المندائيّة» في العراق وأبرز مثقّفيها بترجمة كتاب الباحثة «إيثل ستيفانا دراور» (Ethel Stefana Drower) (1879-1972) أو «اللّيدي دراور» (Lady Drower) كما اعتاد تسميتها المشتغلون على مبحث الصّابئة وهو بعنوان:«مندائيّو العراق وإيران: عقائدهم وعاداتهم وأساطيرهم وآدابهم»(1)، وقد نشر لأوّل مرّة باللّغة الانكليزيّة سنة 1937.
ظروف كتابة النصّ المترجم:
كانت «دراور» قد أقامت بالعراق خلال مرحلة الاحتلال البريطاني له في الرّبع الأوّل من القرن العشرين، ودرست لغة الصّابئة أي «اللّغة المندائيّة» وهي من أقدم اللّغات في المنطقة العربيّة إذ هي اللّهجة الشّرقيّة من اللّغة الآراميّة وأخت للّغة العربيّة. وقد استرعت الدّيانة الصّابئيّة اهتمامها من حيث قول أتباعها بالاغتسال بالماء «الحيّ»، وهو ما جعل البعض يصنّفها ضمن طوائف المغتسلة (sectes baptistiques) التي كانت تتعمّد بالمياه الجارية في نهر الأردنّ، كما أنّ أتباعها ينسبون أنفسهم إلى «يهيا يوهنّا» أو «يوحنّا المعمدان» عند المسيحيّين والنبيّ «يحي بن زكريّا» في المأثور الإسلامي. ممّا دعا بعض الباحثين إلى الرّبط بينهم وبين الطّوائف المسيحيّة الأولى. ويندرج كتاب اللّيدي دراور هذا في إطار الشّهادات «الاستشراقيّة» عن بعض مكوّنات الثقافة والمجتمع في الشّرق العربي وكذلك في إطار تيّار نقدي يتناول تاريخ نشأة المسيحيّة بالدّرس والبحث في جذورها عبر مناهج علميّة تخضع لشروط الموضوعيّة لا للأجوبة الإيمانيّة أو الميتافيزيقيّة، وهو التيّار الذي عرف أوجه في القرن التّاسع عشر مع روّاد المدرسة الفيلولوجيّة الألمانيّة.
وقد أوردت اللّيدي دراور بعض أساطير الصّابئة في كتابها نقلا عن شخص صابئيّ مندائيّ يدعى «هرمز بر أنهر» (2) ينتمي إلى أسرة كهنوتية إذ كان جدّه «كنزفره» وهي أعلى درجة كهنوتية لدى هذه الملّة. كما كان «هرمز» رغم عدم اشتغاله بالكهانة ممّن يتقن اللغة المندائيّة ولا يكتب أو يقرأ إلاّ بها، علاوة عن كونه كان متصوّفا وشاعرا محبّا للحياة ومعظّما لـ «شامش». وقد روت دراور قصصا عن هرمز حفظها عن أبيه تتعلّق خصوصا بنجمة الشّمال أو الشّعرى العبور والقوى الخفيّة من جنّ وشياطين وأرواح شرّيرة أو أشباح «شبياحي» باللّغة المندائيّة.