السبت، 12 يونيو 2010

أساطير الخلق والتكوين في منطقة الشرق الأدنى القديم

تعتبر منطقة الشرق الأدنى القديم من أكثر المناطق خصباً في عطائها وإبداعها الأسطوري. تألقت الروحانية فيها واندمجت مع رؤى وأحلام, فأعطت ملاحم في فضاء الغيبيات. وحاولت أن تضع التفسيرات للمجهول بقالب شيق و مبدع..
وما يهمنا هنا قصة الخلق ( خلق الكون والإنسان وكل شيء ). هذه القصة أرقت الإنسان القديم الذي نظر إلى السماء عاليا , فرأى النجوم والقمر والشهب ليلاً, رأى الشمس وأحس بنورها وحرارتها.. رأى السيول الجارفة والبرق والرعد يهزّ البيوت, ورأى البراكين وحممها والزلازل تهزّ الأرض وتشقها...
شاهد كيف ينفلت الهواء فجأة كحصان جامح وينقضّ على الأرض إعصاراً يقتلع ويدمر كل شيء..

رأى كلّ ذلك ورأى أحلاماً في نومه, رأى نفسه يطير فوق السحاب.. رأى عوالم أخرى في أحلامه ورؤاه.. خاف وارتعب من كل شيء. فهو مخلوق ضعيف غير قادر على مقاومة كلّ ما رآه .. وكلّ ما رآه كان حقيقة وليس خيال . النجوم حقيقة والشمس حقيقة أمام عينيه تضيء وترسل الحرارة إلى وجهه. القمر حقيقة والرياح والبراكين والسماء والمطر القادم من الأعلى. الريح التي تهزّ بيته وتسقطه أرضاً, والأرض التي يمشي عليها أيضاً حقيقة.. هذه الحقائق العملاقة الجبارة أرهبته فخضع لها واستكان. وحاول أن يستميل ودّها وحبها لعلها لا تؤذيه..ً

فبدأ رحلة البحث ليفهم وليعبّد الطريق بينه وبين هذه الكائنات العملاقة والمخيفة ..خضع لها وتملق لرضاها, لأنه أحسها كائنات حية, فالشمس رآها تتحرك .تأتي وتذهب وتضيء ؛ هي كائن حي هي إله جبار لابد من كسب وده ورضاه . اعتبر الإنسان القديم أن الشمس إله والقمر إله والأرض إله والسماء والرياح والظلام والنور . المطر والنجوم والموت والحياة آلهة لابد من عبادتها وتقديم فروض الطاعة والولاء .

وانطلاقا من الخيال الذي يميز عقل الإنسان وفكره انطلقت الأفكار لترسم المشهد صورة صورة, ولتربط بينها بخيط يشدها ويرتبها كحقيقة حدثت وكانت ...تحولت قصة الخلق إلى مايشبه المشهد الحقيقي الذي تراه, فكتّاب قصص الخلق يظهرون في قلب المشهد المرسوم وكأنهم رأوا كل التفاصيل وعايشوها . كتبوا وسموا الآلهة وبينوا المراتب والأفعال لكل الآلهة وذلك وفق الرؤى البشرية البحتة . فالآلهة يتزوجون كما البشر والآلهة يحبون أبناءهم كما البشر ويمنحون أبناءهم الألوهة والقوة . وأحيانا يتمرد الإله الابن على أبيه ويتفوق عليه .

أما لماذا ندرس ونحلل هذه الأساطير والملاحم الثقافية؟؟ لأنها باختصار شكلت سلسلة مترابطة انتقلت فيها الأفكار والمعتقدات من الأسطورة الأقدم إلى الأسطورة الأحدث. و بإجراء المقارنات والمقاربات نصل إلى فهم وتحديد التفاعل المتبادل بينها, وبالتالي فهم حقيقة آخر هذه الأساطير التي تؤثر فينا وبحياتنا وسلوكنا. فهذه الأساطير موجودة الآن وبصيغ مقدسة وكتب مقدسة ممنوع الاقتراب منها أو مسها بالدراسة والتحليل. فقصة الخلق في التوراة أو القرآن هي استمرار متطور ومعدّل لما سبقها. وعندما نطلع على القديم منها وكذلك الجديد تتوسع آفاق الرؤية, وبالتالي دقة التحليل. علما بأن جميع هذه الأساطير حملت اعتقادات دينية لأبنائها وفرضت طقوساً كثيرة وادعت امتلاكها حقيقة المعرفة الكونية, بحيث سمت الآلهة وبينت أفعالهم وأفكارهم وكيف خلقوا الأرض والسماء والهواء والماء والإنسان والحيوان والنبات. وكل ما يخطر ببال البشر. وظهرت هذه الأساطير كقصص حقيقية واقعية تمتلك كل الحقائق التي يحتاج معرفتها الإنسان...

في منطقة الشرق الأدنى القديم ثراء أسطوري متقدم وغني بالخيال المبدع . ابتدأ من الشعوب السومرية التي قدمت أروع أسطورة خلق ليكمل بعدهم البابليون بأسطورة أجمل وأروع ....
الحضارة السومرية كانت قبل 4000 عام قبل الميلاد وقد ازدهرت في بلاد الرافدين . البعض يرجع أصول السومريين إلى شعوب قدمت من آسيا ولكن أيّا كان المكان الذي قدم منه السومريون فهم بناة حضارة وثقافة ,كان لثقافتهم تأثير كبير في منطقة الشرق القديم . فقد كتبوا بالخط المسماري وعبروا عن إبداعهم وروحانيتهم ..كتبوا عن آلهتهم وعن خلق الكون وإن كان بعض النصوص تعرض للتلف لأنهم كتبوا على رقم طينية . لكن ما وصل أعطانا الفكرة واضحة جلية ...وخلاصة الأسطورة عن الخلق تقول أن الآلهة نمو هي المياه الأولى والتي انبثق عنها كل شيء . هذه الآلهة أنجبت ابنا هو آن إله السماء وبنتا هي كي آلهة الأرض . تزوج آن من كي فأنجبا إنليل إله الهواء

الإله إنليل كان يعيش بين والديه بمساحة ضيقة فأبعد أبويه عن بعضهما أي فصل بين الأرض والسماء بقوته كإله شاب وبعدها أنجب انليل ابنه نانا إله القمر فبدد الظلام . والإله نانا أنجب أوتو إله الشمس الذي أنار وأضاء السماء والأرض ..وبعد ظهور الضوء قام الإله انليل بخلق كل مظاهر الحياة .
وفي عرض لتفصيل خلق الإنسان نجد نصا يشابه النص التوراتي والقرآني يقول :

بعد أن أبعدت السماء عن الأرض .
وفصلت الأرض عن السماء .
وتم خلق الإنسان .
وأخذ آن السماء .
وانفرد انليل بالأرض .
أخذ الإله كور (رب العالم الأسفل) الإله أربشكيجال غنيمة فصارت زوجة لرب العالم الأسفل وسيدة الموتى.انطلاقا من فكرة دفن الميت في داخل تراب الأرض برزت عندهم فكرة العالم الأسفل وإله عالم الموت.. الأسطورة دائماً تدخل عالم المجهول لتفسره بمجهول آخر...
وفي نص آخر يشابه في بعض سطوره جملا وردت في القرآن نجد :

إن الإله الذي أخرج كل شيء نافع .
الإله الذي لا مبدل لكلماته.
انليل الذي أنبت الحَبّ والمرعى .
وأبعد الأرض عن السماء .
وهذا يدل على أن مرتكزات الأسطورة السومرية بقيت مستمرة وانتقلت إلى الأسطورة البابلية التي قالت أيضا بولادة الحياة من الماء وإلى الأسطورة السورية التي قالت بأن الإله يم هو الماء وبعدها إلى الأسطورة المصرية التي قالت أن الإله رع خرج من المياه الأولى ومنه أتت بقية الآلهة في مصر القديمة ..وحتى في الأسطورة الإغريقية نجد أن الإله البدئي أوقيانوس هو المياه الأولى ..

في كل هذه الأساطير نجد إله السماء هو المذكر وإلهة الأرض هي المؤنث وهذا يتشابه مع قصص الخلق عند الشعوب الآسيوية القديمة حيث تقول بعض الأساطير في نيوزيلاندة بأن اتحاد السماء بالأرض أنجب آلهة عاشوا في مساحة ضيقة بين السماء والأرض فتمردوا بزعامة الإله تاني الذي رفع السماء وأبعدها عن الأرض وقال : لنبق السماء بعيدة والأرض قريبة منا ..

وبالعودة إلى الأسطورة السومرية نجد نصا يصف مدينة نيبور قبل أن يسكنها الإنسان حيث كانت مسكونة من قبل الآلهة فقط حيث يتشابه هذا النص في لغته ومفرداته مع سفر نشيد الأنشاد في التوراة :

انظر إلى نيبور عماد السماء والأرض .
ترى أسوارها العالية ؛ مدينة .
ترى نهرها الرقراق ايدسالا .
ترى رصيفها كاركورانا , حيث ترسو السفن .
ترى بولال نبعها الصافي .
ترى ادنو نبردو جدولها العذب .
ترى انليل فتاها الغض .
ترى تنليل الشابة .
.................
انليل هو السيد الملك .
انليل لامبدل لكلماته .
الحمد لأمنا نتليل .
الحمد لأبينا انليل.
النصوص الدينية عند السومريين كانت واضحة وتدل على تطور الأسطورة السومرية وتناسقها وتناغمها وهي تشبه إلى حد بعيد ما جاء في الأديان السماوية لاحقا . حتى أن كثيرا من العبارات المذكورة في الرُقم السومرية موجودة بشكل حرفي في القصص اللاحقة :

انليل الجبل العظيم ؛قد نطق اسمك المقدس .
أيتها المدينة العظيمة التي رسم مصائرها انكي .
أي أور .أيها الهيكل المقدس. لترفعي هامتك نحو السماء .
ففي وسطك قد أقامت مساكنها .
وفي غاباتك الواسعة تتناول طعامها .
سومر .لتتضاعف إسطبلاتك وتتكاثر أبقارك .

ففي أسطورة الخلق السومرية نجد تفصيلات دقيقة لخلق الماشية والحبوب والنباتات وبعدها خلق الإنسان من أجل العناية بطيبات حظائرها . وهذا يشابه الخلق في التكوين ويشابه الأساطير المصرية القديمة وكذلك في الإغريقية التي تؤكد أن الإنسان قد خلق من تراب وماء وعندما استوى الإنسان قائما نفخت الآلهة أثينا فيه الروح فصار إنسانا حيا .خلق الإنسان ليعبد الآلهة ويستثمر الأرض.. كان عارياً لم يعرف اللباس ( آدم خلق عاريا ), يأكل النباتات فقط. زرع الأرض وأكل من ثمارها وغلاتها.

وعندما ينتهي الإله السومري من الخلق يستريح ( الله يستريح في اليوم السابع حسب التوراة ) من عمله في بيته الذي بني له وبعد ذلك يذهب لأبيه إنليل في السماء لينال البركة المقدسة العظيمة ( المسيح يصعد إلى أبيه في السماء ).. أما عند البابليين فقد ظهرت هذه الأساطير أكثر تطورا وإتقاناً وذلك في ملحمة الانيوما ايليش وملحمة جلجامش وملحمة سيبار والتي ظهرت قبل أكثر من 1500 سنة من قصة خلق التكوين..إن الألواح التي كتبت عليها هذه الملاحم موجودة وبالإمكان الإطلاع عليها ومعظم نصوصها كاملة ومترجمة وهي تبين الغنى والثراء الديني والتاريخي والأدبي بالإضافة إلى أسطورتها العلمية. لأنها حاولت فك الألغاز العلمية للخلق وفق خيال أسطوري مبدع..

وبقراءة متأنية لهذه الأساطير نجد أنها كانت المصدر الأساس لقصة التكوين التوراتي بحيث تجد أن كل الأفكار مأخوذة من هذه الأساطير ....

الأساطير أتت كقصة دينية هادفة لفرض السيطرة المستمدة من الإله على البشر فعند السومريين كان سلطان الإله المتفوق إنليل واضحا في طقوس تكريمه وعبادته وعند البابليين برز أكثر نفوذ إله الآلهة مردوخ الذي انتصر على جميع الآلهة وأصبح إلها جامعا وحيدا ومسيطراً. كانت تقدم الطقوس الدينية للإله مردوخ يتقدمها الملك والكهنة أمام تمثاله العظيم في عيد رأس السنة البابلية... وهذه الآلهة تتطابق في صفاتها مع صفات يهوه في التوراة والله في القرآن.
البابليون أغنوا ملاحم الخلق بملحمة االإنيوماايليش وملحمة جلجامش وملحمة سيبار التي جاء فيها أن الآلهة قد خلقت زوجين شابين وأعلا من شأنهما فوق جميع المخلوقات ( تشابه تماما قصة خلق آدم وحواء في التوراة والقرآن ) .وشرح كيف تمت كل عمليات الخلق, وأحيانا بإغراق في التفاصيل المؤثرة التي تزيد من إحكام النص وجماله.

في هذه الملاحم نجد بعض الاختلافات في ترتيب عملية الخلق ولكن يبقى فيها جميعا مرتكزات ثابتة واحدة ..
أما الأسطورة السورية ( الكنعانية ) والتي كانت صلة الوصل للأسطورة التوراتية واليونانية فيما بعد فقد قدمت مدينة أوغاريت السورية حلاً لكافة الألغاز التي كانت مطروحة حول حضارة الكنعانيين . فبعد ترجمة كافة الألواح المكتشفة ومعرفة رؤية الكنعانيين لعملية الخلق تبين أن الإله إيل كبير الآلهة ورب السماء كان يجلس في السماء السابعة ( السموات السبع في الإسلام ) , تعبده كل الحواضر الفينيقية وكان هناك الإله بعل إله المطر والإلهة إيلات وعنات وعشتارت ويم وشبش وداجون إله القمح...
كتبت هذه الأسطورة بالخط المسماري وبألفاظ بعضها قريب جدا من ألفاظنا العربية الحالية. وهذا ما يبين ويؤكد أن المنشأ الأساس للغة العربية الحالية هو لغة الفينيقيين ( الأراميين )..وهنا لايتسع الوقت للدخول في الكلمات والألفاظ الكثيرة جداً التي بينتها الترجمات. كذلك فقد قدمت هذه الألواح تصحيحات كثيرة لما أوردته الأسطورة اليونانية عن حضارة الفينيقيين. حيث أن الأسطورة اليونانية حاولت دمج الملحمة الكنعانية بالملحمة اليونانية برؤية يونانية وبنسب يوناني. وهذا ما فعلته كل الأساطير..

إذاً شكلت الأسطورة الكنعانية الأساس البنيوي للأسطورة اليونانية التي أعادت كتابة هذه الملحمة بروح يونانية جديدة. أما الأسطورة العبرانية فقد تأثرت وبشكل واضح بأسطورة الخلق السومرية والبابلية وأكثر بالكنعانية وبالمصرية (الأتونية ) .

و كون الأسطورة التوراتية مستمرة كنص مقدس يؤمن به الكثيرون فلا بد من إلقاء الضوء عليه وعلى البيئة المحيطة السابقة والمرافقة له .فإذا نظرنا إلى اليهود من خلال كتاباتهم وثقافتهم ومن داخل التوراة نجد أنهم حصلوا على وعد يهوه لإبراهيم القادم من أور الكلدانية إلى أرض كنعان في فلسطين حيث وعدهم يهوه بهذه الأرض ..
وبقي الوعد مستمرا لإسحق ويعقوب الذي أنجب أسباط إسرائيل الاثني عشر والذي ذهب إلى مصر حيث عاشوا هناك ...وعاد بهم موسى ذلك الشاب القوي الشخصية الذي ولد في مصر وتربى بثقافة مصر, عاد بهم إلى عبر الأردن بعد فترة من الضياع دامت أربعين عاما .. قبل أن يموت موسى هيأ لهم لوحي الوصايا ونصوص الشريعة التي دونها وحدد لهم كافة الفرائض والواجبات المطلوبة منهم تجاه يهوه...وعند دخولهم إلى فلسطين أسسوا مملكتين مملكة يهوذا ومملكة إسرائيل ...

ولم يُسجَل أنّ اليهود بنوا حضارة حتى في أوج ازدهارهم أيام الملك سليمان ...بل كانت مملكتهم مملكة مستوردة للعمال المهرة والفضة والذهب والنحاس والخشب والأرجوان والقرمز والأقمشة وكل شيء من الممالك المجاورة ...حتى جاء الملك البابلي نبوخذ نصر ودمر مملكتهم وحدث ما يعرف بالسبي البابلي وإعادتهم عن طريق الملك كوش ...وبعدها حدث الفتح اليوناني وبعده الروماني ثم ظهور المسيحية التي كانت ثورة فكرية في مواجهة شريعة التوراة ..

هذا هو واقعهم من خلال النصوص التي ذكرتها التوراة..أما إذا نظرنا من نافذة التوراة باتجاه مصر نجد أن موسى ولد في مصر ونشأ هناك وتربى بثقافة المصريين في فترة الملك أخناتون الذي أسس أول ديانة توحيدية, وموسى تأثر بالديانة الأثونية (أول ديانة توحيدية) معروفة في التاريخ وهذا مايبين التشابه بين الديانتين ..

موسى استمد فكرة التوحيد الآثونية وقاد شعبه تحت رعاية وحماية الإله يهوه, لكن إله التوحيد الأتوني كان لكل البشر, بينما في اليهودية كان خاصاً باليهود ولكنه هو خالق جميع البشر ...
في الآتونية لا يوجد تصوير أونحت وفي اليهودية لاتصنع لك صورة أو تمثالا ...
في الآتونية لا يوجد بعث ولاحساب في الآخرة فالإله يحاسب ويدين هنا على الأرض وفي اليهودية يهوه يعاقب بالفعل مباشرة لمن يخالف وصاياه . يقتل بالطوفان وبالحرق والتدمير فورا وليس في الآخرة ...
كلا الديانتين حرمت السحر وهاجمت السحرة وركزت على عبادة الإله الوحيد فقط ...

وهناك نصوص آتونية تشابه وأحيانا تطابق نصوصا من سفر المزامير ...علما أن النصوص الآتونية قليلة بسبب ما تعرضت له هذه الديانة بعد موت الفرعون أخناتون.. أما تأثير الأسطورة السورية فكان كبيراً جداً أيضاً...

فيهوه رب الأرباب والإله ايل رب الأرباب أيضا ..
حتى أن اسم الإله الكنعاني ايل ورد في التوراة بدلا عن اسم يهوه .وفي موضع كثيرة:

- تكوين 28: 19 وَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ المَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ». وَلَكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ.
- تكوين13:31 أَنَا إِلَهُ بَيْتِ إِيلَ حَيْثُ مَسَحْتَ عَمُوداً. حَيْثُ نَذَرْتَ لِي نَذْراً. الْآنَ قُمِ اخْرُجْ مِنْ هَذِهِ الأَرْضِ وَارْجِعْ إِلَى أَرْضِ مِيلاَدِكَ».
- تكوين35: 7 وَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحاً وَدَعَا الْمَكَانَ «إِيلَ بَيْتِ إِيلَ» لأَنَّهُ هُنَاكَ ظَهَرَ لَهُ اللهُ حِينَ هَرَبَ مِنْ وَجْهِ أَخِيهِ.
- تكوين 35: 15 وَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ الَّذِي فِيهِ تَكَلَّمَ اللهُ مَعَهُ «بَيْتَ إِيلَ».

يوجد نصوص متطابقة ما بين الأسطورة السورية ونصوص التوراة وأحياناً نجد نقلا حرفيا وسأذكر مثالا واحدا هنا للدلالة فقط في المزمور 9 نقرأ:

هوذا أعداؤك يارب يقابلها في النص الفينيقي هو ذا أعداؤك يابعل
هوذا أعداؤك تبيدهم ............ هوذا أعداؤك تبيدهم
هوذا خصومك تبيدهم ............ تبيد كل فاعلي الإثم

اسم إله التوراة يهوه وعند االفينيقيين يوجد الإله ياه أو ياهو و ياو والأرجح ان اليهود استمدوا اسم بهوه من اسماء هذه الآلهة.
الإله بعل عند الكنعانيين ينتصر على إله البحر يم كذلك يهوه متسلط على البحر..
الإله بعل يطلب بيتا له بعد انتصاره على يم كذلك يهوه يطلب من عبده داوود بيتا لسكناه..
علما بأن نصوص التوراة تذكرنا بأن شعب الله المختار كانوا دائما يميلون عن عبادة يهوه لعبادة آلهة الكنعانيين فيعقوب يطلب من بنيه ان يعزلوا كل الآلهة الغريبة التي بينهم.
ألم يعمل الملك سليمان الرجس في عيني الرب عندما ذهب وراء عشتاروت إلهة الصيدونيين؟
وكذلك آخاب الذي عمل الشر في عيني الرب وسار وراء البعل وسجد له.
اسطورة التوراة بدأت تتضح بعد أن بدأت الآثار المكتشفة تتكلم وتظهر للوجود. فبينت أن جذور التوراة تضرب بعمق في قلب الأساطير القديمة لمنطقة الشرق القديم

المصدر 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

عزيزى الراغب فى التعليق
يرجوا ان يقتصر تعليقك على الحوار البناء والهادف
نرجوا الأبتعاد عن السب والشتيمة كى لا يحذف تعليقك