الثلاثاء، 18 مايو 2010

نسبية الأخلاق




معنى ان تكون الاخلاق مطلقة هو انها صائبة بغض النظر عن ما نعتقده ولا تحتاج لأي تبرير هدفي في هذه المقالة توضيح نسبية الاخلاق. وبداية دعونا ندرس الموقف الاتي
لنفترص ان صديقا لك قابل متسولا في طريقه الى المنزل، وطلب منه المساعدة، فقام باعطاءه بعض النقود، ثم عاد ليطلب منه المزيد من النقود في اليوم التالي
تردد في اعطاءه مجددا، ثم اعطاه وطلب منه ان لا يطلب منه مجددا، وان يعمل ويتوقف عن التسول
حدث هذا الامر لمدة اسبوع وبعد ان يأس ذلك المتسول، جاء متسول اخر يطلب من صديقك فرفض مساعدته دون تفكير

قد نتسائل بعد ذلك، هل كان صديقك على صواب في هذا الموقف؟
الاحتمالات متعددة، قد يكون المتسول الاول محتاجا وفي ظرف طارئ وظن انه قد يساعده كما فعل من قبل، او انه اراد ان يستغله فقط
كذلك قد يكون المتسول الثاني محتاجا اكثر من الاول ولا ذنب له بتجربة صديقك السابقة

لنفترض وجود قانون للحكم على اعطاء الصدقة للمتسولين
اذا كان القانون المتفق عليه هو مساعدة المتسولين من اجل تحسين توازن وتقارب الطبقات الاجتماعية
فيمكن ان نتفهم الاسباب التي دفعت صديقك لارتكاب هذه المخالفة، ولكنه مذنب لرفضه مساعدة المتسول الثاني، ومحق في مساعدته المتسول الاول

اما اذا كان القانون هو عدم مساعدة الفقراء، لدفعهم على العمل ومن اجل التنمية الاقتصادية
ففي هذه الحالة هو مذنب لمساعدته المتسول الاول، ومحق في رفضه مساعدة المتسول الثاني

ليس الهدف معرفة اي من القانونين افضل (و لا افترض امكانية او عدم ذلك) ولكن اختلاف الحكم حسب الاتفاق واضح بلا شك. قد نتفق مع احد القانونين ولكن لا يمكننا ان نحاكم من يتصرف وفق قانون معين بقانون اخر

سافترض ان اي مبدأ اخلاقي لا معنى له خارج موقف معين وحكم متفق عليه
ولنفترض (لهدف النقض) ان مبدأ عدم القتل صائب دائما

دعونا نتخيل الموقف التالي

في محطة قطار لاحظ شرطي وجود شخص يرتدي حزام ناسف فقام باطلاق النار عليه
بعد ذلك تبين ان الحزام الناسف معطل ولم يكن بامكان الارهابي ان يستخدمه
هل اخطأ الشرطي بقتله الارهابي بالرغم من انه لم يقم بتفجير نفسة؟
ماذا كان من الممكن ان يحدث لكل الابرياء الذين ينتظرون في تلك المحطة؟
في المقابل ربما قام الارهابي بتعطيل حزامه الناسف وتراجع عن قراره بالانتحار، اليس هذا واردا؟

فهل يمكن تطبيق مبدأ عدم القتل بشكل مطلق في هذه الحالة؟

المصدر

هناك تعليقان (2):

  1. الاخلاق تنسب للذات لا للأديان

    ردحذف
  2. بنسبتها للذات يصبح الموضوع اصعب بكثير .. انا لم افكر في الأمثلة اعلاه بشكل ديني بل بشكل ذاتي ..ولم اصل لأي حل ..

    المعنى الوحيد لفكرة ان ننسبها للذات هو ان يكون لكل شخص حكمه الخاص الصحيح حتى لو لم تتشابه الاحكام .

    ردحذف

عزيزى الراغب فى التعليق
يرجوا ان يقتصر تعليقك على الحوار البناء والهادف
نرجوا الأبتعاد عن السب والشتيمة كى لا يحذف تعليقك