الأربعاء، 3 مارس 2010

الله فاسد اخلاقيا

فلنفرتض أولا أن الله الإبراهيمي موجود ..
إله واحد خالق كل شيء و مالك كل شيء و قادر على كل شيء .. ألخ
فلنعتبر الله مثل الصفر الرياضي و نفترض وجوده من أجل السؤال التالي :
هل الله كائن أخلاقي ؟ هل لديه معايير أخلاقية يلتزم بها ؟
الشائع أن الله هو من إخترع الاخلاق و ألزم بها البشر و سيحاكمهم جميعا وفقا لها.
لكن لو كان هذا صحيح فمن حق كل بشري أن يسأل :
هل هذا الله على خلق قويم لكي يكون حكما على كل البشرية فيدخل الجنة من يشاء و يدخل جهنم من يشاء ؟
فإن لم يكن كذلك لا يكون هناك أي أساس أو منطق ليحاكم كل الناس عبر العصور و هو منحل أو فاسد أخلاقيا.
لكن للأسف تلك هي الحقيقة : الله فاسد أخلاقيا و بالتالي لا يحق له محاكمة أحد.
هو متحلل أخلاقيا و لا يردعه رادع أو منطق او اخلاق ..
كائن مزاجي متقلب هوائي لا يهتم بتربية الناس أو تهذيبهم بقدر ما يهتم بتفخيم ذاته و تعظيم نفسه أمام مخلوقاته.
 
و الأمثلة على مصائبه الأخلاقية كثيرة و مذكورة في الكتب الإبراهيمية المدعوة مقدسة ( التوراة و الإنجيل و القرآن )
و هكذا فإن كل من يتخذ الله مثلا أعلى له سيشعر بإحباط قاتل.
أقول ذلك لان شخصية الله كما رسمها لنا أدباء الكتب المدعوة مقدسة شخصية نرجسية جدا و سيكوباتية.
فهو يأمر بما لا يفعل و يحاسب الناس في شموخ دون حسيب له أو رقيب عليه.
مثلا هناك قاعدة منطقية تقول أن السلطة مفسدة و أن السلطة المطلقة مفسدة مطلقة و هذا يعني أن شخص مثل الله لديه كل الحرية لفعل أي شيء يخطر على باله يكون أكثر من يتعرض للإفساد ..
الفكرة محتاجة لتوضيح أكثر ..
لو تخيل كل واحد منا انه إمتلك "طاقية الإخفاء" فيستطيع أن يختفي و يذهب لأي مكان دون أن يراه أحد, ماذا سيفعل بهذة القدرة الخارقة ؟
أتصور أن هناك من سيسرق بنكا مستغلا إختفاؤه ..
و آخر قد يتلصص على الفتيات أو حتى يغتصبهن ..
و آخر سينتقم من أعداؤه شر إنتقام ..
لكن فقط الشخص الاخلاقي هو من سيستغل تلك القدرة في اللهو الذي لا يؤذي أحدا و ربما لفعل بعض الخير أيضا.
نحن هنا نتحدث عن قدرة واحدة بسيطة مثل القدرة على الإختفاء فما بالنا بمن يمتلك كل القدرات و كل الحريات و كل السلطات التي يمتلكها الله ...
لكي يفهم المرء مثل هذة الحالة عليه أن يتخيل إنسانا هبطت عليه قدرات الله فجأة ..
فراح يقتل و يستعبد الناس و يظلم و يؤذي بغير ضابط و لا رابط.
هذا هو الله الإبراهيمي ..
قاتل أنفس و الأمثلة كثيرة أبسطها الطوفان العظيم و سدوم و عمورة و غيرها كثير ..
و لا أفهم كيف يمكن لله أن يكون فوق المعايير و القيم الأخلاقية فيأمر الناس أن لا تقتل بعض الاحيان بينما يبيح لنفسه أن يقتل كل حين, أليس من الاولى أن يكون الله قدوة لكل البشر فلا يقتل أي شخص أو يأخذ روح أي شخص.
لماذا يامرنا بألا نقتل بينما هو يقتل بكل بساطة لمجرد انه يستطيع ذلك ؟
شخصية سوبرمان التي تم إختراعها في العصر الحديث تعكس قيما أفضل من الشخصية القديمة للإنسان الخارق ( الله ) , فسوبرمان لا يقتل أبدا ..
سوبرمان في القصص المصورة شخص أخلاقي لأنه لا يقتل رغم قدرته الخارقة على القتل بعكس الله الذي يقتل كما يحلو له و بذلك يكون فاسد أخلاقيا.
الله يتعامل مع قدراته الضخمة و كأنه محدث سلطة ..
و كأنه كان شخصا حقيرا نبتت له قدرات خارقة فجأة فكان أول ما يطلبه من الناس هو أن يسجدوا له.
خلق الناس ليعبدوه .. ياله من حقير.
يخلق لهم حياة شبيهة بمتاهة الفأر و يضع في آخرها نهايتان, واحدة قطعة جبن و الأخرى فخ للفئران, ثم يجلس ليتفرج.
يعني أظن من الواضح أن شخصا يخترع مكانا ليعذب و يؤلم و يؤذي فيه معارضيه لهو أبعد ما يكون عن الشخص الأخلاقي.
البشر إخترعوا السجن : من أجل التهذيب و التأديب و الإصلاح.
البشر لغوا عقوبة الإعدام في الكثير من دول العالم المتحضرة.
البشر يفهمون معنى التربية و التهذيب بأكثر مما يفهمها الله الفاسد المنحل أخلاقيا.
فالله المهووس بقوته لحد الجنون يأمر الناس بأشياء غير منطقية و يستعبدهم و يذلهم ثم يحاسبهم بعد ذلك و يرميهم في جهنم و كأنهم حطب أو نفايات.
ثم يمارس دعاية سخيفة في مدح نفسه و تلميع صورته و يعطي الجوائز لمن ينافقه و يتغنى بنعمه.
أنا لا أعرف كيف يمكن للناس أن يتعبدوا لشخصية أقل ما يمكن ان توصف به أنها غير محترمة بهذا الشكل.
و كيف يمكن أن يبرر مثلا أمره لإبراهيم بذبح إبنه ؟
كيف يمكن أن يبرر أمره لبني إسرائيل بذبح أعداءهم ؟
كيف يمكن أن يبرر أمره للمسلمين بإرهاب الناس و إذلالهم ؟
يقتل و يحرض على القتل و القتال, إله هذا أم بلطجي سيكوباتي .. ؟!!
للأسف هذا إله غير محترم و أنا ألحدت أساسا لأنه سقط من نظري و ليس لإعتقادي بعدم وجوده.
أنا لن أتعبد لأفاق فضلا عن أن العبادة لا تليق بإنسان أصلا.
يجب أن نتخلص من الرق و العبودية لله كما تخلصنا منها للرجال البيض.
لكن في الواقع الرجال البيض هم من ترفعوا عن إستعباد الناس و أقروا بالمساواة,
أما الله فيأبى أن يجلس وسط مخلوقاته أو يتساوى بهم ببعض الإتضاع ..
طبعا فالإتضاع ليس إحدى الفضائل الإلهية بل التكبر الإلهي اللعين.
هذا بالإضافة للمكر و الضرر و الإيذاء و غيره كثير ..
بإختصار الله هو إله بقدراته و ليس إلها بأخلاقه.
إله لا يشرف الألوهية و كأنه فأر دميم يستطيع الطيران و التخفي.
و هكذا فالله في حقيقته هو شخصية كرتونية فاشلة لا تعلم الأطفال مكارم الأخلاق بل الوحشية و الدناءة و سوء إستغلال السلطات و الحريات.

عزيزي الطفل ..
ماذا ستفعل للناس لو كنت خالق الكون ؟
هل ستخلق ملائكة أم شياطين ؟ هل ستخلق جنة ام جحيم ؟ هل ستخلق الخير أم الشر ؟
هل ستقتل مثل الله أم ستكون اخلاقيا مثل سوبرمان ؟
هل ستكون محبا للأطفال مثل سانتاكلوز أو مبيد للأطفال مثل الله ؟
أعتقد أننا نحتاج لرقابة إلحادية تمنع الأطفال من مشاهدة او التعرض لأي هراء ديني يمدح الله الوحشي الفاسد باي شكل من الأشكال.
نعم لدونالد دك .. لا لله.
نعم لتوم أند جيري .. لا لله و الشيطان.
فلنعلم أطفالنا قيما أخلاقية أفضل من التي يعلمها الله, فنحن لا نريدهم فاسدون و منحلون على أي حال.
المصدر منتدى الملحدين العرب

هناك تعليقان (2):

  1. مقالة اكثر من رائعه
    تحياتى لك

    ردحذف
  2. الله أمرنا بقتل الفاسد المفسد قال تعالى (أقتلوهم حيث ثقفتموهم) فالله الذى أمرنا بقتل المفسد من عباده قد بدأ بنفسه فأهلك الأمم السابقة لما فسقوا

    ردحذف

عزيزى الراغب فى التعليق
يرجوا ان يقتصر تعليقك على الحوار البناء والهادف
نرجوا الأبتعاد عن السب والشتيمة كى لا يحذف تعليقك