مرحبا للجميع
من المؤسف حقا أن نجبر أفكارنا الحرة المجردة على ارتداء أقمشة اللغة السميكة ، لكنها الخطوة الأكثر عملية حتى الآن و سأخطيها ، فأنا أملك حلما .
كلنا يعرف الوجه الأنثوي للاله / عشتار / / ايزيس / / صوفيا / ... و سوف نقترب قليلا من الفرق المتصوفة السرية التي تقدس هذا الجانب .
أبدأ بتعريف الفلسفة ، لن أدخل من الباب الأكاديمي المدوخ ، لكني سأجردها من ثيابها اللغوية / كم أحب هذا /
فيلو صوفي أي حب الحكمة ، واذا غصنا أكثر فصوفي كلمة ذات أصول سامية أتت من الصفاء ، و اذا سمحتم لي بالذهاب أبعد من ذلك فهي تعني العذراوية ، يقال أرض بكر ، أي لم تعبث بها الأيدي ، صافية ، نعم الفلسفة تعني حرفيا ؛ عبادة العذراء ، أو التوجه للفضاء البكر بداخلنا ، أو الاعتناء بالبئر الذي يوصلنا لماء الحياة الصافي .
موسى ؛ كلمة مؤلفة من اثنتين و تعني حرفيا الماء الجوهري الصافي / ماء الحياة / ، موسى ليس فقط شخصا محددا ، بل جماعة من الحكماء ، عبدة الرحمن أو الأنثى ، قد شكلو نواة كل أديان الأرض / القبالة ، الغنوصية ، المتصوفة / يعلمون الحكمة و يحافظون على الحياة بترشيدنا و حثنا على تنظيف دواخلنا و الاعتناء بهذا البئر كي نسمح للماء البكر بالخروج مجددا ، فالاهمال يوصلنا حتما الى الموت على الصعيدين الروحي و المادي .
تلاحظون رسومات الختان على جدران المعابد المصرية ، كانت لمراهقين و ليست لرضع ، فالختان طقس رمزي يعبر عن مساعدة المبتدئ للدخول الى عالم الصفاء ، للعالم الانثوي الباعث على الحياة و التخلص من ذلك الجانب المظلم الشرس من نفسه / تقيؤ الموت / ان صح التعبير ، عن طريق القطع الرمزي لذكورته كتخفيفا لها و موازنتها مع انوثته .
و هذا يفسر أيضا عدم قبول النساء بالأديان السرية لأن الهدف أصلا الاتجاه نحو الأنثى ، / ماء الحياة / .
أما و ان يقبلن ، فتكون لهن تعاليم خاصة لرفع الجانب الذكري لديهن ، فالحصول على التوازن المنسجم .
في الهند مثلا هنالك معابد مهجورة فيها تماثيل و رسومات مقدسة لعضو المرأة التناسلي بل أحيانا يبنى المعبد على هذا الشكل ، انهما ديانتين موغلتين في القدم ، عبادة الفرج و عبادة القضيب ، الديانات الأنثوية و مقابلاتها الذكرية ، و بعد السيطرة الكاسحة الشرسة لتلك الأخيرة ، انكفأت الديانات الأنثوية على شكل فرق متصوفة سرية تنشر تعاليمها في أحاجي و ألعاب ملغزة / كالتاروت مثلا / ، كما أنها المسؤولة عن انتشار جميع الكتب المقدسة المشفرة ، و بذلك استطاعو حفظ الحقيقة و تمريرها من تحت أنف الكارهين ، ليلتقطها حكماء قد نظفو دواخلهم و أصبحو ذوي مسحة عذراوية انثوية و هي لا تعني بالضرورة الشذوذ الجنسي ، رغم أنه احدى مظاهرها ، فمعظم العباقرة المشهورين كانو فعلا شاذين جنسيا / سقراط ، أفلاطون ، أرسطو ، يوليوس قيصر ، دافينشي ، نيتشه ، فاغنر ، رامبو ، فرويد ، آلان تورنينغ ، سلفادور دالي ... و القائمة تطول / فالعبقرية بشكل عام ترتبط ارتباطا وثيقا بالأنوثة .
بينما ننتظر أن تنقلب الأمور و تعود لمجاريها ، لصالح الأنثى بسحرها و غموضها كأدوات لتغيير المجتمع ضد الطغيان و الحرب ، سأعرض سريعا بعضا من عبدة الأنثى في الشرق الأوسط :
القبالة ، الغنوصية ، الصابئة ، المتصوفة السنة ، العلويين ، السمعوليين ، المرشديين ، الدروز ، المزدكيين ، سيون
و جميعهم من الزهاد أو ما يصطلح عليه باللغة العربية " الابل " و قد وردت بالقرآن " ألا ينظرون الى الابل كيف خلقت "
أي انظروا الى الزهاد كيف أمست أخلاقهم .
جميع هذه الفرق التي ذكرتها تعبد الطبيعة ، الأم ، عشتار " آلهة الخصب " الأنثى بامتياز ، حتى أنهم يشتغلون بعلوم السحر " مفتاح كنوز الطبيعة "
الصابئة مثلا يقولون بأن الأنثى قد نزلت لمساعدتنا من كوكب الزهرة " كوكب الآلهة " و سوف نعود يوما ما الى أخوالنا هناك ، طبعا مع العلم بأن الزهرة كوكبا أنثى .
نقلا عن كتاب ( الأديان و المذاهب بالعراق ) ل رشيد الخيون :
فحسب العقيدة المندائية " لم يتزوج أبناء آدم أخواتهم ، انما ارسلت البنات الى عالم آخر فيه أناس مثلنا ، يسمونه مشوني كشطه ، أي أرض العهد ، و جئ بفتيات من مشوني كشطه الى أولاد آدم فتزوجوهن ، و على هذا الأساس فالمرأة في نظر الدين من عالم غير عالمنا ، فقد أتت من عالم الطهارة "
و حجة المندائيين أيضا في طهارة المرأة " أن آدم خلق من طين و حواء خلقت من جسمه ، و على هذا الأساس فتسمية الابن باسم أمه أعلى من تسميته باسم أبيه ( آدم من طين اهوه ، هوه زوي من كان ادنافشي اهوت ) أي أن آدم من طين و زوجته حواء من نفسه ، و بذلك فهي أطهر من الطين "
اعتقد المندائيون بوجود بشر خارج كوكب الأرض ، فالكواكب السماوية عندهم ، ما دون عالم النور ، اتخذت سكنا للبشر الشبه روحيين و الكائنات النورية ، و كتبهم الدينية ترشد الى عوالم يسكنها بشر مثلنا و تركز بالدرجة الأولى على عالم العهد مشوني كشطه ، و تذكر أيضا أن البشر في هذا العالم لا يختلفون عنا كثيرا ، و على هذا الأساس فقد أمر هيي ربي قدماي ، الحي الأزلي ، بنقل بنات آدم من هذا العالم ( آراه تبيل ) ، الأرض ، و جلب زوجات من عالم كشوني مشطه لأولاده .
و يصف غضبان رومي ، و هو أحد أبرز المثقفين المندائيين ، مستقبل العلاقة بين انسان الأرض و انسان الكواكب الأخرى ، حسب تصورات ديانته ، بالقول " من ذريتهن تكون الانسان الحالي ، اللذي أخذ يزحف من عالمنا هذا نحو الكواكب الأخرى ، و ليس ببعيد أن يصل في آخر المطاف الى عالم مشوني كشطه ، و ينزل ضيفا على أخواله .
عن الدروز ، و علاقتهم بعبادة الأنثى :
الدروز فرقة انسلخت عن الطائفة الاسماعيلية ابان الدولة الفاطمية حوالي الألف ميلادي ، و قد حافظت على جوهر الاسماعيلية من طقوس سرية قديمة تعود الى عصور الأنثى السعيدة ، و تهدف الى تذليل الروح و تأنيثها ، كما أنهم قد احتفظوا بنجمة فينوس الخماسية كشعارا لهم ، و هو شعار عبدة الأنثى بشكل عام .
أحد أهم المتصوفين السنة و اسمه ابن عربي ، يقول في شعره :
نكحت نفسي بنفسي فكنت بعلي و عرسي
هذا بالضبط هو هدف عبدة الأنثى ، أي بأن يتجهوا الى الأنثى بداخلهم و يصبحون موحدين .
xx للأنثى xy للذكر ، و لكننا الى الآن تحت تأثير y وحيدا و علينا أن ندمجه بال x بداخلنا ، و هذا ما أشار اليه القرآن ( و اذا النفوس زوجت ).
الجنيد أحد أعمدة المتصوفة السنة أيضا قال :
( لا تبلغ درجة الحقيقة حتى يشهد عليك ألف صديق بأنك زنديق )
اشارة الى الانفتاح الجنسي تحديدا ، حتى تكون الروح لينة ، مستعدة للتذليل فالتغيير .
كما تعلم فالتصوف سري مؤلف من 7 درجات لتذليل الروح و افراغ مكان للحقيقة و هذا الافراغ هو عملية تأنيث ، انقياد ، استسلام ، قبول ، عمل انثوي أولا و أخيرا .
سؤل مرة أحد المتصوفين للتهكم عليه :
هل أنت السلطان
فأجاب أعلى
هل أنت النبي
فأجاب أعلى
هل أنت الله
فأجاب أعلى
فقالوا لا شئ أعلى من الله
فأجاب أنا هذا اللا شئ .
من جانب آخر فانهم يقدسون ليليث ، تلك الأنثى الأولى المتمردة القوية ، و هم من أطلق أغاني التراث عن ليلى و الليل ( يا عين ، يا ليل ) حيث أن العين أيضا رمز ليليت الأنثى القائدة و العائدة ذات يوم .
في كتابه ( الفتوحات المكية ) هنالك باب مكرس للمرأة يفضلها فيه عن الرجل ، فمثلا آية " للرجل مثل حظ الأنثيين " قال ذلك لقوة المرأة و تعويضا لضعف الرجل .
و قد و ظف الآية التي تجعل شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد ليعطيها دلالة مضادة :
" ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى " فقال ان النسيان جزئي هنا و هو كلي في الرجل ، اذ أخبر القرآن عن آدم أنه " نسي و لم نجد له عزما " ، و قد أعطى المرأة صفة الهية و هي عدم النسيان كما في قول موسى :
" لا يضل ربي و لا ينسى "
و في تداعيات أكثر جدية للمتصوفة السنة في تقديسهم الأنثى ، يقول شيخنا :
ان من شرف التأنيث اطلاق الذات على الله ، و هي مؤنثة فنقول الذات الالهية ، و قد نهى الله أن نتفكر في ذات الله مما يعني قدسية الذات المؤنثة و التي لا يجوز أن يطالها الفكر ، و عدم قدسية التوحيد المذكر و اباحته بالتالي للكلام ( على حد تعبر الشيخ الأكبر ) .
كنت محظوظا ، اذ تربيت في حضن الطائفة العلوية العزيزة جدا على قلبي .
أصدقائي كلهم كانوا و ما زالوا من هذه الطائفة .
ففي المنطقة الشرقية من مدينة اللاذقية نجد اختلاط رائع لجميع الطوائف و الأطياف مع غالبية علوية ، و هناك بدء انفتاحي على الفلسفة .
العلويون عموما قبل دخولهم الدين هم لا دينيون ( تقريبا) .
فغير مطلوب منهم الصلاة أو الصيام أو القيام بأي نوع من العبادات ، انهم فقط يتربون على الأخلاق الحميدة و احترام آل البيت ، مع هامش حرية معقول على الصعيد الاجتماعي .
اذا ولد العلوي من سلالة مشايخ ، فانه سيعتني أولا بالثقافة و تجد من صغره الكتب المنوعة في بيته ، ثلاثة من أصدقائي كانوا سليلي المشايخ ، و قد كانوا على درجة عالية من الوعي و الثقافة ، حتى كنا في صغرنا ننظم مسابقات ثقافية فيما بيننا ( لا أذكر بأني فزت يوما) ، المهم بأني أدين لأصدقائي من الطائفة العلوية بالكثير ، فبالاضافة أننا اعتنينا و منذ صغرنا بالكتب ، الا أننا أيضا أولينا المرح و الرحلات و الدبكات الجبلية و الصداقة مع الحسناوات و مشروب العرق ، حصة كبيرة من وقتنا .
انهم قوم طيبون متسامحون و يحبون الذكاء و الحياة .
نعم ، لكن ما علاقتهم بعبدة الأنثى ?
قبل أن أبدأ ، أريد أن أنوه ، بأن علويي الساحل السوري يختلفون جذريا عن علويي العراق أو تركيا أو المغرب !
فمن تقاليدعلويي الجبال السورية هو شرب الخمر ، و هم يقدسون باخوس ( اله النبيذ ) ، و يحتفلون بأعياد مسيحية ، كما أن انفتاحهم الاجتماعي أقرب لأوروبا منه للشرق ... فلماذا ?
لمحة سريعة عن فرسان المعبد
هم رهبان محاربون تم تشكيلهم في فرنسا ، كذراع عسكري لجمعية سيون السرية ، انهم الذراع العسكري للعظماء المغرورين من سيون ، و نجد هؤلاء الرهبان المحاربين نفسهم قديما في التاريخ الشرقي ( معلمي الكونغفو الأوائل ) و كذلك ( الحشاشين ) ، انهم هم نفسهم فرسان المعبد ، لهم أسرارهم الخاصة و تدريباتهم الخاصة ، أما أهدافهم فغير واضحة .
بعد أن قضى بابا الفاتيكان على فرسان الهيكل في فرنسا ( الجمعة 13 ) بدأ بملاحقتهم في الشرق الأوسط أيضا ( الصليبيين ) ، حيث كان لهم حصانة خاصة من ملوك أوروبا ، لكنها سقطت عنهم فجأة !
هنا قام فرسان المعبد بالاتفاق مع الحشاشين أو ( الفدائيين الاسماعيليين ) ، و اللذين بدورهم قاموا بالاتفاق مع صلاح الدين ، و بدؤوا حملة مدروسة ضد الصليبيين التابعين للفاتيكان ، انتقاما لفرسان المعبد .
فرسان المعبد بهذه الأثناء قاموا باللجوء الى الجبال الساحلية السورية و اللبنانية بينما انسحب باقي الصليبين الى أوروبا عائدين .
لاحظوا مثلا :
لباس المرأة الدرزية التقليدي لا يختلف عن لباس المرأة الأوروبية في القرون الوسطى ، و خاصة بهذه القبعة الطويلة القمعية الشكل و التي ترتديها المرأة الدرزية كلباس شعبي !
كذلك شوارب الرجال الدروز التقليدية المبالغ فيها ، هي نفسها ( موديلا ) شوارب فرسان الهيكل التقليدية !
كما لكم أن تلاحظوا العيون الملونة و الشعر الأشقر المنتشر بكثرة في كل الجبال الساحلية .
لجوء ديني و انصهار تام و بكل أريحية ، فعبدة الأنثى جميعا يتعاونون فيما بينهم ان لم نقل أصلا بأنهم جماعة واحدة أو دم واحد ( اخوة ) .
في قلعة المرقب في بانياس على الساحل السوري يوجد رسم كبير في سقف احدى القاعات للوحة ليوناردو دافينشي ( العشاء الأخير ) رسمت من مئات السنين بشكل غامض !
فكيف وصلت الوحة الى هناك و لماذا ، و خاصة بأن ليوناردو قد ولد بعد انسحاب الصليبيين من الشرق الأوسط !
و قد علمنا الآن من رواية دافينشي كود بأنه كان زعيما لجمعية سيون السرية ، فمن الطبيعي أن يخلده اللاجئين التابعين له في الشرق الأوسط ( فرسان المعبد ) .
المرشديون المنشقين عن العلويين هم الأقرب لفرسان الهيكل شكلا و مضمونا .
و بذلك يتضح لماذا على علوي الساحل السوري الاحتفال بأعياد مسيحية و ما الى ذلك من عادات أقرب لأوروبا .
دمتم بسعادة
المصـــدر
من المؤسف حقا أن نجبر أفكارنا الحرة المجردة على ارتداء أقمشة اللغة السميكة ، لكنها الخطوة الأكثر عملية حتى الآن و سأخطيها ، فأنا أملك حلما .
كلنا يعرف الوجه الأنثوي للاله / عشتار / / ايزيس / / صوفيا / ... و سوف نقترب قليلا من الفرق المتصوفة السرية التي تقدس هذا الجانب .
أبدأ بتعريف الفلسفة ، لن أدخل من الباب الأكاديمي المدوخ ، لكني سأجردها من ثيابها اللغوية / كم أحب هذا /
فيلو صوفي أي حب الحكمة ، واذا غصنا أكثر فصوفي كلمة ذات أصول سامية أتت من الصفاء ، و اذا سمحتم لي بالذهاب أبعد من ذلك فهي تعني العذراوية ، يقال أرض بكر ، أي لم تعبث بها الأيدي ، صافية ، نعم الفلسفة تعني حرفيا ؛ عبادة العذراء ، أو التوجه للفضاء البكر بداخلنا ، أو الاعتناء بالبئر الذي يوصلنا لماء الحياة الصافي .
موسى ؛ كلمة مؤلفة من اثنتين و تعني حرفيا الماء الجوهري الصافي / ماء الحياة / ، موسى ليس فقط شخصا محددا ، بل جماعة من الحكماء ، عبدة الرحمن أو الأنثى ، قد شكلو نواة كل أديان الأرض / القبالة ، الغنوصية ، المتصوفة / يعلمون الحكمة و يحافظون على الحياة بترشيدنا و حثنا على تنظيف دواخلنا و الاعتناء بهذا البئر كي نسمح للماء البكر بالخروج مجددا ، فالاهمال يوصلنا حتما الى الموت على الصعيدين الروحي و المادي .
تلاحظون رسومات الختان على جدران المعابد المصرية ، كانت لمراهقين و ليست لرضع ، فالختان طقس رمزي يعبر عن مساعدة المبتدئ للدخول الى عالم الصفاء ، للعالم الانثوي الباعث على الحياة و التخلص من ذلك الجانب المظلم الشرس من نفسه / تقيؤ الموت / ان صح التعبير ، عن طريق القطع الرمزي لذكورته كتخفيفا لها و موازنتها مع انوثته .
و هذا يفسر أيضا عدم قبول النساء بالأديان السرية لأن الهدف أصلا الاتجاه نحو الأنثى ، / ماء الحياة / .
أما و ان يقبلن ، فتكون لهن تعاليم خاصة لرفع الجانب الذكري لديهن ، فالحصول على التوازن المنسجم .
في الهند مثلا هنالك معابد مهجورة فيها تماثيل و رسومات مقدسة لعضو المرأة التناسلي بل أحيانا يبنى المعبد على هذا الشكل ، انهما ديانتين موغلتين في القدم ، عبادة الفرج و عبادة القضيب ، الديانات الأنثوية و مقابلاتها الذكرية ، و بعد السيطرة الكاسحة الشرسة لتلك الأخيرة ، انكفأت الديانات الأنثوية على شكل فرق متصوفة سرية تنشر تعاليمها في أحاجي و ألعاب ملغزة / كالتاروت مثلا / ، كما أنها المسؤولة عن انتشار جميع الكتب المقدسة المشفرة ، و بذلك استطاعو حفظ الحقيقة و تمريرها من تحت أنف الكارهين ، ليلتقطها حكماء قد نظفو دواخلهم و أصبحو ذوي مسحة عذراوية انثوية و هي لا تعني بالضرورة الشذوذ الجنسي ، رغم أنه احدى مظاهرها ، فمعظم العباقرة المشهورين كانو فعلا شاذين جنسيا / سقراط ، أفلاطون ، أرسطو ، يوليوس قيصر ، دافينشي ، نيتشه ، فاغنر ، رامبو ، فرويد ، آلان تورنينغ ، سلفادور دالي ... و القائمة تطول / فالعبقرية بشكل عام ترتبط ارتباطا وثيقا بالأنوثة .
بينما ننتظر أن تنقلب الأمور و تعود لمجاريها ، لصالح الأنثى بسحرها و غموضها كأدوات لتغيير المجتمع ضد الطغيان و الحرب ، سأعرض سريعا بعضا من عبدة الأنثى في الشرق الأوسط :
القبالة ، الغنوصية ، الصابئة ، المتصوفة السنة ، العلويين ، السمعوليين ، المرشديين ، الدروز ، المزدكيين ، سيون
و جميعهم من الزهاد أو ما يصطلح عليه باللغة العربية " الابل " و قد وردت بالقرآن " ألا ينظرون الى الابل كيف خلقت "
أي انظروا الى الزهاد كيف أمست أخلاقهم .
جميع هذه الفرق التي ذكرتها تعبد الطبيعة ، الأم ، عشتار " آلهة الخصب " الأنثى بامتياز ، حتى أنهم يشتغلون بعلوم السحر " مفتاح كنوز الطبيعة "
الصابئة مثلا يقولون بأن الأنثى قد نزلت لمساعدتنا من كوكب الزهرة " كوكب الآلهة " و سوف نعود يوما ما الى أخوالنا هناك ، طبعا مع العلم بأن الزهرة كوكبا أنثى .
نقلا عن كتاب ( الأديان و المذاهب بالعراق ) ل رشيد الخيون :
فحسب العقيدة المندائية " لم يتزوج أبناء آدم أخواتهم ، انما ارسلت البنات الى عالم آخر فيه أناس مثلنا ، يسمونه مشوني كشطه ، أي أرض العهد ، و جئ بفتيات من مشوني كشطه الى أولاد آدم فتزوجوهن ، و على هذا الأساس فالمرأة في نظر الدين من عالم غير عالمنا ، فقد أتت من عالم الطهارة "
و حجة المندائيين أيضا في طهارة المرأة " أن آدم خلق من طين و حواء خلقت من جسمه ، و على هذا الأساس فتسمية الابن باسم أمه أعلى من تسميته باسم أبيه ( آدم من طين اهوه ، هوه زوي من كان ادنافشي اهوت ) أي أن آدم من طين و زوجته حواء من نفسه ، و بذلك فهي أطهر من الطين "
اعتقد المندائيون بوجود بشر خارج كوكب الأرض ، فالكواكب السماوية عندهم ، ما دون عالم النور ، اتخذت سكنا للبشر الشبه روحيين و الكائنات النورية ، و كتبهم الدينية ترشد الى عوالم يسكنها بشر مثلنا و تركز بالدرجة الأولى على عالم العهد مشوني كشطه ، و تذكر أيضا أن البشر في هذا العالم لا يختلفون عنا كثيرا ، و على هذا الأساس فقد أمر هيي ربي قدماي ، الحي الأزلي ، بنقل بنات آدم من هذا العالم ( آراه تبيل ) ، الأرض ، و جلب زوجات من عالم كشوني مشطه لأولاده .
و يصف غضبان رومي ، و هو أحد أبرز المثقفين المندائيين ، مستقبل العلاقة بين انسان الأرض و انسان الكواكب الأخرى ، حسب تصورات ديانته ، بالقول " من ذريتهن تكون الانسان الحالي ، اللذي أخذ يزحف من عالمنا هذا نحو الكواكب الأخرى ، و ليس ببعيد أن يصل في آخر المطاف الى عالم مشوني كشطه ، و ينزل ضيفا على أخواله .
عن الدروز ، و علاقتهم بعبادة الأنثى :
الدروز فرقة انسلخت عن الطائفة الاسماعيلية ابان الدولة الفاطمية حوالي الألف ميلادي ، و قد حافظت على جوهر الاسماعيلية من طقوس سرية قديمة تعود الى عصور الأنثى السعيدة ، و تهدف الى تذليل الروح و تأنيثها ، كما أنهم قد احتفظوا بنجمة فينوس الخماسية كشعارا لهم ، و هو شعار عبدة الأنثى بشكل عام .
أحد أهم المتصوفين السنة و اسمه ابن عربي ، يقول في شعره :
نكحت نفسي بنفسي فكنت بعلي و عرسي
هذا بالضبط هو هدف عبدة الأنثى ، أي بأن يتجهوا الى الأنثى بداخلهم و يصبحون موحدين .
xx للأنثى xy للذكر ، و لكننا الى الآن تحت تأثير y وحيدا و علينا أن ندمجه بال x بداخلنا ، و هذا ما أشار اليه القرآن ( و اذا النفوس زوجت ).
الجنيد أحد أعمدة المتصوفة السنة أيضا قال :
( لا تبلغ درجة الحقيقة حتى يشهد عليك ألف صديق بأنك زنديق )
اشارة الى الانفتاح الجنسي تحديدا ، حتى تكون الروح لينة ، مستعدة للتذليل فالتغيير .
كما تعلم فالتصوف سري مؤلف من 7 درجات لتذليل الروح و افراغ مكان للحقيقة و هذا الافراغ هو عملية تأنيث ، انقياد ، استسلام ، قبول ، عمل انثوي أولا و أخيرا .
سؤل مرة أحد المتصوفين للتهكم عليه :
هل أنت السلطان
فأجاب أعلى
هل أنت النبي
فأجاب أعلى
هل أنت الله
فأجاب أعلى
فقالوا لا شئ أعلى من الله
فأجاب أنا هذا اللا شئ .
من جانب آخر فانهم يقدسون ليليث ، تلك الأنثى الأولى المتمردة القوية ، و هم من أطلق أغاني التراث عن ليلى و الليل ( يا عين ، يا ليل ) حيث أن العين أيضا رمز ليليت الأنثى القائدة و العائدة ذات يوم .
في كتابه ( الفتوحات المكية ) هنالك باب مكرس للمرأة يفضلها فيه عن الرجل ، فمثلا آية " للرجل مثل حظ الأنثيين " قال ذلك لقوة المرأة و تعويضا لضعف الرجل .
و قد و ظف الآية التي تجعل شهادة امرأتين كشهادة رجل واحد ليعطيها دلالة مضادة :
" ان تضل احداهما فتذكر احداهما الأخرى " فقال ان النسيان جزئي هنا و هو كلي في الرجل ، اذ أخبر القرآن عن آدم أنه " نسي و لم نجد له عزما " ، و قد أعطى المرأة صفة الهية و هي عدم النسيان كما في قول موسى :
" لا يضل ربي و لا ينسى "
و في تداعيات أكثر جدية للمتصوفة السنة في تقديسهم الأنثى ، يقول شيخنا :
ان من شرف التأنيث اطلاق الذات على الله ، و هي مؤنثة فنقول الذات الالهية ، و قد نهى الله أن نتفكر في ذات الله مما يعني قدسية الذات المؤنثة و التي لا يجوز أن يطالها الفكر ، و عدم قدسية التوحيد المذكر و اباحته بالتالي للكلام ( على حد تعبر الشيخ الأكبر ) .
كنت محظوظا ، اذ تربيت في حضن الطائفة العلوية العزيزة جدا على قلبي .
أصدقائي كلهم كانوا و ما زالوا من هذه الطائفة .
ففي المنطقة الشرقية من مدينة اللاذقية نجد اختلاط رائع لجميع الطوائف و الأطياف مع غالبية علوية ، و هناك بدء انفتاحي على الفلسفة .
العلويون عموما قبل دخولهم الدين هم لا دينيون ( تقريبا) .
فغير مطلوب منهم الصلاة أو الصيام أو القيام بأي نوع من العبادات ، انهم فقط يتربون على الأخلاق الحميدة و احترام آل البيت ، مع هامش حرية معقول على الصعيد الاجتماعي .
اذا ولد العلوي من سلالة مشايخ ، فانه سيعتني أولا بالثقافة و تجد من صغره الكتب المنوعة في بيته ، ثلاثة من أصدقائي كانوا سليلي المشايخ ، و قد كانوا على درجة عالية من الوعي و الثقافة ، حتى كنا في صغرنا ننظم مسابقات ثقافية فيما بيننا ( لا أذكر بأني فزت يوما) ، المهم بأني أدين لأصدقائي من الطائفة العلوية بالكثير ، فبالاضافة أننا اعتنينا و منذ صغرنا بالكتب ، الا أننا أيضا أولينا المرح و الرحلات و الدبكات الجبلية و الصداقة مع الحسناوات و مشروب العرق ، حصة كبيرة من وقتنا .
انهم قوم طيبون متسامحون و يحبون الذكاء و الحياة .
نعم ، لكن ما علاقتهم بعبدة الأنثى ?
قبل أن أبدأ ، أريد أن أنوه ، بأن علويي الساحل السوري يختلفون جذريا عن علويي العراق أو تركيا أو المغرب !
فمن تقاليدعلويي الجبال السورية هو شرب الخمر ، و هم يقدسون باخوس ( اله النبيذ ) ، و يحتفلون بأعياد مسيحية ، كما أن انفتاحهم الاجتماعي أقرب لأوروبا منه للشرق ... فلماذا ?
لمحة سريعة عن فرسان المعبد
هم رهبان محاربون تم تشكيلهم في فرنسا ، كذراع عسكري لجمعية سيون السرية ، انهم الذراع العسكري للعظماء المغرورين من سيون ، و نجد هؤلاء الرهبان المحاربين نفسهم قديما في التاريخ الشرقي ( معلمي الكونغفو الأوائل ) و كذلك ( الحشاشين ) ، انهم هم نفسهم فرسان المعبد ، لهم أسرارهم الخاصة و تدريباتهم الخاصة ، أما أهدافهم فغير واضحة .
بعد أن قضى بابا الفاتيكان على فرسان الهيكل في فرنسا ( الجمعة 13 ) بدأ بملاحقتهم في الشرق الأوسط أيضا ( الصليبيين ) ، حيث كان لهم حصانة خاصة من ملوك أوروبا ، لكنها سقطت عنهم فجأة !
هنا قام فرسان المعبد بالاتفاق مع الحشاشين أو ( الفدائيين الاسماعيليين ) ، و اللذين بدورهم قاموا بالاتفاق مع صلاح الدين ، و بدؤوا حملة مدروسة ضد الصليبيين التابعين للفاتيكان ، انتقاما لفرسان المعبد .
فرسان المعبد بهذه الأثناء قاموا باللجوء الى الجبال الساحلية السورية و اللبنانية بينما انسحب باقي الصليبين الى أوروبا عائدين .
لاحظوا مثلا :
لباس المرأة الدرزية التقليدي لا يختلف عن لباس المرأة الأوروبية في القرون الوسطى ، و خاصة بهذه القبعة الطويلة القمعية الشكل و التي ترتديها المرأة الدرزية كلباس شعبي !
كذلك شوارب الرجال الدروز التقليدية المبالغ فيها ، هي نفسها ( موديلا ) شوارب فرسان الهيكل التقليدية !
كما لكم أن تلاحظوا العيون الملونة و الشعر الأشقر المنتشر بكثرة في كل الجبال الساحلية .
لجوء ديني و انصهار تام و بكل أريحية ، فعبدة الأنثى جميعا يتعاونون فيما بينهم ان لم نقل أصلا بأنهم جماعة واحدة أو دم واحد ( اخوة ) .
في قلعة المرقب في بانياس على الساحل السوري يوجد رسم كبير في سقف احدى القاعات للوحة ليوناردو دافينشي ( العشاء الأخير ) رسمت من مئات السنين بشكل غامض !
فكيف وصلت الوحة الى هناك و لماذا ، و خاصة بأن ليوناردو قد ولد بعد انسحاب الصليبيين من الشرق الأوسط !
و قد علمنا الآن من رواية دافينشي كود بأنه كان زعيما لجمعية سيون السرية ، فمن الطبيعي أن يخلده اللاجئين التابعين له في الشرق الأوسط ( فرسان المعبد ) .
المرشديون المنشقين عن العلويين هم الأقرب لفرسان الهيكل شكلا و مضمونا .
و بذلك يتضح لماذا على علوي الساحل السوري الاحتفال بأعياد مسيحية و ما الى ذلك من عادات أقرب لأوروبا .
دمتم بسعادة
المصـــدر
النساء تعبد بدون الكتب المقدسة حقيقة لا يمكن لنا ان ننكرها !
ردحذفافلا ينظرون الى الابل كيف خلقت والى السماء كيف نصبت
ردحذفهل ستقول ان السماء هم جماعة من الموحدين ايضا ؟
سياق الايه يتعارض مع ما تذكر
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأخي الكريم .. أرجو أن تقرأ هذا الموضوع وهو يخص (ابن عربي)
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?4911-%CD%CC%CC-%C7%E1%E6%E5%C7%C8%ED%C9-%DD%ED-%CA%DF%DD%ED%D1-%D3%ED%CF%ED-%C7%E1%D4%ED%CE-%E3%CD%ED-%C7%E1%CF%ED%E4-%C8%E4-%DA%D1%C8%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5
ونسأل الله لك ولنا الثبات و الهداية وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ... آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأخي الكريم .. أرجو أن تقرأ هذا الموضوع
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?4911-%CD%CC%CC-%C7%E1%E6%E5%C7%C8%ED%C9-%DD%ED-%CA%DF%DD%ED%D1-%D3%ED%CF%ED-%C7%E1%D4%ED%CE-%E3%CD%ED-%C7%E1%CF%ED%E4-%C8%E4-%DA%D1%C8%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5
ونسأل الله لك ولنا الثبات و الهداية وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ... آمين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ردحذفأخي الكريم .. أرجو أن تقرأ هذا الموضوع
http://www.soufia.org/vb/showthread.php?4911-%CD%CC%CC-%C7%E1%E6%E5%C7%C8%ED%C9-%DD%ED-%CA%DF%DD%ED%D1-%D3%ED%CF%ED-%C7%E1%D4%ED%CE-%E3%CD%ED-%C7%E1%CF%ED%E4-%C8%E4-%DA%D1%C8%ED-%D1%D6%ED-%C7%E1%E1%E5-%DA%E4%E5
ونسأل الله لك ولنا الثبات و الهداية وأن يرينا الحق حقاً ويرزقنا إتباعه ويرينا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنابه ... آمين