الجمعة، 5 مارس 2010

خرافة اسلاميه اسمها المعلوم من الدين بالضروره

 ان تعبير (المعلوم من الدين بالضرورة) هو مصطلح قد أنتجته عصور التقليد وتفضيل النقل مع تقييد العقل منذ القرن الثامن الهجرى. فقبل ذلك كانت الاختلافات بين الفرق والمذاهب الفكرية والعقيدية والفقهية الاسلاميه قد وصلت الى أدق الجزئيات فضلا عن الخلاف الجذرى فى القضايا الكبرى , مما أدى الى إغلاق باب ما يسمى بالإجتهاد ، وتحول الأئمة المختلفون فيما بينهم فى كل شئ إلى أئمة مقدسين لدى فقهاء عصور التخلف منذ منتصف العصر المملوكى وطيلة العصر العثمانى ، حيث لا يجوز الاعتراض علي الأئمة الأوائل او مناقشتهم أو نقدهم ، وبرزت أقوال مضله تبرر هذا الأفك وتشرعه وتحميه صيغت فى عبارات مثل (المعلوم من الدين بالضرورة ) وأجمعت (الأمه) على ذلك . الواقع المضحك لحد الرثاء أنه لا توجد قائمة محددة من القضايا الفقهيه متفق عليها بذلك المعلوم من الدين الضرورة ، فالمعروف للعامه ربما قبل الخاصه هو الاختلاف البين بين الفرق الاسلاميه , فضلا عن الخلاف بداخل المذهب الواحد !. يأتى ضمن قائمة القضايا الفقهيه المختلف بشأنها (كشف المرأه لوجهها و يديها - عذاب القبر ونعيمه - العصمة والشفاعة- رضاع الكبير - التبرك بزيارة الأضرحه .. و غيرها الكثير الذى يضيق المقام عن الاحاطه به ) .



و لكن ما العمل مع أهل السنه و الجماعه الذين يصرون على ستر عورة تخلفهم العقلى وعجزهم العلمى بالتمسح بالنبى (صلعم) ونسبة أقوالهم له ولأصحابه ظناً منهم أنها الوسيله الناجعه لتحصين آرائهم و أقوالهم و فتاواهم من النقد ؟!.

و رغم غياب قائمه من المسائل الفقهيه المتفق عليها بين أهل السنه, فإن مشايخها و مفتيها يهتاجون أشد الإهتياج و يجن جنونهم اذا ما تجرأ مسلم و لو كان عالماً على إبداء رأى مغاير فى مسأله فقهيه بعد دراسه و تمحيص عقلى , فيبادرون -دون تفكير- بتسفيه رأيه بل و يواجهونه باتهام خطير هو الخوض دون علم فى المعلوم من الدين بالضروره !! , و هذا برأيى لا يعدو أن يكون إرهاباً فكرياً تخصص به مشايخ السنه فى عصرنا الحالى.

و السؤال المؤرق هو : لماذا يفضل شيوخ السنيه النقل على العقل؟؟؟
الواضح -لشدة الأسف و الخجل- أن هؤلاء المشايخ يرفضون العقل لأنهم فشلوا فى التعرف على كنه العقل كأداه للتفكير الموصل لنتائج سليمه , فلا يندهش أحدكم عندما يستمع الى أعلم علماء السنه الأقدمون و المعاصرون على السواء لقولهم بأنه لا يمكن فهم كينونه العقل على وجه الحقيقه, فهو
سر مغلق من أسرار الله إستأثر لنفسه بمعرفة كينونته ! , و لذلك فإنهم لا تستريح ضمائرهم لنتاج هذا العقل , و من هذا المنطلق فقد توقفوا تماما عن
الاجتهاد العقلى الذى ميز غيرهم من الفرق و المدارس الفكريه الاسلاميه فى العصور السابقه مثل المعتزله و الأشاعره .. و غيرهم.

و النتيجه ,أن الأصوليين من مشايخ السنه و مفتيها فى زمننا الحالى قد تفرغوا بكليتهم لإبداء الرأى و الفتوى فى التافه من الأمور الحياتيه للمسلم المعاصر, فتجدهم يبشرون تارك الصلاه بعذاب القبر و ثعبانه الأقرع ناسين أو متناسين ما ورد بالقرآن من أن حساب الله لبنى آدم سيأتى يوم القيامه حيث البعث و الحشر مما يجعل من العبث التفكير في حساب سابق ليوم القيامه .إذا كان هناك عذاب أو نعيم في القبر فلماذا يكون في الأصل حساب أو استجواب فى الآخره إذا كانوا حقاً مؤمنين بالحساب فى يوم الحشر

المصدر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزى الراغب فى التعليق
يرجوا ان يقتصر تعليقك على الحوار البناء والهادف
نرجوا الأبتعاد عن السب والشتيمة كى لا يحذف تعليقك