الأحد، 14 مارس 2010

الاسلام يُفرّق بين الأخ وأخيه

من الملاحظ جيداً أن العائلة العربية الإسلامية غير المتدينة جداً تكون في حالة وئام وحب وتسامح وحرية وتصرفات وسلوكيات من عدم التمييز بين الجنسين لغاية دخول الإسلام أسوار المنزل العائلي أو لغاية أن يصل المد الإسلامي إلى عقل وقلب أحد أفراد العائلة عندها يقول الأخ لأخيه : لا أنت أخوي ولا بعرفك إذا ما ابتترك الأفكار المسمومة غير الاسلامية , وكذلك للأخت يقول : لا أنت أختي ولا بعرفك إذا ما إبتلبسي لباس اسلامي , وكذلك يقول للحزبي أو للمثقف : لا أنت أخوي ولا أنا بعرفك إذا بقيت مصراً على أفكار داروين اللعين أو الأفكار المطالبة بمساواة المرأة بالرجل أو أفكارك الأمريكية الصهيونية الحاقدة والتي تدعو للحرية الفكرية والحزبية بهدف اخراجنا عن الاسلام الذي سندخل بفضله جنة الله , ويا حبيبي ساعتها كيف ستنقلب الميازين! فيعمل المسلم داخل العائلة على فرض قوانين صارمة تنتهي هذه القوانين بالتفرقة بين الأخ وأخيه وبين منع خروج البنت من بيت أبيها لابسة للبنطلون أو للتنورة القصيرة وفي نهاية الفيلم تصبح العائلة كلها ارهابية أو أعداء لبعضهم البعض كرواية (الأخوة الأعداء ) للروائي جيفري آرتشر , ومن جملة ما أذكره عن الصحوة الإسلامية أن هذه الصحوة بدأت تدبُ في أروقة المجتمعات الإسلامية وبدأت تعمل على سياسة التفرقة والتمييز العنصري والطائفي والعائلي في الأسرة الواحدة فلم تكن الناس تعزل النساء عن الأقارب والمعارف إلا حينما ظهر الإسلام , ولاحظوا معي المرأة العربية المسلمة حين تصبح متدينة ماذا تفعل ؟ أول شيء لا تصافح الغريب وهو ابن عمها وإبن خالها وإبن الجيران فمنذ أن يدخل الاسلام قلبها يصبح ابن خالها غريباً وإبن عمها غريباً ويصبح كل شيء في حياتها غريب وحرام , فتحرم على نفسها الزينة والاستمتاع بالحياة الرومانسيبة مع حبيب رومنسي يحرك لها مشاعرها , ثانياً تصلي صلاة الظهر أو العصر بمعزل عن رؤية الرجال لها وليس ضمنهم لأنها إن كانت ضمنهم فمن المؤكد أن يتلوث المكان وهنا تصبح المرأة مصدر تلويث بيئي خطير, ثالثاً تتدثر من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها مثل أفلام (النينجا) , رابعاً تعزل نفسها عن الناس والأقارب وكأنها شيء غريب أو لأنها أداة الشيطان في نشر الفتنة بين الناس , وترى في نفسها بعد ذلك رائحة جذابة لحضور الشيطان فإذا حضرت أي جلسة سيحضر معها الشيطان وإذا غابت يغيب الشيطان معها لذلك تعزل نفسها لكي لا يحضر الشيطان بمعيتها لأنها أداة استثنائية للأرواح النجسة والخبيثة , لقد كانت الناس تجلس ضمن عائلة واحدة فجاء الإسلام ليأكد على منع أن يجلس ابن العم مع ابنة عمه لأن الشيطان على طول وبدون أن يشعر أحد يحضر ليجلس معهم, وقد كنتُ وما زلتُ ألاحظ غالبية النساء المتدينات كيف يهربن من الجلسات العائلية إذا دخل ابن عمها أو ابن خالها, لاحظت وما زلتُ ألاحظ كيف يهربن بسرعة من غرفة الجلوس والمعيشة إلى الغرف الأخرى , معللات هذا التصرف بأنه من ضوابط النفس التي أمر فيها الإسلام , وهنا الإسلام عمل على دعم روح التفرقة بين الناس وليس على روح المساواة.

ولاحظوا معي أنّ المثقف الذي يصله المد الإسلامي كيف يترك كل القراءات الجميلة حتى أذكر مرة أنني التقيت بصديق لي قديم كان ليبرالياً وفجأة هذا الرجل أصبح متديناً وكنا قبل ذلك أنا وهو نتسامر في القصائد الغزلية ونتسابق على حفظ أجمل ما قيل ويقال في النساء , والمهم والأهم أنني حين التقيت به قال لي :لالالا أرجوك ما بدي أسمع ولا حرف من هذا اللعين الحقير نزار قباني هذا يا رجل يحتقر المرأة , فقلت له : شو مالك؟ فقال : يا رجل لا تذكرني بأيام الجاهلية ,وبصراحة أحسست بخيبتي ومنذ تلك اللحظة لم أقرأ معه أي موضوع غزلي , والمسألة لا تتوقف هنا بل تتوقف على الانفتاح على فلسفات الآخرين التي تصبح محجوبة بفضل الإسلام ولنلاحظ جميعنا لماذا تخلو المؤسسات الاجتماعية المدنية الحقيقية من المدنية نفسها , حتى أنني في الأردن لاحظت نساء يلبسن أحياناً على الموضه في الاتحادات النسائية والمرأة وحين تحدثهن عن تحرير المرأة أو عن أي شيء يخص المرأة يقلن لك : الإسلام هو الوحيد الذي يعطي المرأة حقها لأنه جعلها ملكة في بيتها , لذلك الإتحادات النسائية الأردنية لا يمكن أن تساهم في بث روح المساواة والوعي الثقافي في صفوف النساء طالما أن الحكومة الأردنية تتعمد وضع نساء حقوقيات لديهن تصورات سيئة عن المجتمع المدني الحديث, وهذا أيضاً يشبه خلو البحث العلمي من الطرائق الحقيقية للبحث العلمي ولماذا أيضاً تخلو مجتمعاتنا من الأحزاب السياسية !!, فالإسلام هو الوحيد الذي يقف حاجزاً ومانعاً لانتشار الأحزاب السياسية لأن الناس امنع باسم الإسلام اعتناق أي مذهب فكري وفي كل عائلة يوجد فرد يحاول فرض هيمنته باسم الإسلام على أفراد العائلة لذلك عقول المسلمين خالية من الأفكار الجديدة وخالية من التطوير والتجديد , والأحزاب السياسية بحاجة إلى مفكرين ومنظرين وليس إلى ببغاوات ,وتدعم الأنظمة العربية الإسلام لهذا السبب !!وذلك لكي لا تحقق الشعوب العربية ذاتها ولتبقى السلطات السياسية بيد الحزب الواحد والرجل الواحد , وهنا الاسلام يفرق بين الناس ولا يجمعهم .

وقارنت هذه الظاهرة بما قرأته عن بداية نشأة الإسلام وما كان يقوله خصومه أو ما أصطلح عليهم باسم المشركين فحين ظهر الإسلام اتهمه (المشركون ) وقالوا : هذا الدين يُفرقُ ما بين المرء وزوجه , وما بين الأخ وأخيه , والصديق والصديق .

وكلام المشركين ليس عارياً عن الصحة بل هم لاحظوا أن هذا الدين يحاول أن يفرق ما بين الناس والأقارب وخصوصاً بين أفراد العائلة الواحدة , وقارنت ذلك مرة أخرى بما أشاهده حتى اليوم من هذا التفريق , فمثلاً الإسلام يعزل شقيقة الأخ عن أخيه ويعزل ابنة العم عن أبن عمها وابنة الخال عن أبن خالها وكل ذلك بسبب أن المرأة عورة وكائن يثير الفتنة والجمال والرومانسية , إن ما أقوله هنا هو عين الصواب فيما يخص نظرة الإسلام إلى المرأة والمجتمع فالإسلام يعزل الناس عن بعضهم البعض ويفرق ما بينهم وما بين الأخ وأخيه , وحتى اليوم ما زال الناس يقولون للمرأة المسلمة إذا حضر أحد الأقارب : قومي من هون وروحي على الغرفة المجاورة , ومنعها الإسلام من أن تصافح ابن عمها وأبن خالها وأبن الجيران , وهذا كله ما لا حظه المشركون حين قالوا : الإسلام يفرق ما بين الأخ وأخيه والابن وأبيه.

أنا لا أجلب شيئاً من ذهني بل أتحدث عن واقع مُعاش 100% وليس 90% , أنا أتحدث من خلال الملاحظة والتجربة والخبرة , إنني ألاحظ أن هذا الدين يفرق بين الناس ولاحظوا معي صالات الأعراس والحفلات كيف كانت وكيف أصبحت !.

كانت الناس تقيم حفلات الأعراس في منازلهم ولم تكن الناسُ تذهبُ للصالات وحين ظهرت صالات الأفراح صرنا نترك منازلنا ونذهبُ نساء ورجالاً إلى صالات الأفراح وكانت الناس ترقص وتفرح وتغني وكنا نختلط بعضنا ببعض البنات والشباب الرجال والنساء والميل والفيميل والذكر والأنثى , حتى صرنا في النهاية نلاحظ عزل الرجال عن النساء وكنتُ أسمع الناس يقولون : يا عمي الشيوخ ما بدهمش اختلاط بين الرجال وبين النساء , وكنا حين نسأل لا نجد جواباً إلا كلمة واحدة (حرام) وهذه الكلمة هي الجواب الوحيد لمليون سؤال , وهذا أيضاً يفسر لنا مقولة المشركين من أن الإسلام يفرق بين الأخ وأخيه وأبن العم وابنة العم وأبن الخال وابنة الخال , وكذلك هذا الدين يميزنا عن بعضنا البعض ولا يعطينا حق المشاركة الفعلية في كافة مجالات الحياة الفنية والاجتماعية فهو يمنع وجود فكر آخر وفلسفة أخرى وثقافة أخرى , لذلك الأسرة في الإسلام ليس نظاماً تعددياً والمجتمع المدني الحديث يقوم على أساس التعددية في إطار الوحدة أي يجب أن يكون داخل الأسرة الواحدة : المسلم , والمسيحي , واليهودي , والعلماني , والوجودي , والفانتازي اليوتوبي الخيالي , والرومانسي .

إن نظام المجتمع والأسرة النواتية اليوم يجب أن يكون تعددياً على مبدأ (مش كل أصابع إيديك واحد) أو (مش كل أصابعك زي بعضهن) فهنالك في اليد الواحدة والتي لا تصفق لوحدها أكثر من نوع واحد فهنالك الخنصر والبنصر والسبابة والشاهد وهنالك القصير والطويل والسمين والنحيل , وهنالك في اليد الواحدة عدة أطوال , وكذلك المجتمع المدني والأسرة النواتية (النووية – النواتية) ففي هذه الأسرة هنالك عدة مشارب وعدة أفكار وعدة مذاهب وعدة اتجاهات فكرية يجب أن تظهر هذه الاتجاهات الفكرية على حيز الوجود وأن لا يجوز أن تحجب هذه عن المجتمع والناس وهذه النظرة الإسلامية هي التي تدفن المواهب العربية في التراب هي وأصحابها وهم ما زالوا على قيد الحياة ويجب على الديانات الأخرى أن تعترف بوجودها , وكل الديانات اعترفت بوجودها ما عدى الإسلام فهو لا يقبل غير المسلم الناصع اللون والواضح المعالم غير المتلون بألوان المجتمع المدني الحديث الثقافي والسياسي , وهذا هو التفسير الرسمي لأسباب تراجعنا في موضوع الحريات العامة , فمثلاً المرأة تضرب إذا أبدت رأيها أو إذا ظهرت عليها علامات نمو فكري آخر مغاير ,والسياسي يُسجن إذا أبدى رأيه أو يطرد من عمله مثلي إذا ظهرت عليه علامات التنوير, والإسلام الذي يغض الحرية لا يتوقف عند هذا الحد بل هو أيضاً يقوم بمتابعة حثيثة للمتنورين أينما ذهبوا ليطلق عليهم نباح بعض الكلاب والذئاب المأجورة لتنهش لحمهم ولتنال من كرامتهم , لذلك ومن هذا المنظور الإسلام يفرق ما بين الأب وأبنه والأخ وأخيه, لأنه لا يقبل بوجود الآخرين معه.

إنني أبدي رأيي عن الإسلام من خلال ما تراه عيني وما تسمعه أذني وما يحس به قلبي , أنا أعيش اللحظة التي أنا بها وأنا أعيش مع صور من الماضي والحاضر وعندي تصورات مستقبلية عن مجتمع سوف يبقى غارقاً في الأوهام إلى أن يأتيه (المُخلص) الرب الذي سينقذه من شروره , وهذا موجود في الثقافة الإسلامية الشيعية والسنية , وأعتقد أن الرب قد حضر الآن وانتهى الموضوع ولكن ليس في الخبز المقدس وإنما في صورة المجتمع المدني الليبرالي الذي سيكفل للجميع حرية الرأي والتعبير والحياة الكريمة , الرب قد أرسل اليوم ابنه ليخلصنا جميعاً من سطوة الجلاد الذي يقهرنا ليلاً ونهاراً وسراً وعلانية , الرب الذي سيحمينا من أنفسنا والرب الذي سيحمينا وينقذنا من الدجال الذي يستغل الإسلام ليبث سمومه في كل تفاصيل حياتنا , في طعامنا وشرابنا وماءنا وملابسنا وإعلامنا وحكوماتنا ومجتمعاتنا , الرب اليوم قد حضر ولكن ليس في الخبز المقدس ولا في الخمرة بل في مجالس البرلمان وفي المجتمعات المدنية وفي الصحوة الحقيقية التي يأتينا شعاعها من كل حدبٍ وصوب .

أنا أقول ما أشعر به وتخيلوا معي كم هو نظامنا الإسلامي الاجتماعي يمقت الخلاص ويمقت الحرية ويمقت المحبة , وتخيلوا معي كم هي الأشياء التي وقف الإسلام ضدها ؟

حين ظهرت بناطيل الجينز كل الناس قالوا أنها حرام وإن الإسلام يكرهها لأنها تفصل الجسم تفصيلاً دقيقاً , ولستُ أدري ما هو المانع من تفصيل الجسم تفصيلاً دقيقاً .
وحين ظهر (الشال لوسطن) وهو بنطلون من الخصر دقيق جداً ومن الأسفل عريض , قال الشيوخ إن هذا يتعارض مع الإسلام , وحين ظهر بنطلون الفيزون قالوا : إن هذا حرام ويتعارض مع الإسلام , وحين ظهر الستالايت قالوا إن هذا حرام ويتعارض مع الإسلام , والتلفزيون كان حراماً وكل شيء حرام حتى في نهاية الأمر أصبحت عيشتنا كلها حرام في حرام ونكد في نكد , فكرهنا الحرية بسبب الإسلام وكرهنا بناطيل الجينز بسبب الإسلام وكرهنا الديمقراطية بسبب الإسلام وكرهنا التعايش بسلام مع العالم والناس والبشر بسبب الإسلام وكرهنا أنفسنا بسبب الإسلام , وكرهنا المساواة بين الجنسين بسبب الإسلام , ولاحظوا معي حين ظهر الإسلام وكان شعاره المساواة بين العبد والسيد كيف في النهاية أصبح لا يساوي بين المرأة وبين الرجل وخصوصاً في مسألة رفض التعدد وليس التعدد فطالما المرأة محرومة من تعدد الأزواج طالما يجب على الرجل أن يكون هو أيضاً محروما من تعدد الأزواج (الزوجات) 

http://www.ahewar.org//debat/show.art.asp?aid=207041

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزى الراغب فى التعليق
يرجوا ان يقتصر تعليقك على الحوار البناء والهادف
نرجوا الأبتعاد عن السب والشتيمة كى لا يحذف تعليقك