الجمعة، 21 مايو 2010

المرأة هدف الرجل المسلم

من الملاحظ جداً أن غالبية قصص عمر بن الخطاب أكثرها عن النساء أو مع النساء فحين كان يخرج من بيته لتفقد أحوال الرعية كان غالباً ما تقع مشاهداته على النساء أو أن يسمع امرأة تشكو غياب زوجها..إلخ , وهنا يبدو أن العقيدة الإسلامية تسلط الضوء كثيرا على المرأة وبنفس الوقت للمسلم جرأة كبيرة على تجاوز أمور دينية تعتبرُ تلك الأمور _مثلاً_ من صُلب العقيدة ولكن المسلم لا يقبل بتجاوزه هو أو بتجاوز أي أحد مّنا أمور دينية بسيطة جدا وليست معقدة في شكلها وجوهرها الخاصة بالمرأة , ولو قلنا أنه من الضروري أن يدرس الطلاب مع الطالبات في المرحلة الثانوية من الدراسة المدرسية لقالوا وما اجتمع الذكر والأنثى إلا وكان الشيطان ثالثهما , ولو قلنا يحق للمرأة أن تسافر بدون محرم لقالوا وما اجتمع الذكر والأنثى إلا وكان الشيطان ثالثهما , أما فيما يخص تجاوزات اقتصادية واجتماعية تخص مصلحة الذكور فإننا نلاحظ أنهم يرتكبونها وهي كثيرة ,واستغرب جدا من الرجال العرب المسلمين كيف أنهم يتجاوزون كثيرا من أمور العقائد الدينية ولكن في مسألة المرأة بالذات يذوبون في حب الدين والعقيدة ويستمسكون بمبادئ عقيدتهم والعروة الوثقى, فهم إن أكلوا الربا فهذا شيء عادي ولديهم مبررات كثيرة لتبرير تجاوزاتهم , وإن باعوا قضاياهم الوطنية والإنسانية فلديهم مئات المبررات لتبرير فعالهم وإن نصبوا واحتالوا على الناس فهذا شيء طبيعي وإن أكلوا أجر الأجير فلديهم أيضا مئات الفتاوى والاقتراحات لتبرير ما يأكلونه في بطونهم .

وفي مسألة المرأة بالذات لا يستطيع الرجل العربي المسلم تقديم أي تنازلات للمجتمع المدني وحقوق الإنسان,أو أن يترك الموضوع لله , مع أنه في باقي أمور الشريعة يترك الموضوع لله وحده كما هو الرزق لله وحده بيده يمنع وبيده يعطي وبذلك لا يتحمل المسلم أي ذنب أو جريرة والرجل المسلم أو بعض الرجال على استعداد بأن يخالفوا كافة الشرائع العقائدية ولكنهم غير مستعدين بأن يخالفوا ما يخص المرأة في صلب العقيدة فبعضهم أو غالبيتهم على الاستعداد التام بأن يأكلوا مال اليتيم وبأن يختلسوا أموال الدولة والمواطن ومن الممكن للمسلم الملتزم وغير الملتزم جدا أن يسرق ويكذب ويشرب الخمر ولكنه لا يقبل بأن تخرج ابنته أو زوجته وهي مرتدية بنطالا أو تنوره قصيرة أو أن تتناول كأساً من الخمور أو أن يكون لها صديق يبادلها مشاعر الحب والاحترام والصداقة والغرام .

أي أن جسد المرأة في العقيدة عقيدة الرجل المسلم هو الإسلام بحد ذاته أو إن صح التعبير قهر المرأة هو أساس عقيدة الرجل المسلم فيترك الرجل المسلم كافة الفرائض الدينية ويتوجه بوجهه إلى كل ما يخص المرأة في الدين ويتمسك بت , وأشاهد رجالاً في مجتمعاتنا العربية مسلمين لا يؤدون فرائض الدين ولكنهم يجبرون نسائهم على التدثر من أعلى الرأس إلى أسفل القدمين علما أنهم لا يصلون ولا يصومون ولهم صديقات خارج المنزل أمّا نسائهم وبناتهم فإنهم يُطبقون عليهن فريضة الحجاب والنقاب والتزام البيت وكأن الإسلام قد جاء فقط ليضطهد المرأة .

وأذكرُ سنة 1998م حيث كنتُ أعملُ مع مهندس مدني في إحدى الفلل وكانت لنا جارة محترمة جدا ربطتني بها علاقة ود واحترام معها ومع زوجها وكانت تخرج للحديقة خلف المنزل وهي ترتدي قميص نوم شفاف , وكان الشيخ المهندس كلما رآها قال لعنة الله عليك وعليها وعلى أصدقائك المجانين أمثالك كلكم إلى جهنم وبأس المصير وحصل ذات يومٍ أن أحضرت لي القهوة وأعطتني إياها وأنا أعمل مع العمال كفني مشرف عليهم فأقبل الشيخ المهندس من بعيد وقال : روحي ياست أستري على حالك صدرك نصفه بائن وهذا والله حرام فخرج زوجها وقال له : شو دخلك فينا ؟ فصمت الشيخ المهندس ولم يتكلم بكلمة واحدة , وهل تعلموا أن هذا الشيخ المهندس كان يأكل تعب العمال في بطنه وكان يكذب على العمال ولا يعطيهم ما يستحقونه من أجر ؟وكان لا يفي بكل أو غالبية وعوده وكنتُ أقول عنه والله أن هذا الشيء يستحق لقب (وعد بلفور) عن جداره ولم يكن ليعتبر غالبية تصرفاته حرام أو أنه من أهل النار , إلا في الأشياء التي تخص المرأة فكان يظهر وقاره وخجله وخوفه من الله , ولكنه لم يكن ليظهر أي خوف من الله وهو يحاسب العُمال والشغيلة , وهو على استعدادٍ تام بأن يخون دينه في القضايا العمالية وبعض الشرائع السماوية والإنسانية ولا يخرج زكاة أمواله ولكنه لا يقبل بأن تشاهد ابنته فلما جنسيا لكي تصبح لديها ثقافة جنسية تحميها من نزوة زوجها في المستقبل لتكون متدربة على التعامل مع زوجها جنسياً فهذا يعتبر كفر وشرك بالله ولكن عدم إخراج زكاة أمواله شطارة ,أو تحايل , ويعتبر نفسه بارعا وهو يتهرب من دفع زكاة أمواله للمساكين وللمحتاجين , والرجل المسلم على قناعة تامة أنه وهو يزني مذنب وربه سيغفر له ذنبه إذا حج أو اعتمر أو تاب ولكنه يقول بأن الله لن يغفر له إذا أعطا ابنته حريتها أو زوجته أو أن التزامه بهذه المسألة بالذات فقط هي التي ستدخله الجنة, وعلى افتراض أن الدين صحيح والعقيدة صحيحة والمخالفات الشرعية واقعة لا محالة فلماذا لا يعتبر ما يخص المرأة تجاوزا عاما وسيغفره الله يوم القيامة ؟.

وغالبية الأغنياء المسلمين يَحرِمون بناتهم من الميراث وخصوصا الفلاحين مُلاّك الأراضي أو يحتالون عليهن وعلى الدين وعلى الله ليخرجوهن من قائمة الوَرَثةَ ولديهم كثيرا من المبررات لجرائمهم , والغالبية منهم يرون بناتهم وهن يعانين الفقر المدقع مع أزواجهن ولا يقدمون لهن يد المساعدة ولا يعتبرون ذلك مخالفا لأبسط قواعد السلوك الديني الصحيح أو الإسلامي أو الإنساني ولكنهم ينتفخون شرفاً إذا سمعوا عن واحدة منهن أنها لبست بنطالا أو ثوبا مدنيا ويعتبرون أنفسهم مسئولين عنهن أمام الله والدين فيتدخلون بهن ويمنعوهن من ارتداء ملابس الزينة وعلى استعداد لارتكاب جرائم الدفاع عن الشرف وقتل النفس بغير وجه حق أما عدم مد يد العون لهن لا يعتبر مخالفاً لأبسط قواعد أصول الدين , والحجة الضعيفة في ذلك أن الرزق على الله وحده ولو أراد الله لابنته رزقاً لأرزقها ويعتبر نفسه أمام الله غير مسئولٍ عنها وأن الله وحده هو المسئول عنها , ولكن لباس المرأة واحتجابها هو المسئول الوحيد عن كل ذلك , وهذه نظرة تباينية على اختلاف مصادرها وتعدد نقاطها .

إن الدين الإسلامي يستهدف المرأة بشكل فضيع جدا فهذا الدين كل أحاديثه ورواياته تتحدث عن المرأة وليس للدين شغل أو اهتمام إلا بجسد المرأة ويكاد أن يكون الجسد هدفاً لكل المتدينين فيستهدفونه بأبشع أنواع القهر والإذلال والسطو المُسلح ومتى أراد المسلم له أن يكون حرا ليخدمه لا يمانع بارتكاب مظاهر الزنا بكل أشكاله , وإذا أراد لهذا الدين أن يهين المرأة فهو على استعداد بأن يصبح رجلا مصليا وصائما وقائما آناء الليل وأطراف النهار.
وغالبية الرجال المسلمين لديهم مبررات دينية لحبس المرأة في بيتها أو لتخوينها إذا خرجت من البيت لوحدها أو إذا نامت في بيتها لوحدها , فغالبية الرجال لا يسمحون لنسائهم بالمبيت لوحدهن إن غابوا عن المنزل ليلة أو ليلتين ويجبروهن على أن ينام معهن في البيت أي محرم من المحارم , ولكن لديهم كثير من التصورات المقنعة أنهم يمارسون حريتهم فيزنون ويسرقون ويأكلون الربا ويرتشون ويسمون الرشوة هبة أو إكرامية أو هدية أو شطارة أو يقولون عنها يلعن أبو الحكومة كلهم حرامية , ولكن حين يصل الموضوع إلى المرأة ومطالبتها بالحرية فإنهم فورا يتوقون ورعا ودينا وتقوى معللين حرية المرأة بالتجاوز على حدود الإيمان والدين والعقيدة وأصول الدين , ويرفضون أي حديث نبوي أو أي حادثة عن الصحابة فيها شيء من الحرية والاحترام للمرأة , ولكنهم حين يفسدون ويسرقون ويزنون ويرتشون فإنهم يعتبرون كل تلك الأمور غير مخالفة للعقيدة والسنة أو يدركون أنها مخالفة للسنة والعقيدة ومع ذلك يتجاوزون السنة والعقيدة وهم يقولون (الدنيا للشاطر وهيك الحياة بدها ) ولكنهم لا يقبلون بأن يتجاوزوا أمور العقيدة فيما يخص بكارة البنات وهن في بيوت آبائهن ومستعدون ليقودوا حربا ضروسا ضد أي كاتب يحرض الناس على الحرية , ولكنهم غير مستعدين بأن يعترفوا أن تجاوز الدين والعقيدة في أي مسألة يعتبرُ كله شيئا واحدا.
وبالنسبة لخروج الرجال جنسياً عن قواعد وأصول الدين والأخلاق العامة لا يعتبرُ جريمة تمس شرف العائلة ولكن مجرد ظهور شعر رأس المرأة أو تبرجها أو أن تصادق شاباً يكون فتى أحلامها فوراً تتوجه العائلة إلى الله لنزل حكمه فيها من فوق سبع سموات طباق, ومن الممكن للذكر أن يمارس الجنس بشكل علني وهو يفتخر بعدد صديقاته إن كان أعزباً أو متزوجاً ولكن إذا وصل الموضوع لزوجته أو شقيقته فإنه فوراً يلتزم بحدود ما يسمح به الدين والشرع, ولله في خلقه شئون.

ويظهرُ مما سبق أن المرأة _بالنسبة للرجل المسلم_ يشكل اضطهادها وقهرها نقطة العبور إلى الجنة والرجل الذي يربي بناته أحسن تربية يكنّ له يوم القيامة سترا من النار , ولكن دعم العلم والثقافة وإخراج الزكاوات والصدقات وإعطاء الأجير أجره قبل أن يجف عرقه لا تعتبرُ هذه المسائل بنظره من حيث الأهمية نقطة العبور إلى الجنة أو لا تعتبر أهميتها مثل تربية البنت على مبادئ الدين والعقيدة, والرجل المسلم الضال أو الفاسق إذا تاب إلى الله تكون توبته أولاً وأخيرا في قهر المرأة ولا يتوب عن بخله أو عن إعطاء البنت حقها الشرعي في الميراث , وفورا يجبر البنت على ارتداء الملابس الشرعية ولكنه لا يتوبُ هو عن أكل حقوق الناس أو تعاطي الرشوة أو سرقة أموال الدولة .

ولله في خلقه شئون.
http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=216183

هناك تعليق واحد:

  1. قال صلى الله عليه وسلم : " اتقوا الله في النساء فإنهنّ عوانٌ عندكم " ... وكل كلام الرجل بالتعميم وليس في الأصل .. فكثير هم المخالفون ...

    ردحذف

عزيزى الراغب فى التعليق
يرجوا ان يقتصر تعليقك على الحوار البناء والهادف
نرجوا الأبتعاد عن السب والشتيمة كى لا يحذف تعليقك