الأربعاء، 30 ديسمبر 2009




منذ اربعه عشر قرن والحجاب يتولى صدارة القضايا الأسلامية وبلا ادنى شك هو من اهم الامور الجدلية التى تدور كل يوم داخل اروقه الكهنوت الأسلامى .. ! وداخل الأعلام الأسلامى حيث كل يوم نرى ندوة او محاضرة حول الحجاب والنقاب وكل يوم شيخ من شيوخ الكهنوت الأسلامى يتناول قضية الحجاب ولا بد لنا اليوم ان نكشف اهمية هذة القضية التى صدعت رؤسنا والتى لايمر يوم حتى تطرح قضية الحجاب ولكن قبل ان نشرح القضية من جميع نواحيها وحيثيتها
وجب علينا اولا ان ندرك كيف نزل الحجاب ومن من طلب الحجاب ؟ وفوارق هذة الحجاب .. لان فى الحقيقة هاذا الحجاب ورائة مصائب وحكيات وحكاوى
اول سبب نزول الحجاب وسبب البدء فى ارتداء الحجاب .. !
( يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورا رحيما ) ( الأحزاب : 59 )
وقبل ان ادخل فى التفسير لهذة الأية العظيمة الجليلة يجب ان نقوم بشرحها من التفاسير الأسلامية المعتمدة والتى يثق بها المسلمون ولذلك سا اقوم الأن با ادراج ..

الثلاثاء، 29 ديسمبر 2009

عاشوراء اليهود، عاشوراء السنة، عاشوراء الشيعة ..

أحب قبل أن أخوض في الموضوع أن أنبّه إلى أن لفظة (عاشوراء) وهي على وزن فاعولاء، إنما هي مستوردة من (العبرانية) كما هو مذهب الخليل بن أحمد الفراهيدي، فليس هي عربية أصالة، ولا هي من التراث الجاهلي.
في كل سنة من هذه الأيام تضج المنابر ووسائل الإعلام المختلفة بالتذكير بصيام عاشوراء وفضله، على قنوات أهل السنة، كما تضج المنابر ووسائل الإعلام المختلفة بالتذكير بمأساة عاشوراء التي استشهد فيها الحسين رضي الله عنه بطريقة بشعة جدًّا سنة 61 هـ في عهد يزيد بن معاوية بن أبي سفيان.
وليوم عاشوراء منزلته التي لا تنكر في كافة بلدان العالم الإسلامي، فهو ليس مجرد يوم للصيام فقط، بل هو أشبه بالعيد الذي تجري فيه التهاني، ولقد نشأنا على الاحتفاء بهذا اليوم صيامًا، منذ طفولتنا وكان أشبه بالواجب علينا على الرغم من كونه نافلة.
ولم أسمع في حياتي كلها أن هذا اليوم شهد مقتل الحسين إلا بعد أن جاوزت الثلاثين!! وبعد الثورة الإعلامية والمعلوماتية التي حصلت في السنين الأخيرة.

المراءة المسلمة والعالم الأفتراضى



منذ اواخر القرن الماضى وتحديدا مع بدايات التسعينات بداء الأنترنت نت فى الانتشار حول العالم وبداء فعليا فى التطور والتقدم بشكل مبهر ورائع حتى ان الأنترنت اصبح الأداة الاولى فى التكنلوجيا الحديثة من حيث سرعه الأنتشار والسرعه والكفائة العالية
ومن حيث التميز با الحرية الفكرية والثقافية والنشر حيث فى الأنترنت لا توجود قيود او موانع تقف امام الشخص فى البحث او الكتابة او المشاهدة ....
ولكن فى بلادنا العربية التى تتميز با القهر فى كل شئ وكتم الحريات والأفواة وضرب الشعوب با الصرامى من قبل الحكام العرب
الذين لا يوفرون طريقة فى قهر هذة الشعوب  الى وتستخدمها وطبعا كان لازم وحتما ان تطال الرقابة وكتم الحريات الانترنت وان تستخدم اساليب الحجب والاغلاق والترقيع ... ولكن والحمد للغرب الكافر والحمد لهؤلاء الزنادقة الكفرة انهم اخترعوا لنا البروكسى وغيرة لقهرة .. المشعوذون والمؤدلجون ومن ولاهم ...

الاثنين، 28 ديسمبر 2009




أحنّ إلى خبز أمي

و قهوة أمي

و لمسة أمي

فيديوا قمع الشعب الأيرانى



دموية النظام الايرانى




المتابع  للنظام الكهونتى الأرهابى فى ايران يجد ان هاذا النظام  ان صح واسميناة بنظام .. فهو نظام قطاع طرق لا اكثر ولا اقل هاذا النظام الدموى الارهابى الذى يتحدث عن الحرية وعن المساواة وعن الديمقراطية التى لا توجد حتى فى احلام الكهنوت الايرانى هاذا النظام الذى يقمع شعبة ويصادر حريتة وهو ليس بجديد على الشعب الأيرانى منذ زمن الشاة ولو ان زمان الشاة كانت توجد به بعض الحريات سواء كانت للنساء او الرجال

الأحد، 27 ديسمبر 2009

الدين با التلقين


لأن غداً هو يوم الكريسماس فقد افردت مقالاً له ولكن هذا يعني إننا سنكسر بهذا قاعدة مقال كل ۳ ايام، لذا حتى لا يطول انتظاركم كتبت هذا المقال الأكسبرس ليوم واحد فقط، قبل ان نعود لوتيرتنا المعتاده.
كنت استمع في إذاعة البي.بي.سي في سيارتي الى برنامج حواري عن المسلمين في بريطانيا وعن ولائهم و انتمائهم، وجّه المُذيع السؤال الى شخص شديد التدعوذ يرأس مركزاً المقريزي للدراسات التاريخيه الاسلاميه - في بريطانيا -هاني السباعي قائلاً:



المذيع: لماذا برأيك يكون انتماء المسلم البريطاني الى الاسلام كدين و ليس الى بلده بريطانيا؟

صلاة الجماعة بدون مياعة

 المشهد الأول

المؤمن الصغير الشاب خالد يتقدم للصلاة في غرفته بعد أن توضأ ومد السجادة
خالد: الله أكبر ، بسم الله الرحمن الرحيم
وفجأة شاهد خالد أمام عينيه قناة 96xxx tv وقد بدأت تفتح
خالد يتابع الفاتحة: الحمد لله ..
وبدأت القناة تبث الدعايات فلم يستطع خالد أن يكمل الجملة، وصار يقول الحمد لله ززززززز ..... .. العالمين، وقرا خالد كلمة (رب) مع تغيير طفيف في الحرف الأول
ثم أراد المتابعة ولكن القناة بدأت في تقديم موادها واحدة تلو الأخرى  
حاول خالد أن يتابع الفاتحة ولكنه نسيها بلحظة
ولم يشعر بنفسه إلا وهو يقول : ما شاء الله تبارك الله
فقرر أن يقرأ شيئا من القرآن كي يتذكر لأن النسيان من عمل الشيطان كما أخبره الشيخ عبد المنكر
أراد خالد أن يقرأ وعيونه مثبتة على الشاشة أمامه فقرأ: لمثل هذا فليعمل العاملون  ..  ولكنه لم يتذكر شيئا أكثر ، فحاول مرة أخرة بينما

الحب والرغبة كيف يعملان ¿

الحب والرغبة كيف يعملان ¿



الانفعالات البيوكيميائية في جسدنا لها دور مهم في التأثير على الحياة الجنسية للبشر¡ الحب¡ الرغبة الجنسية¡ الاثارة¡ الذروة¡ هذا كله ينتج عن المواد الكيميائية في الاعضاء المختلفة في الجسم ومفعولها على المتلقي.
لقد تنبأ سيغموند فرويد بوجود هذه التكوينات الكيميائية¡عندما كتب عام 1905 'يجب ألا ننسى ان كل الاشياء المؤقتة النفسية¡ سوف تقف في يوم على ارض الحاملين العضويين. وبعدها سوف يظهر على الاغلب¡ انها مواد خاصة وعمليات كيميائية تولد مظاهر الجنس وتتوسط في اكمال الحياة الفردية في حياة الشريك'.
التحليل اللاحق للكيمياء والبيوكيمياء¡ اثبت صحة اقواله¡ مع انه لا يمكن اعتبار الحياة الجنسية معتمدة فقط على تأثير التفاعلات الكيميائية.

السعودية: كبسولات بول الإبل لمعالجة أمراض السرطان

قال مركز سعودي للأبحاث الطبية¡ السبت¡ إن هناك توجها للبدء في إنتاج كبسولات طبية تحوي بول الإبل لاستخدامها في علاج أمراض السرطان والأمراض المرتبطة بها.

ونقلت وسائل إعلام سعودية عن رئيسة وحدة الخلايا والأنسجة في مركز الملك فهد للبحوث الطبية الدكتورة فاتن خورشيد¡ قولها إن التقارير العلمية "أظهرت أن أبوال الإبل نظيفة ومعقمة وخالية من السموم¡ ويمكن حفظها في درجة حرارة الغرفة لمدة أسبوعين بدون أن تفسد."

السبت، 19 ديسمبر 2009

حجاب اخر صيحة !

النقاب الشرعي الشيخ الهبدان:
الموجود في الأسواق الآن من النقاب غالبا لا يصح ارتداؤه بحيث تظهر المرأة عينيها أو وجنتيها، والنقاب المشروع هو ما ذكره ابن عباس حينما قرأ آية الحجاب فغطى وجهه وعينا وأبدى عينا واحدة صغيرة وقال هذا هو لترى الطريق، فنقول للأخوات من أرادت أن تتنقب فلتفعل هذا!

واقترح الهبدان على النساء نقابا شرعيا قائلا:
بعض الأخوات لا ترى الطريق أو لا ترى السلعة فهناك حل فهناك بعض الأنقبة يوجد به تقاطيع وعليه "طرحة" فمن الممكن أن تكون منطقة العينين مثل تقاطيع الشبكة وعليها أيضا طرحة فإن أرادت أن تمشي فتدع الطرحة وإن أرادت أن ترى سلعة فترفع الطرحة.
مصدر الخبر: http://www.alarabiya.net/articles/2008/09/26/57266.html

المصدر منتدى الملحدين العرب

تعليقى الخاص
لا اعلم حقيقة هل من يتكلم يتكلم بعقلة ام بشئ اخر ؟وهل انتهت كل مشاكل النساء العرب ليصبح الحجاب هو الشغل الشاغل للمتخلفين؟
وايضا اذا كان الله يود فعل هاذا با النساء ؟فلماذا اطلق على نفسة ان جميل يحب الجمال؟ ولماذا خلق النساء وجعلهن جميلات ؟!!

فى قبلة الجسد

حدثنا ‏ ‏عمرو بن عون ‏ ‏أخبرنا ‏ ‏خالد ‏ ‏عن ‏ ‏حصين ‏ ‏عن ‏ ‏عبد الرحمن بن أبي ليلى ‏ ‏عن ‏ ‏أسيد بن حضير ‏ ‏رجل من ‏ ‏الأنصار ‏ ‏قال ‏
‏بينما هو يحدث القوم وكان فيه مزاح بينا يضحكهم فطعنه النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في خاصرته بعود فقال ‏ ‏أصبرني ‏ ‏فقال ‏ ‏اصطبر ‏ ‏قال إن عليك قميصا وليس علي قميص ‏ ‏فرفع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏عن قميصه فاحتضنه وجعل يقبل ‏ ‏كشحه ‏ ‏قال إنما أردت هذا يا رسول الله ‏

عون المعبود شرح سنن أبي داود

‏( عَنْ أُسَيْد بْن حُضَيْر ) ‏
‏: بِالتَّصْغِيرِ فِيهِمَا ‏
‏( رَجُلٌ ) ‏
‏: بِالْجَرِّ عَلَى أَنَّهُ بَدَل مِنْ أُسَيْد أَوْ بِالرَّفْعِ عَلَى أَنَّهُ خَبَر مُبْتَدَأ مَحْذُوف أَيْ هُوَ رَجُل مِنْ الْأَنْصَار ‏
‏( قَالَ بَيْنَمَا هُوَ ) ‏
‏: أَيْ أُسَيْد وَالْقَائِل هُوَ عَبْد الرَّحْمَن بْن أَبِي لَيْلَى ‏
‏( وَكَانَ فِيهِ مُزَاح ) ‏
‏: قَالَ الْجَوْهَرِيّ : الْمُزَاح بِالضَّمِّ الِاسْم , وَأَمَّا الْمِزَاح بِالْكَسْرِ فَهُوَ مَصْدَرُ مَازَحَهُ وَالْمَفْهُوم مِنْ الْقَامُوس أَنَّهُمَا مَصْدَرَانِ إِلَّا أَنَّ الضَّمَّ مَصْدَرُ الْمُجَرَّدِ وَالْكَسْر مَصْدَر الْمَزِيد كَذَا فِي الْمِرْقَاة ‏
‏( فَطَعَنَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ) ‏
‏: أَيْ ضَرَبَهُ عَلَى سَبِيل الْمِزَاح ‏
‏( فِي خَاصِرَتِهِ ) ‏
‏: مَعْنَاهُ بِالْفَارِسِيَّةِ تهى كاه ‏
‏( فَقَالَ ) ‏
‏: أَيْ أُسَيْد ‏
‏( أَصْبِرْنِي ) ‏
‏: بِفَتْحِ الْهَمْزَة وَكَسْرِ الْمُوَحَّدَة أَيْ أَقْدِرْنِي وَمَكِّنِّي مِنْ اِسْتِيفَاء الْقِصَاص حَتَّى أَطْعَنَ فِي خَاصِرَتِك كَمَا طَعَنْت فِي خَاصِرَتِي ‏
‏( قَالَ ) ‏
‏: أَيْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ‏
‏( اِصْطَبِرْ ) ‏
‏: أَيْ اِسْتَوْفِ الْقِصَاص . ‏
‏قَالَ الْخَطَّابِيُّ : مَعْنَى أَصْبِرْنِي أَقِدْنِي مِنْ نَفْسِك وَمَعْنَى اِصْطَبِرْ اِسْتَقِدْ . ‏
‏قَالَ فِي النِّهَايَة : إِنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ طَعَنَ إِنْسَانًا بِقَضِيبٍ مُدَاعَبَةً فَقَالَ لَهُ أَصْبِرنِي قَالَ اِصْطَبِرْ أَيْ أَقِدْنِي مِنْ نَفْسك قَالَ اِسْتَقِدْ يُقَال اِصْطَبَرَ فُلَانٌ مِنْ خَصْمِهِ وَاصْطَبِرْ أَيْ اِقْتَصَّ مِنْهُ وَأَصْبَرَهُ الْحَاكِم أَيْ أَقَصَّهُ مِنْ خَصْمِهِ اِنْتَهَى ‏
‏( فَاحْتَضَنَهُ ) ‏
‏: أَيْ اِعْتَنَقَهُ وَأَخَذَهُ فِي حِضْنِهِ وَهُوَ مَا دُونَ الْإِبْطِ إِلَى الْكَشْحِ ‏
‏( وَجَعَلَ يُقَبِّلُ كَشْحَهُ ) ‏
‏: هُوَ مَا بَيْن الْخَاصِرَة إِلَى الضِّلْع الْأَقْصَر مِنْ أَضْلَاع الْجَنْب كَذَا فِي الْمِرْقَاة , وَقَالَ فِي الصُّرَاح كَشْح تهيكاه ‏
‏( قَالَ إِنَّمَا أَرَدْت هَذَا ) ‏
‏: أَيْ مَا أَرَدْت بِقَوْلِي أَصْبِرْنِي إِلَّا هَذَا التَّقْبِيل وَمَا أَرَدْت حَقِيقَة الْقِصَاص . وَالْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ . ‏


الأعزاء كما فى الأعلى يظهر الحديث لنا ان ماحدث هو فعل شاذ ولا يحدث الى بين الشواذ جنسيا وايضا هاذا مخالف من مبداء عورة الرجل من السر الى الركبة
فهل هناك مفسر اية الأخوة المسلمين ؟

المصدر



الجمعة، 18 ديسمبر 2009

ثورة الغضب على الحجاب

ثورة الغضب على الحجاب

حياة و موت.. إمرأة إيرانية شجاعه.


كان قبل ست أو سبع سنوات تقريباً عندما تواصلت مع الكاتبه برفين دارابي بدون ان اعرف اصلاً من هي و لا كتابها الشهير : ثورة الغضب على الحجاب و الذي نشر باللغة الأنكليزيه ويتناول وضع المرأه في جمهورية ظلم إسلامي إيران.

كنت في عملية بحث عن الكتابات الإلحاديه عندما أرسلت ملاحظة الى موقعها، فردت علىَ بإيميل، وبعدد ان تبادلنا بعض المراسلات و الاراء سألتني إن كنت قد قرأت كتابها؟ فشعرت بالحرج عندها لأنني لم أعرف انها كاتبه، فطلبت الكتاب من امازون دوت كووم ..واليوم و أنا ابحث بين كتبي وجدته.

برفين دارابي تحكي في هذا الكتاب قصة شقيقتها الدكتوره هوما دارابي. وهو تقرير رهيب عن كيف من الممكن أن تكون الحياة لأنسان حر.. في دولة إسلاميه ظالمه و داخل مجتمع إسلامي صارم.



كيف تقدر ان تعيش إمرأة مثقفة عالية التعليم، موهوبه و نشطة سياسياً، إمرأة حرة واثقة من نفسها تعرف ماذا تريد من الحياة ..داخل مجتمع و دولة إسلاميه؟ هذا ماتحاول برفين دارابي شرحه لنا من خلال قصة حياة اختها المأساويه. انه شرح لما سيحدث للمرأه في مجتمع عقائدي ثيولوجي كالذي يريد الاسلاميون إقامته في بلاد الرمال، انها صيحة تحذير ، انها رنة منبه الساعه لنستيقظ قبل ان يواجهنا المُستقبل المُظلم لو ان هؤلاء المُسلمين تمكنوا من إقامة دولة الخلافه أو الاماره الاسلاميه في بلادنا العربيه.



برفين دارابي تحكي كل هذا في مثال واحد فقط، انه قصة شقيقتها هوما والتي انتحرت بحرق نفسها حتى الموت في طهران. .فما دفعها الى هذا اليأس ياترى؟

يسأل المرءُ نفسه لماذا قامت إمرأة مثل هوما بهذا؟ مالذي اجبرها على القيام بذلك وهي واحده من ابرز الأطباء النفسيين المتخصصين في العلاج النفسي للأطفال؟ هوما دارابي كانت مرخصه لممارسة الطب النفسي في علاج الاطفال في ٤۹ ولايه في الولايات المتحده، وكانت متزوجه و ربت ابنتين ناجحتين بحياتهما. لقد كانت اول إمرأه إيرانيه في التاريخ تترخص من قبل المجلس الأمريكي للطب النفسي الأمراض العصبيه. هوما كانت تملك عياده نفسيه متخصصه لعلاج الأطفال كانت الأولى من نوعها في إيران حيث كان علاج حالات هؤلاء الأطفال في بلادها قبل ذلك مُستعصياً.

للأسف ، بلدها الأصلي إيران لم يُقدر كل هذه الكفاءات، فسياسيون جمهوري إسلامي مشغولون بحزب الله و نصر الله وصدر الله و تصدير الثوره الإسلاميه الى البحرين و الكويت و الإمارات و اليمن و مصر و باقي بلاد الرمال. المجتمع الإيراني لايعير كثيراً من الأهميه لإنجازات النساء و مُساهماتهن وخاصة بعد الإنقلاب الخوميني المُسمى بالثورة الإيرانيه. على فكره الخوميني وصف المرأه الإيرانيه اثناء الاضطرابات بأنها ابنة إيران الشجاعه..ومن بعد ما إستلم السلطه، سرعان ماتغيرت لهجته فأرسل جنده الى الشوارع يبشطون اذرعتهن بالامواس الحاده لينشر الخوف بينهن، حتى تمكن في النهايه و رغم الاحتجاجات من تحجيبهن و إخضاعهن بقوة سكاكين وهروات الحرس الثوري المُسلطة على رقابهن.



خوميني و اثناء ثورته المزعومه و عد النساء بمزيد من الحريه، ولكن بدلاً من ذلك فرض عليهن مزيداً من القمع، اخذ حريتهن في اللباس والتي تمتعن بها في قرابة قرن كامل ، حدد تواجدهن في الأماكن العامه، حدد علاقتهن مع الرجل..وبالمقابل فتح الباب امام الرجل الأيراني من خلال إعادته لتعدد الزوجات الذي لم يكن مسموحاً به ايام شاه ايران بدون إذن الزوجه ، كما فتح المجال لزيجات المتعه ( الدعاره الاسلاميه ) وخاصة للملالوه و اصحاب العمائم ( اقرأ هذا في بلوغ اسيريان اثييست) . على اوسع نطاق. وكذلك الغي تماماً حق المرأه في الطلاق من تلقاء نفسها و الذي كان معمولاً به قبل تشريف حضرت جناب ملا روح الله زفت الله خوميني.

هوما دارابي كانت نشطة سياسياَ منذ ان كانت طالبة جامعيه و هو وضع عادي في إيران في السبعينيات ، حيث ان الطلبه كانوا دائماً يشكلون ضغطاً و معارضة ضد الحكومة آنذاك في القضايا السياسيه. هؤلاء الطلبه انفسهم كانوا من المشاركين في الاحتجاج ضد شاه إيران و دعم التغيير الذي لا يفهم احد حتى اليوم كيف ان الإسلاميين الملالوه كانوا المستأثرين به لوحدهم رغم مشاركة كل القوى السياسيه فيه.



طالبت هوما دارابي هي وغيرها من النساء بأن تفي الحكومه الجديده بوعودها و أن تقيم الاصلاحات التي وعدت بها من أن أن تكون الحكومه علمانيه ديمقراطية وطالبت بإزالة الإداره الثيوقراطيه التي تم تاسيسها و فرضها – كان ذلك من دون جدوى. بسبب هذه المعارضه و لأن معتقداتها كانت مختلفه عمّا تريده الحكومه الإسلاميه.. تم في نهاية المطاف إقالتها من وظيفتها في المستشفى حيث تعالج الأطفال.. كما الغيت رخصة عيادتها الخاصة و حقها في ممارسة مهنة الطب النفسي.

الجزء الغريب من حياة هوما كان زوجها، والذي كان إنساناً تقليدياً غيوراً من النوع الذي يحس بالتهديد و ضعف الشخصيه امام المرأه الناجحه الذكيه. لقد حاول دائماً السيطرة عليها و على مشاعرها اثناء حياتهما معاً وحاول كثيراً ان يثنيها عن الذهاب الى الولايات المُتحده للدراسه، ولكنه قبل اخيراً بعد ان إقترحت عليه ان يرافقها بنفسه ويدرس هو الاخر هناك.

تكتب برفين أن زوج شقيقتها و رغم قبوله على مضض كان يتجنب وهو بأمريكا حتى أكل الطعام الأمريكي فقد كان رافضاً و كارهاً لكل شيء تقوم به زوجته، إلا ان اكبر صدمة تعرضت إليها هو ماقام بعد قيام الثوره الاسلاميه.



إستغل زوج هوما تغيير القوانين في جمهوري إسلامي إيران الجديده ليتخذ زوجة جديده، اصغر عمراً من هوما ، زوجة محجبة بالشادور..مطيعة تسمع الكلام ليحرق بذلك قلبها وقد فعل ذلك بدون الحصول على موافقتها كما كانت تقتضي القوانين في السابق.

باءت محاولات هوما بالفشل و هي تحارب ذلك الزواج من خلال القضاء الإيراني، من الواضح ان التغيير صار ينصب في مصلحة الرجل ، بينما فقدت هي كل القدره على ضمان حتى حقوق ابنتيها. في الدوله الاسلاميه و شرع رب الرمال..الرجل هو صاحب الأمر والنهي والمرأه ليس لها إلا طاعته. كانت هذه فرصة إنتقامه منها ومن حريتها، فرصة إذلالها لأنها كانت دائماً أذكى و اقوى و أكثر نجاحاً منه.

اصدر الملالوه في جمهوري إسلامي إيران ايامها قراراً سرياً بأن الفتيات اللاتي يعارضن الحكم الاسلامي لا يتم الحكم عليهن بالإعدام فقط ..بل يتم إغتصابهن قبل إعدامهن! أتدرون لماذا؟

كانت هناك فتوى تقول ان العذراء إذا ماتت تذهب للجنه، فهذا الإغتصاب كان لمنع وصول هؤلاء النساء العذروات المُعارضات من الوصول الى جنة الملالوه..أنا لا امزح هذه حقيقه.

مالذي حدث لهوما دارابي؟ تابعوني.

في مجتمع الدوله الإسلاميه الجديد و حماسة المجتمع للخرافه الجديده..ُكسرت هوما درابي كإنسانه.. كُسرت من قبل اسرتها.. كُسرت من قبل زوجها..كُسرت من قبل زملائها.. كُسرت من قبل مُجتمعها. لقد اصبحت مجرد إمرأه، وهذا يعني انها اصبحت بلا قيمه مهما كانت. إنها لاتستطيع ان تكون بمقدار الرجل..مهما كانت و مهما ساهمت ومهما كان هو اقل منها..حتى لو كانت احد أكثر الأطباء في إيران و الشرق الأوسط تأهيلاً ، فهي النهايه مُجرد ربة بيت صامته ..لا دور لها إلا تربية بناتها وانتظار عودة زوجها من بيت زوجته الثانيه.

لقد فشلت هوما درابي بعد كل انجازات حياتها..فشلت كأم.. و فشلت كزوجه.. و فشلت كإنسانه.. و فشلت كطبيبه..مالذي بقى لها؟

بقى لها الألم العاطفي..الألم النفسي، هي ممنوعة حتى من السفر والهروب بحياتها الى اي مكان في هذه الدنيا. تخيل نفسك او تخيلي نفسك في هذا السجن الإسلامي الفاشي الشنيع..ليس هناك من طوق نجاة ، هناك فقط طريق واحد هوالعيش مقبورة في بيتك.



ذهبت هوما الى ساحة عامه بطهران و سكبت البنزين على نفسها ثم اضرمت النار بجسدها إحتجاجاً على هذا الوضع أملاً ان يوقظ هذا وعي البشر المُخدرين بالدين وأكاذيبه ..فقد يفتح هذا طريقاً جديدا ومخرجاً من هذا اليأس لحياة افضل لنساء بلادها المنكوبه في المستقبل .

هوما زهرة ماتت...لتنبت من بعدها زهور الحريه.

بن كريشان

http://benkerishan.blogspot.com/2009/12/blog-post_18.html

أرجح رأي الأخ رضا البطاوي أن الكعبة الحقيقية ليست في موقعها الحالي

إتبعوا ما أنزله الله تعالى

السلام عليكم

الكاتب مؤمن مصلح ( شغل عقلك)


أرجح رأي الأخ رضا البطاوي أن الكعبة الحقيقية ليست في موقعها الحالي

الأخ رضا البطاوي مسجل في موقع عشا ق الله باسم معرف ربما وارث علم النبوة وتحديدا عطية البطاوي وقد قدم الأخ رضا البطاوي دلائل من القرأن الكريم منها غير قابلة للجدل
وأهمها الحرم يجب أن يكون أمنا والحقيقة التاريخ يذكر لنا هجوم الأمويين على الخليفة الخامس الزبير بن العوام ودخولهم مكة والأذى الذي حصل للكعبة وأيضا هجوم القرامطة على الكعبة وسرقة الحجر الأسود وهذا يدل أن الحجر الأسود ليس مقدسا وأخيرا ماحصل في القرن الماضي من هجوم على الكعبة

صفات البيت يجب أن يكون هناك موجودا ،مقام مصلى، وقواعد ،والمشعر الحرام ، وعرفات الذي يجب أن يكون جدا قريب من البيت ومن خارجه على الأرجح وهذا لا يتحقق في الكعبة الحالية

المكان الذي دعى به قومه النبي لوط عليه السلام يجب أن يكون قريبا من الكعبة

الكعبة الحالية صغيرة ولا يمكن الصلاة بها ( إتخذوا مصلى وهو فعل أمر من الله تعالى عز وجل) لعدد كبير من المصلين وينافي في ذلك المنطق

الخطأ الذي يحدث في مكان الذبح خارج البيت الحرام في منى ويجب أن يكون محله بالبيت

يجب أن تقع الكعبة بوادي




كما يوجد أدلة جدلية منها


الكعبة يجب أن تشبه كعب الرجل وهذا برأيي أمر جدلي وليس دليل مباشر فقد يقول قائل الكعبة من المكعب علما أن الكعبة الحالية تختلف قليلا في شكلها عن المكعب

أنه لا يوجد بالوادي زرع وهذا أمر جدلي فقد يقول قائل فيما بعد نبت الزرع بإذن الله تعالى وليس ضروريا أن الطعام من حول البيت


الصفا والمروة على حد قول الأخ رضا يجب أن يكونوا داخل البيت وهذا أمر جدلي لأننا لا نعرف بالضبط حتى تاريخ هذه اللحظة المقصود بالصفا والمروة وبالإضافة إلى أن هناك طواف في
الصفا والمروة

مكان البيت يجب أن يكون قريبا من المكان الذي دعا به النبي شعيب قومه أيضا أمر جدلي فقد يقول قائل قد يكون مقصودا بكلمة (بعيد) الزمن وليس المكان

فرض الأخ رضا أن الوادي بالضرورة أن يكون وادي طوىوأن في سيناء تقع مكة، وأن سيناء هي الأرض المقدسة ،المشكلة في ذلك لم أجد دليلا مباشر وإنما أيات كريمة بها مذكور جبل طور والبيت ولكن غير مذكور تحديدا أن البيت يقع جانب جبل الطور


عموما لا زال الموضوع قيد الدراسة ولكنني أرجح رأي الأخ رضا وإذا توفر عند غيره دلائل أخرى من القرأن الكريم وفي المرتية الثانية دلائل من التاريخ ، فليساعدنا على الحق مشكورا

أما كيف حدث ذلك وتغير مكان الكعبة فمن ناحية الضلالة بالدين تقريبا كل شيء ممكن
وأما مكان الكعبة الحقيقية فقد بينها الله تعالى عز وجل للنبي إبراهيم عليه السلام وهذا يعني أن الله تعالى عز وجل سييبنها للناس عندما يشاء


وهذا المقال تمت كتابته بفضل الله عز وجل وبإذنه والحمد والشكر له
وأرجوا الرحمة والغقران منه وأن نكون طائعين خاشعين له
فيكون الفوز في الدنيا ويستخلفننا في الأرض و الفوز الأهم والأبدي في الأخرة

http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=90914.0

النظام والفوضى في العلم الحديث

النظام والفوضى في العلم الحديث

بقلم : موسى ديب الخوري

قبل أن خُلِقت السموات والأرض، أي في البداية الأولى، كان الكون بأسره فوضى جسيمة مائية مضطربة. ومن هذا الاضطراب المخيف خرجت كائنات إلهية بدائية إلى الوجود. بيد أنها كانت على حالٍ من الفوضى والارتباك لا يمكن وصفهما. ومرَّت الدهور والأحقاب واتخذت الآلهة أشكالاً واضحة، وأخذت تعمل. وسرعان ما قررت زمرة منها أن تسنَّ للفوضى نوعاً من القانون والنظام. وكانت هذه الخطوط مقدامة ولاشك أثارت خصومة الكثير من المعبودات المحافظة التي ظنت أن "النظام" القديم كان صالحاً جداً ويجب أن يستمر على حاله. وقد جابه قرارها استنكار الآلهة تعامة خاصة. وتعامة هذه هي أم الفوضى، وهي معبودة بشكل تنين يتجسم فيه الشر تارة والخير تارة أخرى. وعندما علمت تعامة بعزم الآلهة على جلب النظام إلى ملكها لتقضي به لا على سلطتها فحسب بل وعلى أبَّهتها، صممت على القتال، وأدركت أن وقته قد حان. وكانت قد خلقت من هذه الفوضى مردة جبابرة لها أطراف حيوانات مختلفة تمتلك قوة مخيفة من الدمار. وهكذا دعت إليها زوجها وجيشها الفتي وتهيأت للنزال. وقد فزعت الآلهة الداعية للنظام أول الأمر، إذ إن المهمة التي تنادت من أجلها أصبحت مهدِّدة لكيانها نفسه. وأخيراً تجرأ إله منها وتقدم إلى ساحة المعركة، وشهر أسلحته، وأمر الرياح الأربع الجبارة أن تحارب إلى جانبه. فتقدمت تعامة مشخَّصة بالفوضى، وفغرت فاها الرحيب لابتلاعه، فأتاحت الفرصة لهذا الإله الذي ساق على الفور الرياح القوية إلى فمها باندفاع شديد، فجعلت جسم الإلهة–التنين ينتفخ لدرجة لم تعد تستطيع معها حراكاً. وعندئذ قضى عليها بأسلحته. ثم ظهرت المشكلة: وهي ماذا يجب عليه أن يفعل بهذه الجثة الهائلة. إنها هائلة الحجم ولها شكل يشبه القربة الكبيرة. وبعد تفكير طويل، قرر الإله شطر الجثة شطرينـأن، وجعل القسم الأول منها مسطحاً فكانت الأرض. أما النصف الثاني فقد بَسَطَه فوق الأرض، فكانت السموات. وهكذا ماتت الفوضى وبدأ عمل النظام يستقر الآن في العالم. وقد أُسِر في المعركة زوج تعامة، وهو الإله كونكو الشرير. وكانت قوته قد تضاءلت بعد مقتل زوجه، فقطعت الآلهة رأسه، وخلقت البشر من طين التراب الممتزج بدمه.

يعكس هذا الملخص لأسطورة الخلق البابلية المحاور الأساسية التي سيدور بحثنا حولها. فمع رمزيتها الأسطورية، تطرح هذه القصة بوضوح تجذُّر وسيادة مفهوم النظام في عقلية الإنسان منذ العصور السحيقة. ومع ذلك، لم ينجح أحد حتى الآن في تحديد ماهية النظام أو الفوضى! كذلك فإن نسبية هذين المفهومين ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالكون وبمعرفتنا لبدايته ولنهايته ولقوانينه.

كان الهدف الأساسي للعلم حتى فترة قريبة اكتشاف نظام الطبيعة. غير أن العلماء يكتشفون الآن "الفوضى" في الطبيعة، في حين بدأت تترسخ فكرة إعداد "علم الفوضى". فهل تغيرت نظرة العلم، وكيف يجب أن نقدر وأن نفهم هذا التحول الذي يهدف إلى خلق نوع غير اعتيادي من العلم؟ وهل يمكننا أن نحافظ على مفهومنا الاعتيادي للفوضى إذا هي أصبحت موضوع دراسة علمية، بل ومحددة بقوانين رياضية؟! وفي كافة الأحوال، هل يمكننا إعطاء الفوضى أي معنى دون اللجوء لمفهوم النظام؟ ثم ما سيؤول إليه عندها مفهوم النظام الكوني الذي ساد تصوراتنا الميثولوجية والفلسفية والعلمية حتى الآن؟ وأي موقع سيحتله الناس فيه؟ وهل سيقترن عندها مفهوم الحرية البشرية بمفهوم درجات الحرية في الفوضى؟!

يعترف أينشتاين نفسه بأن نظرية النسبية تدين بالكثير لإلهام ديني. ويقول جان جاك روسو: "ولد علم الفلك من الأسطورة." ويشير القولان إلى وجود ذكاء شامل في العالم. إن الديانة الكونية التي تحدث عنها أينشتاين، وأعطى مثالاً عليها شخصيتي نيوتن وكبلر، تظهر كمصدر للطاقة الروحية في الوقت نفسه الذي تحدد فيه موضوعاً معرفياً (إبستمولوجياً): ألا وهو البحث عن النظام. ولاشك أن أسلاف هذه الثالوث الخطي: كبلر–نيوتن–أينشتين قديمون جداً، حتى إننا لا نستطيع تقديم نقطة أولية لانطلاقتهم. فلابد أن الفيثاغوريين وإخوان الصفا مثلاً كانوا ينتمون لخطِّهم. كذلك فإن الفلسفة الأفلاطونية تمدنا بركيزة هامة لإبراز الأصالة الإبستمولوجية للأبحاث الحالية حول الفوضى. فكلمة كوزموس COSMOS اليونانية تتضمَّن معنى النظام الكوني مقابل الفوضى CHAOS. وبحسب أفلاطون فإن التنظيم والذكاء يشكلان العالم الذي يحيط بنا ويميِّزانه. فبرأيه أن الكوزموس هو نتيجة العملية التي تقوم بها قوة منظِّمة. ويقدم لنا تفسيراً موازياً للأسطورة البابلية. فثمة كائن إلهي يدعى الذميورغوس Démiurge، قاد نوعاً من المغما التي لا شكل لها، من الفوضى إلى النظام. وهكذا فقد اضطر إلى اللجوء إلى مادة أولية، إلى فراغ ما، بمعنى الفوضى المطلقة، أي غياب أي نظام أو كمونه. والحق أنه لم يكن ثمة فوضى حقيقية لأنه لم يكن ثمة نظام ليخرقها. واستطاع الذميورغوس تحقيق النظام بإدخاله للأشكال وللتناسبات الهندسية والبنى الرياضية. إلا أن العمل الناتج، أي العالم، خضع للصيرورة، للزمن والحركة الدائمة. وهكذا فإن عالمنا يشتمل على النظام والفوضى بآن واحد. فهو منظم ويخضع لقوانين محددة بفضل الذميورغوس. ومع ذلك فإن الاحتمالية قائمة فيه، لأن الفوضى وضعت بمجرد وجودها البدئي شروطاً بدئية منتظمة ومعقدة جداً، بل وفوضوية، بحيث لا يمكن وصفها. كذا فإن دراسة الفوضى لا تتطلب فقط مناظير ومفاهيم جديدة، بل وظهور حدس وحساسية جديدين. عندما سئل إيليا برغوجين I. Prigogine حول تمجيده للفوضى أجاب: "بل إنني على العكس تماماً، مقتنع أننا بحاجة إلى مخططات محددة وإلى مخططات احتمالية في آن واحد." ويوافقه بشكل آخر الرياضي إيفار إيكلاند I. Ekland: "إن تحديدية قوانين الطبيعة لا تستبعد النزوة والصدفة واللامتوقع." فإذا كانت دراسة الفوضى تتطلب، بالتالي، التخلي عن رياضياتنا الأفلاطونية، إلا أن رياضيي الفوضى لا يتخلون بالتأكيد عن كافة أشكال النظام. إنما هم لا يفرضون النظام مسبقاً. فحساباتهم الخوارزمية تحتوي باستمرار على شكل من الذكاء والانتظام مهما كانت نتائجها غريبة. وهذا التغير الجوهري في أسلوب دراسة واختيار الظاهرة، لا يقتصر على الرياضيات، بل وعلى الثقافة والفلسفة بشكل عام. ومهمة رياضيات الفوضى الأساسية هي تقديم تشكيل قياسي يسمح بالوصف المباشر أو غير المباشر، الحقيقي أو الافتراضي، لمختلف أنماط الفوضى. ومن هنا فإن لغة الفيزياء ستنقلب. فبدلاً من التعامل مع الظاهرة من عَلُ، أي بتطبيق النظام على الظاهرة أو على الحركة غير المفهومة لتفسيرها، فإن الفيزياء ستبدأ من الأدنى أي من الظاهرة، من الحركة–الفوضى، لتفهم جوهر بنيتها الحقيقية، ولتكتشف نظامها الذي لا يخضع إلى حدٍّ كبير لمقاييسنا الذاتية المبدئية.

والمثال الشهير على هذا التحول في المفهوم العلمي هو تطبيق مكسويل للحسابات الإحصائية على جزيئات الغاز ليتوصل إلى فهم وتحليل الآليات الخفية التي تسبب الحركات والصفات الظاهرية للغازات، كالحجم والحرارة والضغط. كذا فقد استطاع مكسويل استخلاص النظام من الفوضى التحتية، وكانت النتيجة الصاعقة، بالتالي، أن كثيراً من الحركات الظاهرية المنتظمة أو المحددة مبنية على أسس أكثر عشوائية. وكان من أسباب انتشار وتعمق هذا المفهوم مقارنة مكسويل لنظريته الحركية للغازات بالظاهرات الاجتماعية. وقد بيَّن المؤرخ هنري توماس بَكُّل Henry Thomas Buckel أنه لو أخذنا مجموعات كبيرة بما يكفي من البشر فإن عدد الوفيات والأمراض والجرائم والزيجات والانتحارات سيكون ثابتاً بشكل عام. وهذا الثابت بحسب بولتزمان يمكن تطبيقه على الأحداث التي تجري في حجرة مقفلة تحتوي على الغاز: "فالأمور، كما يقول، لا يمكن أن تتم بشكل مختلف ضمن مجموعة من الجزيئات". وقد أعد الرياضي الإحصائي أدولف كيتليه A. Quételet (1796-1874) علماً جديداً بناء على ذلك هو الفيزياء الإحصائية الاجتماعية.

هكذا أعادت الفوضى طرح نفسها بقوة على الفكر البشري، بعد أن قتلتها آلهة الأساطير.

جوانب من دراسة الفوضى

ثمة مشاهد كثيرة في الطبيعة تعد مثالاً للحركة الفوضوية. ونعدد منها مساقط المياه وتشكل الغيوم وحركاتها وتبخر المحيطات، وانفجار البراكين وتشكل السواحل والجبال ونمو الأشجار، وتقلب المناخ والدوامات النهرية، وتوزع الإلكترونات الحرة في المواد الصلبة وانطلاق غاز ما، وانتشار حريق أو وباء. هذا ناهيك عن كل ما يتعلق بالظاهرات الاجتماعية والاقتصادية والعلاقات البشرية الطبيعية. غير أن علم الفوضى الناشئ ينحو إلى دراسة هذه الظاهرات بالذات وإلى استخلاص قوانين لهذه الفوضى المحددة تساعد على فهمها بشكل أفضل. وسنحاول فيما يلي عرض بعض هذه الظاهرات ونتائج الدراسات حولها.

كانت المجموعة الشمسية تُعدّ مثالاً للانتظام في الكون. فقوانين نيوتن تسمح مبدئياً بتحديد ماضي المجموعة الشمسية كله، بل ومستقبلها ابتداء من معرفة الحاضر. وكان بوانكاريه أول من شكك بهذا الطرح اللابلاسي، مثبتاً تعقيد حلول معادلات الميكانيك السماوي ومبيناً حدود بعض المناهج التي يستخدمها علماء الفلك لحساب المسارات الكوكبية. ويبدو اليوم أن عدداً كبيراً من أجسام المجموعة الشمسية، بما فيها الكواكب والمذنبات والكويكبات، لها حركات فوضوية. ويعطي ذلك لعلماء الفلك إطاراً جديداً لفهم توزع الكويكبات والمذنبات الملاحظ، ويحدد من جهة أخرى إمكانية التنبؤ بمستقبل النظام الشمسي بفترة محددة. بل إن مسارات الكواكب البعيدة في هذا النظام تخضع لمناطق فوضوية تمر عبرها.

وإذا انتقلنا إلى البيولوجيا، فإن الأمر الثابت لدى العلماء هو أن الأنظمة البيولوجية محكومة بآليات لاخطية. وهذا يعني أن علينا توقع سلوك فوضوي على الأقل بقدر السلوك الدوري أو الثابت. علينا الاعتراف بحسب روبرت ماي Robert May إن كل نظام لاخطي بسيط لايتمتع بالضرورة بخصائص ديناميكية بسيطة. وينطبق ذلك على القوانين التي تحكم التغيرات الجوية، والتي يعبر عنها رياضياً بمعادلات تفاضلية غير خطية، مما يعني أن النتائج لن تكون متناسبة مع الأسباب. وبحسب حالاتها البدئية، يمكن للأنظمة اللاخطية أن تؤدي إلى نتائج مختلفة بعد مرور زمن معين، وتدعى هذه الحلول بالجواذب، ولتكن مثلاً مناخات مختلفة. وهكذا تبين إن إمكانية النبؤ بالمناخ محدودة جداً، والمسألة تتطلب ظهور قوانين جديدة تعكس مواصفات خاصة بالترموديناميك، كعدد أبعاد الجاذب مثلاً، وزمن التنبؤ، الخ.

غير أن دراسة ظاهرات أخرى كشفت عن تنوع وتعقيد الظاهرة الفوضوية. وأمكن في بعض الحالات استنتاج قوانين عامة تحكمها، أو تحديد مراحل معينة لظهورها. ففي تجربة فريدة أجريت على حركة التدوّم، دُرست دوّامة مبسطة إلى أقصى حدّ ممكن، وتبين أن المظهر الخارجي الفوضوي لها ينجم عن تشكيلات متتالية فائقة التعقيد يتناوب فيها النظام والفوضى والتدوّم! ومن جهة أخرى، سمحت طريقة التصفية، وهي النظرية التي تدرس انتشار وباء أو حريق أو مرض أو غاز، بإيجاد قوانين عالمية تحكم ظاهرات مختلفة، وقد دعيت بقوانين وباء الفوضى. وتبين من خلال هذه الطريقة أن اتصال مجموعتين عبر حدين، كمنطقتي انتشار وباء أو حريق، لايمكن أن يتم إلا إذا تجاوز نسبة 60% في كل منهما تقريباً. وبالمقابل، فإن التشكل العشوائي لحالات الاتصال بين الخلايا الشعرية الرئوية يخلق مجموعة من الممرات ذات الحجوم غير المتجانسة، إنما التي تبين تطابقها القصيمي، أي أن كل جزء صغير منها كان صورة مطابقة للجزء الكبير. ويسمح هذا النموذج الهندسي "الفوضوي" للعلماء بوصف دقيق لضبط تبادلات الجزيئات الكبيرة بين الدم والأنسجة.

وسمحت فيزياء الأجسام الصلبة بتطوير مناهج دراسة الانتقال الإلكتروني في صلب فوضوي. وبالمقابل فإن الترموديناميك والفوضى وعلم الدوامات موازيات تطورت كثيراً. وما بين هذين المجالين هناك مجال رحب لظهور أفكار جديدة. وكان من أهم نتائج دراسة إلكترونات المواد الصلبة الفوضوية ما يلي: كلما كانت الفوضى أكبر، كانت الخصائص الجهارية لمادة أقل تعلقاً بتفاصيل بنيتها المجهرية. وإضافة لذلك تبين أنه في جسم بلوري لاتشوهات فيه يكون الإلكترون، الذي يتصف بكلية الحضور في وسط فوضوي، متوضعاً على العكس من ذلك بدقة كاملة. ولمكن لهذا الحديث أن يقودنا إلى مقارنة بسيطة للفوضى في عالمي الميكانيك الكوانتي والميكانيك الكلاسيكي، وذلك تحديداً في مجال عكوسية أو لاعكوسية الحركة. فعندما ندرس توزع كرات البليارد على الطاولة انطلاقاً من تشكيل ثابت، نجد أننا نصل بسرعة إلى توزع فوضوي. والسؤال هل ضاعت في هذه الحالة ذكرى الحالة البدئية؟ بشكل مبدئي لا. فمعادلات الحركة لنظام فوضوي تكون محددة دوماً، ويمكن مبدئياً حلها بشكل عكسي. أي أن كل كرة فوضوية على طاولة البليارد يمكن أن تعيد نظرياً مسارها بشكل عكوسي حتى النقطة البدئية. أما عملياً، فالذاكرة البدئية ضاعت. وينجم هذا التعارض عن إحدى النتائج الغريبة للتباعد الأسي للمسارات. فمن المستحيل العودة بالزمن حسابياً بشكل دقيق، وذلك أن المسارات حساسة جداً لشروط البدء. وتدوير أو تقريب بسيط جداً في الأرقام، الأمر الذي لامفر منه في الحسابات، يُتَرجم بأخطاء أكثر فأكثر كبراً كلما جربنا إرجاع المسار إلى فترة ماضية أبعد. وهكذا يميل المسار لنسيان نقطة الانطلاق ما أن يصبح زمن المسير طويلاً نسبياً. وتلكم هي بالضبط علاقة الفوضى بالزمن كما سنرى لاحقاً. لكن على المستوى الكوانتي لانستطيع أن نأخذ بهذه العلاقة. فقوانين الفيزياء الكوانتية هي قوانين الريبة بجوهرها. ومع ذلك، فقد بينت تجارب حديثة على الحاسوب لذرة هيدروجين متأينة إمكانية الرجوع إلى الحالة البدئية بالضبط، بينما لم يستطع الحاسوب تحقيق ذلك وفق الحسابات الكلاسيكية. وتطرح هذه التجارب دون شك جانباً دقيقاً من مفهوم الفوضى على المستوى الكوانتي لايزال العلماء يحارون في تفسيره.

فيزياء الفوضى
ترتكز فيزياء الفوضى على الدراسات والتحليلات الإحصائية بشكل أساسي، والتي تطبق على ظاهرات تشمل عدداً كبيراً من العناصر التي لانعرف سلوكها بشكل جيد، إنما تتشابه رغم ذلك مع غيرها. وكلما كان عدد العناصر أكبر، كانت النتائج الوسطية أفضل، مما يؤدي إلى ظهور القوانين الوسطية التي يمكن تطبيقها على الديمغرافيا والبيولوجيا وعالم الجسيمات والألعاب والاقتصاد ومجالات أخرى كثيرى لاتخطر لنا على بال. وقد أسس هذه الفيزياء لودفيغ بولتزمان :L.Boltzmann (1906-1844). ويسعى الميكانيك الإحصائي لفهم خصائص المادة على المستوى الماكروسكوبي انطلاقاً من وصف ميكروسكوبي. وصعوبة دراسة العالم المجهري تتأتى من أعداد عناصره الهائلة. فلدراسة ا سم3 من الماء. علينا أن ندرس عدد أفوكادور من جزيئات H2O التي يحويها، أي 1023 جزيء تقريباً. فكيف يمكن دراسة تأثير كل جزيء على المستوى الجهاري؟ إن ذلك ممكن فقط كون هذا التأثير مهملاً، وإلا لما أمكننا حل هذه المسألة لأن أي حاسوب لايستطيع دراسة عدد مماثل من العناصر دفعة واحدة.

إن المثال الكلاسيكي في دراسة الفيزياء الإحصائية هو مثال الجسيم المتحرك بشكل عشوائي انطلاقاً من نقطة ثابتة. وإذا اعتبرنا أن سرعته وخطواته متساوية، إنما اتجاهات سيرة عشوائية، فسنكون أمام احتمالات هائلة، فكيف إذا غيرنا سرعته أو خطواته أو أبعاد الفراغ الذي يتحرك فيه، أو إذا تعددت العناصر المتحركة؟ والسؤال الذي يُطرح هنا، بعد ن خطوة على أية مسافة سيوجد السائر بشكل وسطي؟ وما هو الاحتمال إذا حددنا الفترة الزمنية للمسير لكي يصل إلى نقطة معطاة؟ وما احتمال تلاقي سائرين؟ وما هي الفترة الزمنية التي تفصل التقاءين متتاليين؟ إن هذا المثال يمكن أن ينطبق على ظاهرات كثيرة كانتشار الحرارة مثلاً. لنحاول الآن تحديد الإطار الذي يعطيه الفيزيائيون لمفهوم الفوضى، ولنأخذ غازاً في حالة التوازن ضمن حجرة مغلقة. تشبه الجزيئات فيه بتدافعاتها الحركة الفوضوية التي يمكن لمجموعة كبيرة من الكرات الصغيرة تشكيلها وهي تنقذف عشوائياً في مكان محدد. وهنا يبرز مفهوم العشوائية مما يحتم اللجوء إلى الاحتمالات وقوانين الإحصاء. كذا يبدو المفهوم الإحصائي رديفاً لاينفصل عن تعبير الفوضى، أكانت الاحتمالية فيزيائية أم بسبب قصر إدراكنا. غير أن صفة الاحتمالية غالباً ما تعكس نقص معلوماتنا. والحق أن إحدى طرق قياس الفوضى المقرونة بظاهرة فيزيائية يكمن في قياس نقص المعلومات المتعلق بها. وهذا يعطينا أول تمييز دقيق بين مفاهيم الفوضى والاحتمال ونقص المعلومات.

لقد سمحت الأبحاث الحديثة حول "الأنظمة الديناميكية" و"الفوضى" بإلقاء ضوء جديد على الفوضى ونقص المعلوماتية. كما وسمحت بربط مفهومين كانا يبدوان متناقضين: تحديدة القوانين التي تحكم نظاماً فيزيائياً ونقص المعلومات المتعلقة بهذا النظام. إن تعبير الأنظمة الديناميكية يشير إلى كل صيرورة متطورة زمانياً يتعلق فيها المستقبل بشكل محدد بالماضي، كالنظام الشمسي مثلاً. ففي هذا النظام تتحدد الحركة بمعرفة السرعات والمواقع الابتدائية للكواكب. وتسمى هذه الإحداثيات بدرجات الحرية. ويساوي عددها عدد الكواكب مضروباً بستة حيث لكل كوكب ثلاث مركبات سرعة وثلاث مركبات موقع. إن مجموعة من ن إحداثي تميز نظاماً خلال لحظة معطاة تعتبر مثل نقطة في فراغ مجرد من ن بعد، يُدعى فراغ المرحلة. ويمكن لهذه الإحداثيات أن تمثل بالنسبة للبيولوجي عدد أفراد مجموعة حيوانية، أو إشارة كهربائية للقلب، وبالنسبة للاقتصادي أسعار المواد الأولية، الخ... وتهدف الأبحاث حول الأنظمة الديناميكية بشكل أساسي لتمييز المسارات في فراغ المرحلة، وذلك عندما نتبعها خلال زمن طويل جداً، بل ولانهائي. وتحديد المسار ابتداء من شرط ابتدائي (أي الموضع البدئي للنقطة الممثلة في فراغ المرحلة) هو بالتأكيد المنهج المباشر للتنبؤ بشكل تفصيلي بتطور النظام. وكان يُعتقد أن حاسوباً ضخماً بشكل كاف يمكنه تحقيق ذلك بالدقة المطلوبة لكل مسألة من هذا الشكل. لكن فيما بعد تبدى خطأ هذا الاعتقاد.

من الأسئلة الهامة التي ظهرت في دراسة الأنظمة الديناميكية، كيف سيسلك النظام المعتبر إذا انتظرنا لفترة طويلة؟ هل سيصل إلى وضعية الجمود حيث لايتغير شيء بعد ذلك مع مرور الزمن؟ ذلكم ما يحصل مع نواس يفقد طاقته بالاحتكاك. أم أن النظام سينتهي إلى حركة دورية، كحركة الكواكب حول الشمس مثلاً؟ يوافق ذلك في فضاء المرحلة منحنى ينغلق على ذاته يُدعى "دوراً محدوداً"، بينما في الحالة الأولى يوافق كل التوقف نقطة ثابتة. لكن النقطة الثابتة والدور المحدود ومؤثرات جاذبة أخرى بسيطة هندسياً ليست الإمكانات الوحيدة. فثمة أنماط أخرى من الجواذب تدعى بالغريبة، وتكون مرتبطة بسلوك فوضوي لنظام ديناميكي. ولايمكن للجواذب الغريبة أن توجد إلا في فراغ مرحلة له أكثر من بعدين، ويكون لها بنية هندسية متشابكة وتحتل منطقة محدودة في فراغ المرحلة. غير أن الفوضى الهندسية لمثل هذه الجواذب ليست كلية، إذ تبقى آثار النظام الرياضي المتضمن في المعادلات ماثلة فيها. وثمة لهذه الجواذب بشكل خاص بنية منثنية، ومنثنية على نفسها مرات أخرى، بل وملتفة على نفسها عدداً لانهائياً من المرات. كذا فإن الجواذب الغريبة هذه هي عبارة عن قصيميات Fractals. والقصيميات هي بنية هندسية تحافظ على المظهر نفسه مهما كانت التضخمات التي تصيبها. ولابد لنا من وقفة مع هذه القصيميات.

كانت الهندسة حتى وقت قريب تعتبر جافة كونها لاتستطيع التعامل مباشرة مع نماذج طبيعية كالقيم أو الجبال أو الأشجار الخ. ومع ذلك، فثمة في عمل الطبيعة ما يشعرنا بأنه يرتكز على تفاصيل دقيقة. وهذا ما قاد بونوا ماندلبور B.Mandebort عام 1975 إلى وضع هندسة جديدة تختلف اختلافاً جذرياً عن الهندسة الإقليدية. ودعاها بهندسة القصيمات. والتسمية اللاتينية fractals مشتقة من الجذر franger الذي يعني كسر أو شرخ ومن الصفة fractus التي تحمل معنى اللاانتظام والتكسر. وأراد ماندلبور جمع هذين المعنيين في كلمة قصيم*. وهكذا فإن هذا المعنى بالنسبة لماندلبور يشتمل على الشكل والصدفة والبعد. ولم يكن أحد يتوقع ما أثارته هذه القصيميات في تطبيقاتها الرياضية والفيزيائية والبيولوجية. بل والفلسفية. فقد تبين أن لها أهمية فائقة في دراسة الظاهرات الفوضوية بشكل خاص. ونميز رياضياً بين حجوم هذه القصيميات التي تتراوح بين المتناهي في الكبر والمتناهي في الصغر. فإذا لم يكن القصيم محدوداً فإن حجمه الأعظمي يكون لامتناهياً في الكبر. وإذا كان محدداً بكرة فإن حجمه الأعظمي يتحدد بقطر هذه الكرة. وإذا لم يكن القصيم محدداً وكان يقطع مكعباً طول ضلعه ل، فإن حجمه الأعظمي بالنسبة للقطع يكون من رتبة الضلع ل. وبحسب الحالة، تشكل هذه التفاصيل ألسنة أو خلجاناً أو أكمات أو جزراً، أو حتى أكداساً من النقاط، مما يظهر أن مفهوم القصيم يرتبط بمفهوم اللاانتظام وبالتجزئة معاً. وقد شملت نظرية القصيميات اليوم كافة النظريات الفيزيائية والشواذات أو حالات الخروج عن النظام، وأوجدت هندسة أشمل للفوضى تبدو فيها حالات الانتظام هي الطفرات البسيطة في الكون. وتلعب هذه النظرية دوراً أساسياً في دراسة شكل الغيوم والسواحل والجبال وتوزع المجرات في الفضاء والدوامات المبددة في السوائل. وفي كافة هذه الحالات لم تكن الدرجات المدروسة تتجاوز حداً أدنى موجباً إلى حد أقصى. وفي حين لعبت القصيمات دوراً ناجحاً في العالم الجهاري، أدخلتها الفيزياء في دراسة الظاهرات الحرجة لتسد فراغاً كبيراً حيث لم يكن هناك هندسة موافقة لهذ المجال. وقد تم تعريف القصيمات المتناظرة فيزيائياً، أي التي لاتتغير مع أي تغير طارئ، مما فتح باباً جديداً أمام العلماء، وبخاصة العاملين منهم في مجال الجسيمات الأولية.

وتقدم لنا هذه القصيمات ميزة جوهرية لـ "الفوضى المحددة"، ألا وهي "الحساسية تجاه الشروط البدئية". فإذا انطلقنا في نظام منتظم الحركة من شروط ابتدائية متجاورة وتقع في الإطار الجاذب نفسه، فإن المسارات المتبعة في فضاء المرحلة ستنتهي بأن تتقارب إلى النقطة الثابتة نفسها أو نحو الدور المحدود، وستكون مختلف هذه المسارات متزامنة في الزمان بالنسبة لبعضها بعضاً. وهكذا تتمايز المسارات بسرعة بالنسبة للأنظمة الفوضوية. وخلال وقت قريب نسبياً تبدو وكأن ليس هناك ما عاد يجمعها، هذا إذا استثنينا أنها في فضاء المرحلة تبقى في جوار الجاذب الغريب. إن هذه الحساسية تجاه الشروط البدئية تقلل من قيمة التحديدية، والتي يمكن وفقها التنبؤ بأية صيرورة أو تطور. وحتى بقبولنا أن القوانين الفيزيائية محددة، فإن حالات اللايقين التجريبية التي لابد منها تؤدي إلى أننا لانستطيع أبداً أن نعرف بدقة الحالة البدئية لنظام ما. فإذا كان النظام منتظماً تكون الانحرافات وحالات اللايقين بسيطة ويمكن حسابها. أما إذا كان فوضوياً فإنها ستتسع مع الوقت بشكل كبير. إن المسافة التي تفصل المسارات التي كانت متقاربة في المبدأ ستتباعد بنسبة ك ز (حيث ك معامل ليابونوف). وهكذا فإن التنبؤ بتطور نظام ما يصبح مجرداً من أي معنى، على الأقل على المدى البعيد، طالما أن هذا التطور يتعلق بالشرط الابتدائي.

هكذا سقطت أسطورة التقدير المسبق المطلق. وكان الميكانيك الكوانتي قد وجه ضربة قوية للتحديدية بقوانينه الاحتمالية. ولم يعد أحد من العلماء اليوم يعتقد بإمكانية تحقيق تنبؤ بعيد المدى في مجال الأحول الجوية أو المناخ مثلاً. لكن السؤال هل الفوضى المحددة استثناء أم قاعدة؟ الواقع أن هذه النظرية تبدو وكأنها تشمل أبسط الأنظمة. ففي حين كان جيبس Gibbs وبولتزمان يعتقدان أن العدد الكبير للجزيئات هو المسؤول عن الفوضى التي تسود غازاً مستقراً، تبين اليوم أنه ليس من الضروري أن يكون النظام معقداً جداً. فثلاث درجات من الحرية يمكن أن تكفي ليكون هناك فوضى محددة. وهذا يعارض الفكرة القديمة بأن الفوضى تعني عدداً كبيراً في درجات الحرية. وربما كانت هذه الفكرة السائدة هي التي منعت العلماء من الاهتمام بأعمال بوانكاريه حول الفوضى حتى عام 1970. ومع ذلك، لايزال دور الفوضى غير مفهوم تماماً في الفيزياء. كيف يتم الانتقال من النظام إلى الفوضى؟ وهل آلية هذه الانتقالات عالمية أم أن هناك عدداً كبيراً أو محدوداً منها؟ كيف تظهر درجات الحرية؟ ما يهمنا الآن هو أن الأبحاث الجارية في نظرية الأنظمة الديناميكية وفي فيزياء الأوساط الفوضوية سمحت بالبرهان أن الفوضى ليست شيئاً لايمكن سبره ودراسته، أو أنها تخلو من أية أهمية، بل أنها على العكس تماماً جزء من غنى كون مليء بالأسرار.

يتبع ...
النظام والفوضى في الفيزياء
تقودنا الأسئلة السابقة إلى محاولة فهم الفوضى والنظام في إطارهما الفيزيائي بقدر ما يكون ذلك ممكناً. إن الطبيعة تقدم لنا باستمرار الأمثلة على النظام والفوضى وعلى حالات الانتقالات بينهما. من منا لم تدهشه هندسة ندفة الثلج، ومن منا لم يحاول الإمساك بها يوماً فإذا بها تتحول إلى نقطة ماء؟ يبدو لنا أن تعريف النظام أمر سهل، لكنه في الحقيقة أصعب من تحديد ماهية الفوضى. فالتطور الطبيعي يميل نحو الفوضى بحسب المبدأ الثاني في الترموديناميك. وبشكل أبسط، فإن كل مظاهر الطبيعة هي تعقيدات فوضوية. فالخلائط في النهاية هي مظهر فوضوي. الصخرة مثلاً، أو الهواء، أو الغيمة هي أشياء خليطة يسهل دمج مكوناتها أكثر بكثير من فصلها وتحديدها. ولقد بات بالإمكان منذ أعمال جيبس وبولتزمان شرح وحساب درجة الفوضى في نظام مادي. لكن هذه الأعمال نفسها تقدم للمرة الأولى إمكانية علمية دقيقة لتحديد النظام. وعلينا أن نتذكر دائماً أن النظام والفوضى كانا باستمرار جوهر وأساس التطور النظري في الفيزياء. فلقد شكل النظام مثلاً في عصر مكسويل تناقضاً خطيراً في مفهوم الحقيقة الفيزيائية بنتيجة التمثيلين السائدين آنذاك: فقد كان يُفترض أن نموذج الميكانيك النيوتوني قادر على تفسير كل نظام فيزيائي، وبالتالي كان يجب إيجاد القوانين نفسها المطبقة في العالم الجهاري في العالم الصغائري. غير أن هذا التمثيل الميكانيكي كان مؤسساً على العكوسية في الحركة (حيث يكفي إبدال إشارة + بـ – في المعادلات). ولكن كيف كان يمكن القبول عندها بتفسير للظاهرات اللاعكوسة على المستوى الجهاري بحركات عكوسة على المستوى المجهري؟ وكان لابد عندها من التخلي عن التحديدية الكلاسيكية السائدة وإدخال الاحتمال في قلب الظاهرات، بحيث أمكن تجاوز هذا التعارض.

كذلك فإننا نجد تراتبية واضحة لمفهوم النظام في الحقيقة الفيزيائية الواحدة. فنحن نستطيع وصف حركة غاز كما نراه من خلال قانون ماريوط – غي – لوساك Mariotte-gay-Lussac، في حين أننا على المستوى الجزيئي نلجأ إلى نماذج النظرية الحركية للغازات المؤسسة على قوانين الاحتمال، أما على المستوى الكوانتي فعلينا إدخال معادلات جديدة. إن هذه التراتبية أساسية بالنسبة للفيزيائي. وهي تسمح له بتعيين نظام أو فوضى قياساً إلى نظام أو فوضى آخرين. وينطبق ذلك بشكل ما على قوانين الترموديناميك. فالترموديناميك يرتكز على مبدأين رئيسين، الأول منهما هو انحفاظ الطاقة بجوهره. أما المبدأ الثاني فهو خاص بالأنظمة التي تتميز بعدد كبير من درجات الحرية. ومؤداه أن الفوضى تزداد مع الزمن، أو تبقى ثابتة بالنسبة للصيرورات العكوسة. ونلاحظ أنه ينطبق على الأنظمة الكبرى فقط، كون الأنظمة الصغرى لاتتضمن مفهوم النظام بشكله الواسع. فعندما يكون لدي كتاب واحد، لايكون ثمة معنى لتصنيفه أو ترتيبه في مكتبة. والمثال الشائع على المبدأ الثاني هو أن كل شيء حار يبرد. فلماذا تجري الأمور على هذا النحو؟ السبب هو أن كل شيء في الطبيعة ينحو إلى الاستقرار. فعندما نخلط غازين في زجاجة واحدة نلاحظ أنهما يصلان إلى توزع متجانس بعد حين. فإذا كانا من الأكسجين والآزوت يمكن تفسير تجانس الهواء الناتج من تساوي تركيزات التشكيلات الحاصلة. ويمكن تمثيل الأمر على النحو التالي: إذا رمينا النرد وحصلنا على 1 نضع جزيء أكسجين، وإذا حصلنا على 2 أو 3 أو 4 أو 5 وضعنا جزيء آزوت، أما إذا حصلنا على 6 فنعيد رمي النرد، وهكذا. وبالتالي فإننا نحصل على الهواء فقط لأن احتمال عدد الرميات (W) الممكنة المختلفة الموافقة لتركيز يساوي 20% من الأكسجين أكبر بكثير من أي احتمال آخر يمكن أن يؤدي إلى تركيز آخر. وتبين الحسابات أنه لو أردنا رؤية الغازين ينفصلان من تلقاء نفسهما دون أي تدخل، لكان علينا انتظار 10250 سنة في حين أن عمر الكون لايرجع إلا لنحو 1016 سنة فقط.

لقد حاول الفيزيائيون منذ زمن طويل تكميم الفوضى. واستخدم لهذا الغرض مفهوم الإنتروبي Entropie. وكان مفهوم الطاقة الموافق للمبدأ الأول في الترموديناميك قد اشتق من خاصية الانحفاظ الكمية الأساسية، مما أدى لتقبله بسهولة. وعلى العكس تماماً كان الأمر بالنسبة لمفهوم الإنتروبي الذي ظل غامضاً بسبب محتواه الكيفي نسبياً فيما يتعلق بالفوضى وباللاانتظام وباللاعكوسية. والحق أنه من السهل تعميم وتحديد عدد التشكيلات W الموافق لقيم معطاة من التحولات الجهارية (هي التركيزات هنا). أما الحساب الدقيق لـ W فيمكن أن يكون أكثر صعوبة بكثير. لكن الصعوبة الحقيقية كانت ربطه بالترموديناميك. وقد بولتزمان هذه الصعوبة بالعلاقة التي قدمها نحو عام 1875، معرفاً فيها الإنتروبي الإحصائية بالشكل: S = K log W، حيث S الإنتروبي، وK ثابت بولتزمان، وW يمثل عدد التشكيلات المجهرية المتوافقة مع التقييدات الجهارية المفروضة على النظام. ونلاحظ أنه كلما كان النظام أغنى بالتشكيلات الممكنة، كلما كانت هذه الإنتروبي أكبر. وعلينا الإشارة إلى أن مفهوم الإنتروبي هذا يختص بحالات الاستقرار التي يمكن للنظام بلوغها ضمن صيرورة لاعكوسة. ويعد هذا التعريف هو التعريف المجهري الذي يمكن ربطه بالتعريف الجهاري المعطى في الترموديناميك بالعلاقة: ، أي أن الإنتروبي S هي مكاملة الحرارة Q على تغير عكوسي ابتداء من درجة الحرارة T = 0. وهكذا يمكننا استخلاص تعريف للنظام في الميكانيك الإحصائي اعتماداً على مفهوم الإنتروبي. فحالة النظام تتحقق عندما يكون: W = 1 و S = 0.

بعد أن حددنا مفهوم الإنتروبي بدقة، يبقى علينا أن نعرف "الفوضى المحددة" التي سبق وذكرناها. لقد بين بوانكاريه منذ القرن الماضي أنه يمكن أن يكون حتى للحركة المحددة بدرجات قليلة من الحرية بعض صفات الحركة الفوضوية. نقول عن حركة محددة أنها حركة فوضوية محددة عندما تتحقق الصفات التالية: عدم التكرار، وعدم إمكانية التنبؤ المستقبلي بها، ومرور النظام بالضرورة بكافة الحالات المجهرية التي تصادفه (érgodicité). وهكذا نميز بين الفوضى التي يزداد فيها اللاتعين بشكل أسي، والفوضى المحددة التي يزداد فيها اللاتعيين بشكل خطي.

قد نظن من خلال تعبير "الفوضى المحددة" أنه بالإمكان حساب هذه الفوضى ولو عن طريق الحاسوب. إلا أن المسألة في جوهرها تتعلق بتحديد الحسابات. فما هو صحيح في تحديد البدايات أو الشروط البدئية صحيح أيضاً في التكرارات. فعلى مدى كل مرحلة من الحسابات تدخل أخطاء جديدة ناجمة عن التدوير. فكل عدد يُمثل في الحاسوب بعدد من البيت Bits، والتي نلقمها بعد التقريب لأن ذاكرة الحاسوب محدودة فيزيائياً. وبالتالي فليس بإمكاننا معالجة الأعداد الحقيقية تفصيلاً. وهكذا لايمكن تعويض البيت التي فقدت، لكنها تشارك مع ذلك في حساب المسارات في الفوضى المحددة بقدر مساهمة الأعداد المبرمجة نفسها. وبالنتيجة، ستكون النتائج التي نحصل عليها خاطئة وليست تقريبية. ومن هنا استحالة التقدير على المدى البعيد. لكن هذا النقد الرياضي بحت، وهو لايمسّ الفوضى المحددة الفيزيائية.
النظام أم الفوضى، أم النظام والفوضى؟
سأحاول أن أعالج فيما يلي الفكرة الجوهرية التي طالما أرقت الفلاسفة حول إمكانية نشوء النظام من الفوضى، والأثر الذي تركه العلم حول هذه النقطة في الفلسفة الحديثة. ويمكن التعبير عن هذه الفكرة بشكل عام جداً بالشكل: "إن الأقل يمكن أن يولّد الأكثر". والأخذ بهذا المبدأ، الذي سندعوه (ب) فيما يلي، يطرح مشكلة إبستمولوجية دقيقة وشائكة. ومع ذلك لنحدد منذ البداية أن الصعوية لاتنشأ إلا في حالة النشوء الآني للنظام. وقد اعتمدت الفلسفة الغربية حتى فترة قريبة نسبياً مبدأ مخالفاً لـ (ب)، ندعوه (أ). ووفق هذا المبدأ "لايمكن للأقل أن يعطي الأكثر". وكان هذا المبدأ يبدو مطلقاً، وبخاصة من حيث يمكن عده موازياً لمبدأ السببية.

يعبر جيلسون E.Gilson عن المبدأ (أ) بالشكل: "كل ما يملك بدرجة معينة كمالاً ما، فإنما يحمله من مشاركته بهذا الكمال مأخوذاً بشكله المطلق" (أي كسبب أولي). ويستخدم ديكارت بشكل أوضح هذا المبدأ بقوله في تأملاته Méditations: "إن العدم لايمكن أن يعطي شيئاً، بل إن ما هو أكمل، أي ما يتضمن في ذاته حقيقة أكثر، لايمكن أن يكون ناتجاً أو متعلقاً بما هو أقل كمالاً...". وعندما ينقد كانط الحجة الأنتولوجية (أي المختصة ببرهان وجود الكائن)، فإن نقده يوجه أساساً للروابط بين الضرورة المنطقية والوجود الحقيقي، لكنه لايمسّ هذا المبدأ أبداً. أما هيغل الذي يقبل بصلابة البرهان الأنتولوجي ontologique، فإنه يطور (في (lecons sur la philosophie de l’histoire موضوعاً يرتكز على المبدأ (ب). فنراه يدافع عن فكرة أن الأفعال الإنسانية تنشأ عن الفوضى، وأن البشر يتصرفون وفق أهوائهم ورغباتهم،وأن ذلك كله يقود مع ذلك إلى تقدم الفكر والمنطق مع الزمن. وبعد هيغل نجد عند سبنسر Spencer برهاناً مطولاً حول "لا ثبات المتجانس" يقلد فيه أفكاراً موافقة للمبدأ (ب). ويعبر باشلار Bachelard عن فكرة ضرورة التمايز، أي اختفاء التجانس بين العناصر المتفاعلة بقوله: "إنه من الأفضل لكي تشكل العناصر نظاماً ما أن يتوفر داخل كل نظام تنوع رياضي أساسي بين المركبات". ولاشك أننا نستطيع أن نرى في هذا التنوع الرياضي تفسيراً مقبولاً للفوضى، ضمن منظور نشوء الكون من الفوضى. ويؤكد بيير داكو (في مؤلفه علم النفس الجديد وطرقه المدهشة) على المبدأ الثاني (ب) من خلال تناوله لمفهوم الإنتروبي. فهو يرى أن الفناء ليس إلا تحولاً، الأمر الذي يعد قانوناً طبيعياً. ثم نراه يتساءل إذا لم يكن هناك وجه آخر للإنتروبي، ألا وهو ازدياد معارف الإنسان ووعيه مع أن بدنه يبدأ بالهرم منذ ولادته. ومع وجود قانون الموت، لكن الحياة لاتنقص برأيه، وهو يستشهد ببرغسون الذي يقول: "لايبدو أبداً موت الأفراد تناقصاً في الحياة بشكل عام. والحياة لم تجهد أبداً لإطالة وجود فرد من الأفراد." وهكذا يتعلق هذا الثبات وهذه الديمومة برأي بيير داكو بمبدأ وحيد تكون المادة عبئاً عليه. وهكذا سيعود الوعي إلى مصدره الأول بعد التخلص منها.

إن الأمثلة المذكورة آنفاً تبين احتدام المواجهة بين أنصار المبدأين (أ) و(ب). والحق أنه منذ عصور قديمة جداً كان ثمة تقليد يمكن ربطه بطريقة ما بالمبدأ (ب)، لكن هذا التقليد ظل خارج الأطر المتعارف عليها والمقبولة. والخيمياء أحد الأمثلة على ذلك. فمن البوتقة (الفوضى) يخرج الذهب (النظام). وعمل الأسود (الفوضى) يسبق عمل الأحمر (الذهب) والأبيض (النظام). وصعوبة قبولنا بالمبدأ الثاني (ب) ناجمة عن كون المبدأ الأول (أ) سائداً في حياتنا اليومية (كالتحلل اليومي) حتى يبدو لنا طبيعياً. أما ملاحظة ظهور النظام في الطبيعة فهي أقل عموماً، باستثناء الظاهرات البيولوجية والنباتية والتي ليست ظهورات آنية للنظام في النهاية. فالنباتات والحيوانات تولد وتنمو مشكلة أنظمة مفتوحة تتبادل المادة والطاقة مع محيطها،وهي بعيدة عن الاستقرار. أما الفيزياء فتقدم لنا بعيداً عن التوازن الترموديناميكي مقولة هامة، مفادها أن الفوضى القصوى ليست القاعدة، ولاشيء يمنع من نشوء نظام زمني أو مكاني. ومن أشهر الأمثلة على التشكل الآني للبنى المنتظمة تجربة الفيزيائي الفرنسي بينارد Bénard. فقد اكتشف أن بنية على شكل خلايا نحل تتشكل فجأة، كما ولو بقفزة، وذلك عندما نسخن سائلاً ما إلى حدّ معين. ويمكن لهذه التجربة وتجارب أخرى أن تؤكد لنا أنه في نظام مفتوح يمكن تشكل بنى أو حالات منتظمة، وأن هذه الحالات تتشكل من خلال تنظيم ذاتي حقيقي. إلاّ أنه لايمكن ملاحظة هذه الظاهرات الآنية بحق إلاّ في المختبرات. ومن الأمثلة عليها خلايا بينارد التي ذكرناها، وحلقات ليسفانغ Leisevang، والتجارب المسماة بقبيل الحيوية prébiotiques، وتفاعلات زابوتنسكي Zhabotinsky وغيرها. والعلماء الذين يجروه هذه التجارب هم الأكثر تعلقاً بإمكانية أن يكون المبدأ (ب) مبدأ طبيعياً. لكنهم ما أن يتركوا مجال الملاحظة التجريبية لمحاولة تقديم تفسير نظري حتى يظهر عجزهم، وذلك لسببين الأول هو تعقيد المسائل المطروحة حتى عندما تبسط إلى أقصى حد فيزيائياً. ثم هناك التناقض الظاهري بين ما يُلاحظ والقانون الثاني في الترموديناميك، أي علاقة الإنتروبي والفوضى.

إن المسألة الحقيقية المطروحة في الساعة الحاضرة هي تحديد مضمون المبدأين (أ) و (ب) المتعارضين، والعاملين معاً في الطبيعة، لمعرفة فيما إذا كانا يمثلان سيرورتين متعارضتين أم يوافقان بالأحرى اختلافاً ناشئاً عن طريقة المراقبة ووجهات نظر المراقبين. فإلى أين وصلت تأملات وأبحاث العلماء في هذا الاتجاه؟ لقد أدى اهتمام الباحثين بمسألة ولادة النظام من الفوضى إلى انتشارها في مختلف العلوم، وكان من نتائجها ملاحظة المبدأ الثاني في ظواهر مختلفة. ففي الفيزياء والفيزياء الكيميائية والبيولوجيا، هناك أمثلة عديدة على النشوء والتكون حيث يكون النظام ملاحظاً فيها بشكل مباشر، بل إن العلماء يحاولون أن يبينوا التشابهات من خلالها بين ما يتأتى عن العالم غير الحي وما ينجم عن العالم الحي. (نذكر في هذا الإطار أعمال لـ (1910)Leduc، و(1917) d’Arcy Thompson، و(1927)Ghyka، و(1967) Jenny، وzhabotinsky و (1973) Zaikin، و (1974-1973) Winfree، و (1974) Weiss، و(1978) Stevens، و (1980) Bouligand …). وفي البيولوجيا تقريباً، إنما في العالم الأعمق الفيزيائي الحيوي الذي لايمكن مراقبته بنفس سهولة السابق، قدمت الأعمال حول التكون الحيوي (أوباران Oparin 1965 وتوماس Thomas 1967) ما يمكن أن يذكي الفكر حين بينت مثلاً إن تفريغات كهربائية (وهي فعل فوضوي) في غاز بسيط جداً (هو نظام بسيط) يمكن أن تؤدي إلى إنتاج حموض نووية ونيوكليوتيدات (وهي نظام أكثر تعقيداً).

وكانت معظم الدراسات والأبحاث التي ذكرناها ضمن محاولات لتقديم تفسير نظري لها، إن بمساعدة نماذج خاصة، أو اعتباراً من منظورات أكثر عمومية استمدت أسسها من الديناميكا النوعية ومن نظرية المعلومات ومن ترموديناميك السيرورات اللاعكوسة (أتلان 1977-1972 Atlan، وينفري 1974 Winfree، يريغوجين 1977 Prigogine، نيكوليس Nicolis وبريغوجين 1977...). وعلى الرغم من كافة هذه الدراسات والنقاشات النظرية، لايمكننا القول إن المسألة الإبستمولوجية قد حُلَّت، وذلك أساساً لأن المفاهيم المستعملة، وبخاصة مفهوم النظام، لاتزال حتى الآن غير محددة بدقة.

لقد شهدت هذه الأبحاث خلال العقد الأخير تقدماً ملموساً وبخاصة بفضل أعمال تونلات Tonnelat (1978) التي تحققت في إطار لغة الترموديناميك. فقد بيّن أن الربط بين الإنتروبي والفوضى، الذي أخذ به كحقيقة مثبتة منذ كلاوزيوس Clausius وبولتزمان، ليس ربطاً ضرورياً. ويفصل تونلات نشوء النظام عن تناقضه الظاهري مع المبدأ الثاني في الترموديناميك الأمر الذي يُعدّ خطوة حاسمة نحو رؤية أكثر واقعية للمسألة. ويؤكد تونلات أيضاً أنه من الضروري تحديد على أي مستوى (مجهري، أي إدراكي تصويري، أو جهاري أي مراقبة وتجربة) تتوافق الصفات التي نقدر درجة فوضاها أو نظامها، ومعرفة حقيقة هذه الصفات (هل هي تموضعات مكانية أم سويات طاقية). كذلك نجد في أعماله ملاحظات هامة وضرورية على التماثل الشكلي البحت بين الإنتروبي والمعلومة، الأمر الذي يستحق تعميقاً كبيراً من الباحثين.

نرى إذن بشكل حاسم أن مسألة نشوء النظام لاتزال حتى الآن غامضة، وذلك بشكل أساسي بسبب غموض مفاهيمنا. ويبدو مع ذلك أن بعض طرق الفهم بدأت تتمايز. وبعد أبحاث تونلات، هناك عدة نقاط تستحق أن نقف عندها: أولاً، هناك إجماع يمكن أن يتحقق حول أن النظام يفرض ظهور "تمايزات" (وضعيات مميزة لبعض العناصر على الأقل في الفضاء الموصوف)، وبالتالي إلى ظهور حركات قسرية غير متجانسة قادرة على حفظ هذه التمايزات (أو الشذوذات). ومن المهم أن نقرن هذه النظرة بأفكار سبنسر حول "تضاعفأأ النتائج"، وأيضاً بأفكار بريغوجين وفورستر Foerster حول دور التموجات والضجيج. ثانياً: أحب أن أشير أيضاً إلى الربط الذي غالباً ما يطرح بين النظام والتعقيد، الأمر الذي ليس إلا مصدراً جديداً للتشويش، وبحسب التعاريف المعطاة لهذين المفهومين نجدهما أحياناً يتوافقان وأخرى يتعارضان. وفي هذا الإطار أشير مثلاً إلى أفكار تيار دو شاردان حول نشوء الفكر التي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بمفهوم التعقيد، لكن ليس كنظام بالمفهوم الشائع للكلمة، بل كتركيزات على مستويات مختلفة تتمركز حول نقطو واحدة أو في جوارها، مما يؤدي إلى انبثاق كثافة طاقية ناتجة في الأساس عن خيار وحيد بحسب تعبير بريغوجين كما سنجد لاحقاً. ثالثاً: يمكننا الإشارة إلى أنه، قبل أي مقابلة أو معارضة بين المفاهيم المفروضة، يجب أن نحدد بدقة بأية مواصفات وعلى أي مستويات من الوصف تتعلق بالنسبة للنظام المعتبر. رابعاً وأخيراً: إن فهم السيرورات المسببة لتزايد أو تناقص النظام يتطلب تمييزاً واضحاً بين التي تنتج عن التفاعلات بين الأنظمة، وتلك التي تنتج عن التفاعل بين نظام ووسط موصوف بمعاملات عامة، وعن تلك التي تنتج عن تطور آني. ومن وجهة نظر إبستمولوجية، لاتكون الحالتان الأولى والثانية دقيقتين كالثالثة. ومن هنا أهمية التمييز بينها. والحق أن الخلط بين هذه الحالات ليس نادراً أبداً، مما يعقد بشكل خاص توضيح وفهم المفاهيم. فمثلاً سنخطئ إذا فهمنا المثال الذي أوردناه لهيغل أنه يصور تطوراً آنياً. والحق أن معاملات النظام التي تظهر على مستوى الجماعة الاجتماعية ترتبط، حتى ولو برابطة غير مباشرة، بمقصد كل فرد، أي بصيرورات تقع على مستوى آخر من الوصف حيث تتفاعل أنظمة مختلفة فيما بينها.

إن انعكاس المبدأ الثاني (ب) يبدو واضحاً على أعمال مدرسة بروكسيل، إن الحياة تتصف بالنظام: فالتحول الغذائي في الخلايا يتطلب توافق آلاف ردود الفعل الكيميائية،وهذا ما يدعى بالنظام التوفيقي؛ كذلك فإن الشيفرة الوراثية تحدد ترتيباً للجزيئات يسمح مثلاً بتخصص الإنزيمات: ذلكم ما يُدعى بالنظام البنائي أو المعماري. غير أنه يبدو أن ثمة لاتوافقاً بين المبدأ الثاني في الترموديناميك وظهور الحياة المنتظمة. لكن الباحثين في مدرسة بروكسيل قلبوا الآية، وعلى رأسهم بريغوجين. فهو يرى أن التشكيلات البيولوجية حالات معينة من اللاتوازن. وتتطلب هدراً مستمراً للطاقة وللمادة. ومن هنا جاء اسمها بالبنى المبدِّدة. ويكتب بريغوجين: "لقد ظهرت الحياة من خلال تتابع حالات غير مستقرة. وبالتالي فإن الضرورة، أي التشكيل الفيزيائي الكيميائي للنظام والضغوطات التي يفرضها عليه الوسط، هي التي تحدد عتبة اللااستقرارية للبنية، أما الصدفة، فهي التي تقرر أي تموج (أو تغير) سيتسع بعد أن تكون البنية قد بلغن هذه العتبة ونحو أي تشكيل، ونحو أي نمط وظيفي ستتجه من بين كافة الأنماط والتشكيلات التي تجعلها ضغوطات الوسط ممكنة". وهكذا، نرى أنه بالنسبة لإيليا بريغوجين يكون دور الصدفة أو العشوائية دوراً محدوداً. فهو يُقلَّص إلى خيار واحد من بين إمكانيات كثيرة مختلفة، في حين يكون هذا الخيار بالنسبة لجاك مونود J.Monod عشوائياً تماماً.

ولاشك أن النظرية النوعية للبنى لاتزال في بدايتها، وينتظر العلماء تطورات هامة بصددها في المستقبل القريب. ومن المهم أن نلاحظ منذ الآن أن الحياة تشتمل على بنى منتظمة (من نمط البنى التي يمثلها الإيقاع القلبي) وعلى بنى فوضوية (من نمط الصيرورات العصبية التي يشطل الدماغ مركزها). ولكن في هذه الحالة الأخيرة نرى بوضوح أن القصيمات متضمنة في الدماغ، أي أن النهايات العصبية وتفرعاتها تخضع في النهاية لنظام عام وإن كان يصعب تحديده في نسق أو في معادلة محددة. ويبدو أنه من المنطقي، أمام عمومية هذه السيرورات، الاعتقاد بأن هذه الأنظمة تمثل ديناميكية مرتبطة بجواذب غريبة أمكنها أن تلعب كذلك دوراً في ولادة الظاهرات الحية. فنحن نعلم أن بنية نديفة الثلج تحفظ أثر بعض صفات الشروط التي جرت وفقها سيرورات تحولها إلى جسم صلب. كذلك فإن مراقبة بعض المكثفات العضوية biopolyméres يمكن أن تكشف عن بعض الشروط في اللااستقرار التي سبقت السيرورات التي سمحت بتشكلها. وهذا هو البرنامج الذي يعمل فيه فريق بروكسل حالياً.

إن فهمنا لنص القانون الثاني في الترموديناميك يتبلور شيئاً فشيئاً. ففي الأنظمة المعزولة كان هذا المبدأ مرتبطاً بفكرة التحلل. وبالنسبة للأنظمة الحية، فإن هذا المبدأ يقدم على العكس إمكانية سيرورة تشكل ذاتي. ترى ما هي انعكاسات هذا المبدأ كونياً؟ ذلكم هو السؤال الصعب. فنحن عندما ننظر للكون كله كبنية واحدة، علينا أن نأخذ بعين الاعتبار الإنتروبي والثقالة على حدّ سواء. غير أن الصلة بين الترموديناميك والثقالة لاتزال مجهولة، على الرغم من بعض النجاح الجزئي لبعض النظريات في إطار نظرية الثقوب السوداء. والسؤال المطروح الآن هل أن الكون مأخوذاً بكليته خاضع لتطور دوري أن أنه سينتهي إلى تحلل لاعكوس؟ وهل يجب علينا أن نختار بين الكون الدوري والكون الإنتروبي؟
خاتمة
وبعد.. لعل الفوضى الكونية هي مفتاح جديد للمعرفة. أما كيف يمكن أن يكون ذلك، فمن خلال كونها الوجه المقابل للنظام. فعلينا ألا ننسى أبداً أن النظام مفهوم نسبي، كما أن الفوضى هي مفهوم نسبي أيضاً. فكلاهما يُبرز وجهاً من وجهي الحقيقة الواحدة. وقد يكون اعترافنا بالوجه المقابل للنظام، أي الفوضى، إقراراً منا في النهاية بأن علمنا الحديث لم يستطع استيعاب الحقيقة كلها. فالحقيقة أوسع من أي منهج أو علم أو نظرية كما يبدو لنا. والمعرفة الحقة هي التي تستطيع سبر الحقيقة في الفوضى والنظام معاً. فنحن لانستطيع كما رأينا تعريف النظام دون الفوضى، أو الفوضى دون النظام. كذا، فإن المسألة الحقيقية التي تستحق أن نقف عندها مطولاً ليست "النظام أم الفوضى"، بل مقدرتنا المعرفية نفسها وطريقة تطويرها وتوجيهها.

في الحضارات القديمة. نجد إصراراً على تعميم النظام في الكون، بعد أن سادته الفوضى البدئية. لكننا نفهم من أساطير الشعوب القديمة أن هذه الفوضى البدئية نفسها كانت تمثل الإمكانيات الكامنة والقادرة على إنجاب النظام. فتيامات كانت تظهر أحياناً بصورة الشر، وأحياناً بصورة الخير. ومن جسمها شُكِّل العالم المنظم. ولم تكن هذه الكمونات في الحقيقة سوى أولى تجليات المطلق. فالتعبير الدقيق للفوضى بالمصطلح القديم هو العماء، ويمكننا تفسيره بأنه الهيولى الأولية التي انبثق منها الكون، الكون فما فيه من نظام وفوضى. ترجع كلمة عماء في الميثولوجيا اليونانية إلى خاوس Khaos، وهو الوجود الذي سبق الخلق، وكان كاملاً بقدرته الكامنة، ثم لعب دور رحم العالم.

إن بوذية زن Zen تعطينا تصوراً أدق لهذه النقطة، فالحقيقة نفسها تكمن خارج نطاق الزمن، في حين أننا نريد أن نراها في الصيرورة الزمنية. إن البدء بحسب الزن، أو المفهوم المطلق، أو الحقيقة المطلقة، حاضر أبداً. فالزمان الماضي هو الآن، والزمان المستقبل هو الآن، وبالتالي فإن حقيقة الفوضى والنظام على حد سواء هي وهم، لأن النظام والفوضى هما من نتاج الزمان. فالصيرورات الزمنية هي التي تطرح مسألة اللاتعين على المدى البعيد للظاهرات التي تبدو منتظمة على المدى القريب. والصيرورات الزمنية هي أيضاً التي تجعلنا نميز بين التوازن واللااستقرار. وباختصار فهي التجلي الكوني كله، وبحسب المصطلح الهندوسي فهي مايا Maya، أي وهم. فليس من حقيقة إلاّ الحاضر الأزلي. والحاضر الأزلي لايمكن معرفته بنظام أو بفوضى؟ بمنهج أو بلا منهج. فهل أن هذا التحول في المسار العلمي ينطوي على تحول داخلي في نظرتنا المعرفية؟ وهل سيؤدي هذا الصراع القديم في الفكر البشري بين الفوضى والنظام إلى تجاوز هذه الثنائية إلى المعرفة المباشرة والحدسية، والمطلقة، والتي يصفها كريشنامورتي بقوله: "إما أن نعرف كل شيء، الآن، ههنا.. أو لانعرف شيئاً"؟!


المراجع

- LA SCIENCE DU DESORDRE, LA RECHERCHE (SPECIAL), , n332, MAI, 1991.

- ORDRE ET DESORDRE EN PHISIQUE, J.LAMBERT ET J.VILLAIN, ENCYCL. UNIVERSALIS, ENJEUX, P.331, 1985.

- ORDRE ET DESORDRE EN BIOLOGIE, Y.BOULIGAND, ENCYCL.UNIVERSALIS, ENJEUX, P.342, 1985.

- LES FRACTALES / B.MANDELBORT, UNIVERSALIS, ENJEUX, P,319, 1985.

- HASARD ET NECESSITÈ, I.PRIGOGINE ET I.STENGERS, ENCYCL. UNIVERSALIS, LES ENJEUX, P.324, 1985.

- LE CHAOS DETERMINISTE, H.HAKEN ET A.WUNDERLIN, LA RECHERCHE, NO:225, P.1248, 1990.

- LA THÉORIE DES SYSTÈMES: QUELQUES QUESTIONS PHLOSOPHIQUES, LES ENJEUX, P.546, 1985.

- 1S THE SOLAR SYSTEM IN CHAOS?, ASTRONOMY, MAY, 1990.

- L’ORDRE CHAOTIQUE, M.DUBOIS, P.ATTEN, P.BERGÉ, LA RECHERCHE, NO:185, FÉVRIER 1987.



* يعرف القصيم رياضياً بالشكل: إذا كان لدينا مجموعة ما S في فراغ RE، فإنها تدعى قصيماً إذا كان بعد هوشدورف سيكوفيتش لها أكبر تماماً من بعدها التبولوجي.
_____________

المصدر
http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=85467.new#new

الأربعاء، 16 ديسمبر 2009

تنتقل عن طريق الهواء والحليب والأجبان

دبي- العربية

أصيب العشرات في اوربا وأميركا ببيكتيريا "كيو" المسببة لحمى الماعز. وأعلنت مصادراعلامية تسجيل حالات اصابة بالبيكتيريا في الدول العربية وخاصة في الخليج وبهذا يكون العالم في مواجهة وباء لا يقل خطورة عن سابقيْه،
وذلك بحسب تقرير للعربية الأربعاء 16-12-2009.

لم يلتقط العالم أنفاسه بعد من أخبار انتشار H1N1 حتى بدأ الحديث عن إنفلونزا الماعز،و بحسب الاطباء فأن انفلوانزا الماعز او Q FEVER تسببه بكتيريا من نوع Coxiella burnetii تصيب الانسان و حيوانات اخرى كالماعز والاغنام و المواشي و حتى القطط و الكلاب.

وتنتقل هذه البكتيريا عن طريق الهواء والإفرازات والسوائل الحيوانية التى تخرج من الحيوانات المصابة كالحليب و الاجبان ,و تدوم فترة الحضانة بين تسعة الى اربعين يوما.

و تتمثل اعراض المرض عند الانسان: ارتفاع مفاجئ لحرارة الجسم تصل الى الاربعين و نصف درجة تستمرعند بعض الحالات من اسبوع الى اسبوعين مصاحبة برعشة في الجسد وتعرق، اضافة الى صداع قوي و الام في العضلات
كما يصاب المريض بالالتهاب في الحلق و سعال جاف وغثيان، يليه تقيؤ واسهال و آلام في البطن و الصدر.

وبينت التحاليل ان اغلب الذين يصابون بهذا المرض يشكون من خلل في وظائف الكبد يتطور بعد فترة إلى التهاب الكبد الوبائي و ينصح الاطباء بالتوجه الى الطبيب مباشرة بعد ظهور احد اعراض المرض ليتم التأكد من الاصابة بانفلوانزا الماعزعبر تحاليل الدم.

شاهد اضغط هنا

عودة للأعلى
تعليقى الخاص الان المؤمنون با الله لن يبحثوا عن الترياق بل سيعزوا ذلك الى غضب الله على عبادة !!وعلى معيزة
ولا حولا ولا قوة الا با العقل

المسيحية برؤية ملحدة !

المسيحية ..
هي أكبر ديانة على وجه الأرض من حيث عدد التابعين الذين يبلغون أكثر من 2 مليار إنسان.
هي ديانة عمرها حوالي ألفي عام و تعتبر من أقدم الديانات في العالم.
تنتشر المسيحية في أوربا و الأمريكتين و شمال آسيا و جنوب غرب أفريقيا و أستراليا.
و مع أن الذين لا يؤمنون بالمسيحية في العالم هم اكثر بكثير من الذين يؤمنون بها إلا أن معظمهم من أتباع ديانات أخرى و ليسوا ملحدين أو حتى لادينيين. و قد تعرضت المسيحية للنقد من هؤلاء و أولئك, فالكثير من المسلمين قد إنتقدوا المسيحية و هاجموا الكثير من مزاعمها و لكن بوجهة نظر إسلامية. يعني مثلا حين ينتقدوا عقيدة التثليث المسيحية فهم ينتقدوها من زاوية الوحدانية الإسلامية لله الفرد الصمد. و حين ينتقدوا شريعة الزوجة الواحدة فهم ينتقدوها من زاوية إباحة تعدد الزوجات و هكذا. و مع ان الاوربيين قد مارسوا نقد المسيحية من وجهة نظر ملحدة في كثير من الاحيان إلا أن الثقافة العربية ينقصها مثل تلك الرؤى الملحدة خصوصا أن معظم الملحدين من اصل مسلم و ليس لديهم إطلاع كبير على المسيحية أو حتى ليسوا مهتمين بها. لذلك كان من المفيد كتابة نقد إلحادي للمسيحية عن طريق تفكيكها إلي عناصر أولية و من ثم غربلة كل عنصر من تلك العناصر.
من الممكن تفكيك الديانة المسيحية إلي عدة عناصر كالتالي :
1- الأساطير
2- العقائد
3- التعاليم
4- الطقوس
5- التاريخ

أولا : الأسطورة المسيحية

تنقسم المسيحية في الواقع إلي ديانتان : اليهودية و المسيحية
و للديانتان كتابين : للأولى العهد القديم و للثانية العهد الجديد
و مع ان اليهودية لا تعترف لا بالمسيح و بالمسيحية إلا أن المسيحية و المسيحيين لا يزالوا يتمسكون بكل تفاصيل العهد القديم و يؤمنون بكل ما في هذا الكتاب أنه موحى به من الله شخصيا. و بالتالي فإن الأسطورة المسيحية تشمل الكتابين التوراة و الإنجيل و يعود الفضل لبولس الرسول في ربط السياق الدرامي للأساطير التوراتية بالأسطورة المسيحية في الإنجيل ليقدم لنا رواية شديدة الإثارة لها نكهة شكسبيرية هي قصة الخلاص.
و تتلخص قصة الخلاص لمن لا يعرف في الآتي :
هناك إله عظيم قوي قادر هو الله هذا الإله هو بطل الرواية حيث يبدأ الفصل الاول في التكوين على ان الله خلق السماوات و الأرض لكن في الفصول الباقية كما في أشعياء و دانيال و غيره يكشف لنا المفسرون المسيحيون عن قصة مثيرة وقعت قبل خلق السماوات و الأرض ..
حيث أن الله يبدو أنه قد سام الوحدة في وقت من الاوقات في زمنه الممتد إلي ما لا نهاية و قرر أن يخلق الملائكة و كان لديه ملاك رائع و جبار هو سطنائيل (زهرة بنت الصبح) و هذا الملاك جاء عليه يوم و فكر أن يتكبر و يتعالى على الله و لكن الله علم بما يدور في خلد الملاك سطنائيل و عاقبه و مسخه إلي شيطان ..
12 كيف سقطت من السماء يا زهرة بنت الصبح كيف قطعت الى الارض يا قاهر الامم 13 و انت قلت في قلبك اصعد الى السماوات ارفع كرسي فوق كواكب الله و اجلس على جبل الاجتماع في اقاصي الشمال* 14 اصعد فوق مرتفعات السحاب اصير مثل العلي* 15 لكنك انحدرت الى الهاوية الى اسافل الجب
(أشعياء الإصحاح رقم 14 )
طبعا هناك من الملائكة من إتبع هذا الملاك الساقط فتم مسخهم أيضا و من هنا يبدأ التاريخ و يبدأ الصراع الطويل بين الخير المتمثل في الله طبعا و بين الشر المتمثل في الشيطان عدوه اللدود.
بالطبع يحزن الله قليلا ثم يقرر أن يخلق كائنا جديدا و يكون على صورته و مثاله و يرفعه فوق كل المراتب بدلا من الملائكة الساقطين و هكذا يخلق الإنسان بعد ان خلق له الكون كله ..
الله يشترط على الإنسان شرط واحد لإستمرار الود بينهما و هو أن لا ياكل من الشجرة التي في وسط الجنة لأنه يوم ياكل منها موتا يموت و لكن الشيطان يتحايل و يتجسد في صورة حية متكلمة و يغري حواء بالأكل من الشجرة و حواء بدورها تقنع آدم بالأكل منها و من ثم ينقطع حبل المودة بين الله و الإنسان و يضطر الله آسفا إلي طرد آدم من جنته الجميلة ..
و لكن الله يلعن الثلاثة وقتها و يعد بخلاص الإنسان في نفس الوقت :
14 فقال الرب الاله للحية لانك فعلت هذا ملعونة انت من جميع البهائم و من جميع وحوش البرية على بطنك تسعين و ترابا تاكلين كل ايام حياتك* 15 و اضع عداوة بينك و بين المراة و بين نسلك و نسلها هو يسحق راسك و انت تسحقين عقبه* 16 و قال للمراة تكثيرا اكثر اتعاب حبلك بالوجع تلدين اولادا و الى رجلك يكون اشتياقك و هو يسود عليك* 17 و قال لادم لانك سمعت لقول امراتك و اكلت من الشجرة التي اوصيتك قائلا لا تاكل منها ملعونة الارض بسببك بالتعب تاكل منها كل ايام حياتك* 18 و شوكا و حسكا تنبت لك و تاكل عشب الحقل* 19 بعرق وجهك تاكل خبزا حتى تعود الى الارض التي اخذت منها لانك تراب و الى تراب تعود
( التكوين الإصحاح رقم 3 )
يقول المفسرون المسيحيون أن نسل المرأة يسحق رأس الحية تعني أن المسيح الذي هو من نسل المرأة سيسحق رأس الشيطان و تكون تلك اللعنة و النبوءة في آن واحد هي نهاية الفصل الاول ..
في الفصول اللاحقة الله يختار شعبا بعينه ليكون شعبه الخاص تحضيرا للبشر لميلاد المخلص المسيح و يرسل لهم أنبياء وراء أنبياء في طابور طويل لا ينتهي و من ثم يخطئ شعب إسرائيل مرات كثيرة و يقع في مصائب كثيرة فيرسل الله لهم مخلصين صغار ترميزا للمخلص الكبير الذي هو المسيح.
ثم في النهاية و في ملء الزمان يأتي المخلص مولودا من إمراة لم تمارس الجنس مع أي رجل ( هكذا يقولون ) و هذا المخلص الجبار هو المسيح : الله شخصيا يتدخل في القصة.
بالطبع الفكرة مثيرة و ترضي غرور الإنسان جدا و هذا ما يجعل لها جاذبية و يزيد من متعة الرواية فالمسيح له قدرات خارقة حيث يستطيع ان يشفي المرضى و يقيم الموتى و يعلم ما في العقول و القلوب و يتحكم في الطبيعة و المناخ و يمشي على المياة و يحول الماء إلي خمر و يخرج الشياطين و يغفر الخطايا .. ألخ
بالإضافة إلي أنه خطيب مفوه و مجادل بارع و حبيب النسوان ( حب من طرف واحد ) و إبن بار بأمه و قوي الشكيمة و وسيم طبعا .. بإختصار بطل من أبطال الأساطير الشرقية التقليديين. و لديه أيضا تعاليم خارقة في مثاليتها و كمالها و قد تصادف أن تلك التعاليم ملزمة لكل الناس لكي لا يدخلوا جهنم بعد قيامة الاموات ..
سنأتي لموضوع التعاليم بعد ذلك و لكننا الأن نستعرض قصة الخلاص المسيحية.
المهم ان المسيح يكمل مهمته الإنتحارية من أجل خلاص البشرية فيموت على الصليب ثم ينزل إلي الجحيم و يفك أسر الناس الموعودين بالخلاص ثم يصعد إلي جسده المدفون و يقوم من الاموات معلنا خلاص البشرية و الإنتصار على الشيطان و من ثم ..
يعدك المسيح أنه سينقذك من عذاب جهنم لو انك فقط آمنت به و إتبعت تعاليمه و كنت من أبناؤه المخلصين.
نهاية القصة : تصفيق حاد و تصفير .. برافو برافو

القصة جيدة بوجه عام ..

لها حبكة متكلفة و تبدو مثل الأفلام الهندي لكن بقية التسلسل الدرامي جيد و نكهة وليم شكسبير تفوح من كل حكاية في العهد الجديد بالذات. أما أكثر المواقف الدرامية التي تعجبني في تلك الرواية فهو موقفين على وجه الخصوص :
- موقف قبلة يهوذا للمسيح في بستان جثيماني :
48 فقال له يسوع يا يهوذا ابقبلة تسلم ابن الانسان ( لوقا : الإصحاح رقم 22 )
هذا الموقف يذكرني برواية يوليوس قيصر لشكسبير حين يكتشف يوليوس قيصر أن بروتس هو أحد الذين يقتلونه فيقول له : حتى أنت يا بروتس .. إذن فليمت قيصر.
قبلة يهوذا و طعنة بروتس هما أكثر موقفان يرمزان للخيانة في التاريخ الدرامي كله و لذلك فإن هذة المواقف من المواقف التي لا تنسى من أي رواية ..
- أيضا موقف الصلاة في بستان جثيماني :
39 ثم تقدم قليلا و خر على وجهه و كان يصلي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس و لكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت
( متى – الإصحاح رقم 26 )
هذا الموقف يذكرني برواية هاملت لشكسبير أيضا حيث يقول هاملت : أكون أو لا أكون .. تلك هي المسألة
الموقفان لهاملت و المسيح يكشفان الصراع الوجودي داخل النفس البشرية حيث يصارع بطل القصة نفسه لكي يقبل المهمة الملقاة على عاتقه. فالمسيح في رواية الخلاص يصارع نفسه لكي يقبل المهمة الإنتحارية الموكلة إليه حيث الصلب و المهانة من أجل خلاص البشرية و هاملت يصارع نفسه من أجل مهمة الإنتقام من عمه قاتل أبيه ..
يعني المسيح هنا يشبه يوليوس قيصر أحيانا و يشبه هاملت أحيانا أخرى و يشبه هرقل بطل الأساطير في أحيان ثالثة و بالتالي فإن القصة لها نكهة شكسبيرية جميلة و بناء درامي رائع و صراع وجودي للبطل مع ذاته و مهمة إنتحارية و صراع بين الخير و الشر ..

قصة ممتازة و ينقصها فقط أن تكون حقيقية ..

المسيحية يمكن تلخيصها بأن المسيح قد ولدته أمه بعد أن تزوجت من إله و الذي يستطيع أن يجعل أي إنسان يحيا للأبد لو تناول من بعض الخبز و الخمر الذي يتحول إلي لحمه و دمه و أخبره بطريقة تخاطرية أنه قد قبله ربا و سيدا.
هذا المسيح قد أرسله والده في مهمة إنتحارية لإصلاح الطبيعة البشرية التي فسدت حين خدع ثعبان متكلم إمرأة مصنوعة من ضلع رجل و جعلها تأكل تفاحة من شجرة سحرية. كل المسيحيين يؤمنون بقصص الثعبان المتكلم و الشجرة السحرية و الخبز الحي و الدم المحيي و المهمة الإنتحارية التي جاء المسيح من اجلها.
القصة صعبة التصديق و لا يمكن ان تكون قد حدثت فعلا بكل تأكيد و لكنها قصة جميلة و خيالية على أي حال و بناءها الدرامي ممتاز و مطعمة بلاهوت غامض و تعاليم بوذية الأصل فيكون الناتج النهائي هو المسيحية كما يقدمها لنا المذهب الكاثوليكي بالذات.
بالطبع هناك من يحب الأفلام و الأساطير الهندية و هذا من حقه و لكن من يحتمل إنسانا يصدق أن أميتاب باتشان يستطيع ضرب مئات من اعداؤه بقبضة عارية أو أن سوبرمان حقيقي أو ان كل الأبحاث العلمية و المعملية قد أثبتت أن سبايدر مان موجود فعلا ..
الخيال مقبول كخيال, يمتعنا كخيال و يوحي إلينا بأشياء في الواقع, لكن تجاهل الواقع و تصديق الخيالات هو قلة تكيف مع الواقع و قلة شجاعة أيضا. و بالطبع يصم صاحبه بالعته و الجنون.
إن المسيح كبطل رواية شكسبيرية هندية الأصل هو بطل جذاب و محبوب و لكنه لا يتعدى أن يكون بطل قصة خيالية. لا يمكن لاحد ان يتعبد لهرقل في الزمن الحالي لأن من المعروف أنه خيال فقط. لكن هناك مع ذلك في العالم الكثير من الأطفال الكبار الذين يؤمنون فعلا بأن المسيح كان يمشي على الماء و يقيم الموتى.
ربما كان المسيح موجودا و ربما لم يكن, فالتاريخ و المؤرخين لم يحسموا أمرهم بهذا الخصوص بعد و هناك فيلم مثل zeitgeist يقدم رؤية لها إعتبارها تفيد بان المسيح لم يكن موجودا قط. لكن على أي حال حتى و لو كان موجودا فلا يمكن أبدا أن يكون هو المسيح الأسطوري صاحب المعجزات و الخوارق ..
أتصور أنه إنسان يهودي بسيط سافر للهند و أعجبته التعاليم البوذية فراح يعلمها لليهود و هو يجادلهم من التوراة لكي لا يتم فضح أمره (لأن اليهود متعصبين للغاية لدينهم) فإتبعه العديد من الناس و ظنوه إلها .. هذا كل شيء و القصة في هذا الإطار تبدو منطقية جدا. أما ما عدا ذلك فالقصة لا تحتمل ان تكون حقيقية لأنه بجانب أنها أسطورية هناك الكثير من الثغرات المنطقية فيها ..
مثلا لماذا خلق الله المخلوقات إن كان لا يحتاجهم ؟ و لماذا خلق الشيطان و هو يعرف أنه سيخطئ ؟ و لماذا لم يقتله او يسجنه في بداية القصة إن كان يستطيع ذلك ؟ و لماذا تركه يغوي الإنسان ؟ و لماذا لم يسامح الإنسان بدلا من إرسال نفسه في مهمة إنتحارية بعد آلاف السنين ؟
طبعا هذا بجانب : كيف كان المسيح يمشي على الماء ؟ و كيف يكون الخبز و الخمر هما جسده و دمه و هو جالس و سليم في العشاء الرباني ؟ و كيف أنجبت مريم المسيح بدون ان تمارس جنسا ؟ و كيف تم تحويل الماء إلي خمر في عرس قانا الجليل ؟
المرء يستطيع أن يسأل العديد و العديد من أسئلة "لماذا" ؟بجانب المئات من أسئلة "كيف" ؟ و لن يجد إجابة على أيهما.
في النهاية لا يمكن للمرء أن يتخطى فترة المراهقة إلا و هو كافر بالمسيحية ..
http://www.ladeenyon.net/forum/viewtopic.php?f=11&t=32134

الإثارة قبل الجنس.. تزيد احتمال الانجاب

الإثارة قبل الجنس.. تزيد احتمال الانجاب




قال طبيب بريطاني إن ممارسة الرجال للجنس بشغفٍ وفي جو مليء بالإثارة والحميمية يزيد احتمال خصوبتهم وإنجابهم للأطفال.

وبرأي الدكتور ألن بايسي¡ وهو محاضر في علم الذكورة وخصوبة الرجال في جامعة شفيلد ببريطانيا¡ فإن الأزواج الراغبين بالإنجاب غالباً ما يشكون من أن "ممارسة الجنس أصبحت أمراً روتينياً وميكانيكياً وهذا أمر خاطئ".

وقال بايسي وهو عضو أيضاً في جمعية الخصوبة البريطانية لصحيفة "ديلي ميل" يجب أن تكون ممارسة الجنس مليئة بالإثارة والاندفاع الشديد كما لو أن الزوجين يلتقيان لأول مرة".

وأوضح بأن ممارسة الجنس بهذه الطريقة ينعكس بشكل إيجابي على نوعية وكمية السائل المنوي¡ لافتاً إلى أن بلوغ المرأة للذروة الجنسية بشكل قوي يزيد فرصة تلقيح السائل المنوي لبويضاتها وبالتالي الإنجاب.

وأضاف إن الرجل يقذف حوالي 250 مليون نطفة خلال ممارسة الجنس وإذا ما مارس الجنس باندفاع وحميمية فإن هذا العدد قد يزداد بنسبة 50 بالمائة.

ودعمت هذا الرأي الدكتورة الأميركية جوانا إيلنغتون الخبيرة في علم النسل والتي ستبلغ مشاهدي برنامج " سباق السائل المنوي الكبير" " كلما كان الجنس جيداً كلما زادت فرص الإنجاب".

وأضافت " الشيء الذي لا يعرفه الرجال هو أنه كلما كانت الإثارة تتملكهم كلما استخدموا احتياطي السائل المنوي الذي لديهم"¡ مشيرة إلى أن ذلك يزيد فرصتهم في الإنجاب.
فوستا نت

الاثنين، 14 ديسمبر 2009

المدونه تخضع للجراحة

اعتذر اعزائى الضيوف
عن الخلل فى المدونه وذلك نتيجة لخطاء ارتكبتة اثناء محاولة وضع كود
اعتذر
.. قريبا تعود ...

تحذيرات من مخاطر اجهزة MP3 وIPod على السمع

تحذيرات من مخاطر اجهزة MP3 وIPod على السمع




دعت المفوضية الاوروبية الى تخفيض مستوى الصوت في اجهزة الموسيقى المحمولة مثل MP3 و IPod بسبب المخاطر التي تحملها مستويات الصوت العالية في هذه الاجهزة على حاسة السمع لدى مستخدميها.


ودعت المفوضية الى توحيد مستويات الصوت في هذه الاجهزة.

وتأتي هذه المطالبات بعد ان اشار تقرير نشر العام الماضي الى ان ما يقارب عشرة ملايين شخص في دول الاتحاد يواجهون خطر اصابة حاسة السمع لديهم باضرار دائمة بسبب استماعهم الى الموسيقى العالية بواسطة هذه الاجهزة لمدة طويلة.

ويريد خبراء الاتحاد ان تكون استطاعة الصوت الاساسية في هذه الاجهزة 85 ديسيبل مع امكانية الوصول الى 100 ديسيبل اذا رغب المستخدم.

ومن المقرر ان تعقد هيئات المواصفات والمقاييس في دول الاتحاد اجتماعات الشهر المقبل لبحث هذه المسألة فيما يرجح ان يتم التوصل الى اتفاق نهائي بحلول الربيع المقبل.

وتبين لدى اجراء الاختبارات على عدد من هذه الاجهزة ان مستويات الصوت في بعضها تصل الى 120 ديسيبل وهو ما يمائل الصوت الصادر عن طائرة نفاثة عند اقلاعها.

وقالت الدكتورة روبين يوه اخصائية السمع في احدى المستشفيات البريطانية انها تستقبل اعدادا متزايدة من الشبان الذي يعانون من مشاكل في السمع بسبب استماعهم الى الموسيقى العالية.

وشبهت الاختصاصية هذه الاصابات باصابات العمال بسبب الضجيج الصناعي في غابر الايام.

وحذرت من مخاطر مستويات الصويات العالية في هذه الاجهزة لانها تلحق "ضررا دائما بالسمع مما يترك اثارا خطيرة على الحياة الخاصة للمصابين وعلى حظوظهم في الحصول على فرص عمل".

http://www.bbc.co.uk
http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=90352.0

إغتصاب المحارم

اسماء الشطلاوي


إغتصاب المحارم

تزايدت مؤخراً وقائع زنا المحارم، التي تقع فيها الفتاة القاصر ضحية رغبات والدها، الذي يرغب في التهام براءة طفلته، التي ترغب في خوض التجربة رغبة من الضحية في التعرف على الجنس بعالمه.

الظاهرة لم تعد مقصورة على دولة بعينها، وإنما بكل قطر وبلد وقعت به جرائم مشينة مثل هذه، ولكن تزايدت مؤخراً ظهورها للعلن داخل المجتمع المصري، وهو مجتمع يعترف أشخاصه بميلهم للعادات والتقاليد ومع ذلك يقعون في السر بجرائم تخالف الشرع وعادت المجتمع وأعرافه.

للواقعة أسبابا متعددة، أهمها علاقة الزوج بزوجته، التي تزداد سوءا مع انخفاض مستوى المعيشة والتعامل بنوع من العنف والشدة لكثرة الخلافات بسبب ضيق اليد، وبطالة المرأة، وحصر انتباه الزوجة بأبنائها وسعيها المستمر لتأمين مطالب أبنائها، فيصاب الزوج بحالة من الضيق نتيجة تجاهل الزوجة له لانشغالها بمستقبل أبنائهم، الذين اقتربوا من مرحلة الشباب. والرجل عادة يكون اكثر علاقة بزوجته منه بالاولاد الذين يكونون من مسؤولية الام، وشعور الرجل بالعزلة ـ بعد أن يتعرض للتجاهل ـ يعرضه للوقوع تحت تأثير ضغوطات منحرفة ومنها اغتصاب الزوجة او التعرض لمحارمه لإشباع رغبات أعجزته الزوجة عن إشباعها، وهذا سبب لايتجاهله البعض. ودائماً يتمنى بعض الأطباء النفسيين حث وسائل الإعلام على تقديم برامج توعية للأسرة، خاصة المرأة التي يقل اهتمامها بالزوج بعد مرور عدة سنوات من الزواج وتخويف الزوجة وابتزازها من خلال وصف الحالة، التي يعاني الزوج منها إزاء تجاهلها له، الذي يكون في العديد من الحالات مشروع ونتاج سلوكيات ذكورية مثيرة للتقزز. ورغم أن اهتمام الزوجة بالابناء لايجوز ان نراه على انه الخطأ ، إلا انه لايجوز ان يكون على حساب الزوج وحقوقه إذا كان من بواعث الملل وحده. والواقع يشهد ان معظم الأزواج في العالم العربي يعانون من زوجاتهم في هذه النقطة، بسبب نقص معرفتهم بطرق العلاقة الصحيحة مع المرأة وطريقة احترامها، وإعتقادهم ان الجنس حق يجب انتزاعه، كما يفعل ذكر القطيع من اناثه..

السبب الثاني رفض الزوجة معاشرة زوجها لأي سبب من الأسباب ربما لاتكون الضغوط شرطاً فيها، وقد يكون عدم اقتناع الزوجة بزوجها من الأساس سببا أساسيا في فتور العلاقة الزوجية بينهما، التي تدفعه لالتهام براءة جسد نجلته، في ظل غياب طرق اخرى للتنفيس الجنسي، ليصبح البديل الاسهل هو طفلات البيت الفاقدين للحماية !

غير ان أهم سبب هو وصول الرجل لسن اليأس، وما يصاحبه من أعراض تتطلب معاملة الزوج في هذه المرحلة بطريقة معينة، وأثبتت بعض التقارير الطبية أن المسنين بحاجة إلى هرمونات أو منشطات لإصابتهم ببعض الأعراض، التي تشعرهم في أوقات معينة بأنه عاجزون جنسياً، على خلاف الواقع.

رغم أن الرجال أقل في معاناتهم من المرأة في سن اليأس، ولكن الأطباء أكدوا إصابة الرجل في سن اليأس بالانحسار الهرموني، ورغم أن الأبحاث أكدت أن إصابة الرجال بالاضطراب الجنسي في سن اليأس مازالت محدودة، إلا أن جرائم زنا المحارم تستوجب دراسات تفصيلية، خاصة أن عددا كبيرا من مرتكبي جرائم زنا المحارم ضد فتياتهن في سن اليأس.

انخفاض نسبة التيستوستيرون لدى الرجال تبدأ منذ بلوغ الرجل سن الأربعين، ونسبتها تصل من 1 إلى 2% كل عام، ورغم أن النسبة لاتنطبق على كافة الرجال إلا أنها تقترب إلى 25% من الرجال، الذين قاربت أعمارهم سن الـ 60 و الـ 80 عاماً ، وأعراض نقص التيستوستيرون أهمها:

1- الفتور وشعورالزوج بالخيبة والتعب.

2- ضعف الرغبة لجنسية وضعف الفحولة.

3- ضعف القوى العضلية وازدياد المعاناة من ألم الظهر.

4- تعكر مزاج الزوج وشعوره بالاكتئاب، وإصابته بحالة اهتياج ونوبات تعرق.

5- يرى بعض الأطباء أن عددا كبيرا من الرجال لايتعاملون بجدية مع أعراض دخولهم سن اليأس، وإصابتهم بأمراض خطيرة خلال هذه الفترة وبلوغهم هذه المرحلة، التي يصاب خلالها بعض الرجال بأمراض، منها تنخر العظام، ورغم سهولة وبساطة العلاج إلا أن تجاهل الزوج والزوجة يجعل الأمر خطيراً ويضرب المجتمع في عاداته وتقاليده، ويرى البعض أن التشخيص يتوقف على التأكد من نسبة التيستوستيرون في الدم من خلال فحص عينة من الدم لدى طبيب المسالك البولية أو إخصائي في أمراض الغدد، والعلاج يحدث بالحقن أو من خلال الأقراص.

6- يرفض عدد كبير من الرجال التوجه للطبيب لإخباره بالحالة التي يعانون منها وتطورات سن اليأس بسبب الخجل، ولكن يضطرون للذهاب إليه بعد ضعف الانتصاب، ورغم أن الدراسات الحديثة لم تثبت علاقة العجز الجنسي بانخفاض مستوى التيستوستيرون في الدم، والسبب هو أن الجنس ليس غريزة تظهر بيولوجيا عند الإنسان بتأثير الهرمون الذكري، وإنما هوعلى علاقة وارتباط وثيقان بشخصية الإنسان وتكوينه، وفقدان الحياة الجنسية ليس النتيجة المباشرة لتقدم العمر، بل هو انعكاس لموقف شخصي من الجنس أيضاً، ومع تقدم العمر يفرز جسم الرجل بعد بلوغ الخمسين هرمون النمو "الميلاتونين" وهرمون ديهايدروايبي اندروستيرون DHEA بشكل أقل، ويجري تركيب هذه المادة بشكل سلفات ديهايدرابيياندروستيرون في قشرة الغدة الكظرية ليعاد إنتاجها بشكل تيستوستيرون أو اوستراديول، ويتسبب نقص هذه المواد بالعديد من المضاعفات حيث تزداد عملية الهدم في العظام، وتتقلص فترات النوم ويضعف الجهاز المناعي عند الرجل، والأهم من ذلك هو أن قدرات الإنسان المختلفة تضعف وتتغير استجلاب الشحم، الذي يؤدي لارتفاع نسبة الكوليسترول في الدم ومعها ترتفع مخاطر الإصابة بجلطة القلب.

7- الأعراض كثيرة وأسباب إصابة الرجل بنوع من الكبت كثيرة، وتزداد مع ارتفاع الأسعار وقلة العمل وزيادة الضغط والقهر، الذي يتعرض له الرجل وعلى العكس يقدم عدد من الأزواج على العنف مع الزوجة ويمتد عنفه لجسد فتياته لتزداد ظاهرة زنا المحارم، التي وقعت حتى في بعض الدول الأوروبية، ولكن حوادثها في بلادنا اكثر خصوصاً مع علمنا ان العديدين يتفادون اشهار مثل هذه الشكاوي لمختلف الاسباب.

ويرى البعض أنه من الضروري دراسة ظروف أشهر الأباء الذين احتجزوا فتياتهم ومارسوا عليهن أنواعا مختلفة من العنف أهمها ممارسة الجنس مع بناتهن والضرب، ويرى البعض أنه من الضروري التنبه لهذه الظاهرة قبل أن تزداد، خاصة مع وجود بدائل للفتاة والأنثى، والتي من بينها غشاء البكارة الصيني الذي يساعد بشكل أكبر على رفع القداسة عن العلاقة الجنسية ماقبل الزواج داخل المجتمع بما فيه يرفع العوائق ويشجع الاوصياء وافراد الاسرة على انتهاك الحرمات في ظل تزايد انغلاق المجتمع الخارجي والانكفاء على الذات داخل العائلة لتنعزل فتختل القوى النفسية والبسيكولوجية نحو الداخل ايضا ، وظاهرة زنا المحارم لم تعد مقصورة على الأب، وإنما امتدت للاعمام و الاخوال والأشقاء وحتى الجد.

http://www.alzakera.eu/music/vetenskap/medsin/medsin-0110.htm

التصميم الذكى ينفى وجود الله

ان الحمد للعلم نحمد انفسنا عليه, و نعوذ بأخلاقنا من سيء الاعمال و الاقوال, و اشهد انني لم اقع على دليل يؤكد وجود اله, و اشهد ان جميع الاديان التي اطلعت عليها فاسدة.

اما بعد, فأن اصدق القول كلام العملاء, و شر الامور خرافاتها, و كل خرافة خدعة و كل خدعة كذبة, و كل كذبة مألها الانكشاف.

اوصيكم اخوتي في الانسانية بأتباع عقلكم السليم الرشيد, و احذركم من عصيانه و مخالفته امره, ما قل و كفى خير مما كثر و الهى.

في هذا اليوم الجميل من حياتنا الجميلة, التي تفيض جمالا و رونقا, لا محل له و لا مدرك له الا الانسان بعقله المستنير, و حواسه اليقضة و عقلة السديد, اكتب لكم موضوعا خطر في بالي منذ مدة طويلة, و رأيت ان اقدمه على لائحة المواضيع التي اجهزها للكتابة و التي كان يتمحور جلها عن التطور. خصوصا بعد صدور كتاب ريتشارد دوكنز الجديد و تفرغي للأطلاع عليه.

قررت ان اكتب عن موضوع اعم و اشمل قليلا من اثبات صحة التطور و ابطال خرافة الخلق من طين, و هذا الموضع يتكلم عن التصميم بشكل عام, و خصائصه ان كان الهيا, و ما معنى ان يصمم الله شيئا.



صفات الله المدعاة

لابد قبل الخوض في تداعيات التصميم الالهي, لابد من الوقوف على صفات الاله المزعومة التي ارى ( حسبما سيتضح لكم ) انها تتنافى مع مبادئ التصميم نظريا, و هذا الكون و كائناته عمليا. الترتيب حسب الاهمية.

الله علمه مطلق:

أي يعلم ما كان و ما سيكون, و لو ان ما كان لم يكن, فكيف كان ليكون, علم الله المطلق يعني انه يعلم الذرة و ما دونها, و المجرة و ما فوقها, يعلم الاسباب الازلية القدم, و التداعيات الابدية التأثير. هذا الاله لا تخفى عليه خافية لا في الارض و لا في السماء.


الله قدرته مطلقة:

أي انه لا تعصى عليه معجزة, و لا يخالف امره عاقل او جماد, و لا راد لأمره انس و لا جن, و لا معقب لحكمة قريب و لا بعيد. قدرته لا تحدها الاماكن او الازمان, لا تحدها الحوائط و الجدران, فعال لما يريد, و انما امره ان يقول له كن فيكون.


الله حكمته مطلقة:

و الحكمة هي فعل الفعل المناسب في المكان و الزمان المناسب, حيث لا يكون افضل من عمله ذلك في مكانه ذلك في زمانه ذلك شيء. و الحكمة مرتبطة بكمال العلم و القدرة, فمن كان علمه مطلقا و قدرته مطلقة, ليس له الا ان يقوم بالفعل في اصوب وجه و على افضل صورة.



بهذا ارجوا من القراء الكرام, ابقاء هذه الصفات المطلقة الثلاث ( العلم, القدرة, الحكمة ) في بالهم عندما نواجه هذه الصفات بصفات التصميم و المصمم, و عند بيان امثلة التصاميم الالهية و موافقتها لخصائص الاله.


ما الذي اقصده بالتصميم ؟

من خلال احتكاكي بالمؤمنين دائما ما نصل الى هذه الجملة ( انظر الى كذا, كم هو معقد و مفيد, لابد ان الله صممه). و هذا الامر مرده الى خرافة الخلق المنفصل في الاديان السماوية.

الاسلام وضح هذا جليا في ايات كثيرة على شاكلة ( افلا ينظرون الى الابل كيف خلقت ؟ ), و الاشارة ضمنيا الى ان مصمم هذا الجمل بالشكل الذي هو فيه, و بالمزايا التي يختص بها, هو الله.

و مثل هذه الاية ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لأيات لأولي الالباب ) و في هذه الاية بيان حكمة الله, من حيث انه بعلمه و قدرته و حكمته جعل التخالف بين الليل و النهار أية شاهدة على وجوده, لما في ذلك من صلاح للبشر و انتظام حياتهم.

و أيات مثل ( الم نجعل لع عينين, و لسان و شفتين ), فكان وجود العين المبصرة, و اللسان الناطق و الشفة المتحركة, دليل على علم و قدرة و حكة الله, و انه قد خلق ( و صمم ) هذه الادوات لتحقيق غاياتها.

و قد يصل الامر الى وصف عمليات طبيعية طويلة في هذا السياق:

( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الْأَرْضِ ثُمَّ يُخْرِجُ بِهِ زَرْعًا مُّخْتَلِفًا أَلْوَانُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَجْعَلُهُ حُطَامًا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِأُوْلِي الْأَلْبَابِ ) فكانت العملية كلها من تبخر الماء و تكاثفه, و تحركة و تجمعه و نزوله, و امتصاص الارض له, و خروجه في ينابيع, و استخدام النبات له في غذائه, و خروج ثمرات ذلك النبات, و موت النبات, عملية مترابطة الهية, صممها الله خالق الكون, و مبدع السماوات و الارض.


طبعا لا تختلف التوراة و لا الانجيل في هذا التصور للأله, من حيث العلم و القدرة و الحكمة, و في تبيان هذه الصفات في "مخلوقاته", و لكن لأختصار الوقت و الجهد و المال, سوف اكتفي ببيان النموذج الاسلامي, للأسباب المعروفة.


حقيقة التصميم:

يختلف تعريف التصميم بأختلاف المجال الذي يمارس فيه, فتصميم شعار يختلف عن تصميم قصيدة, او تصميم الازياء, او تصميم سيارة او مركبة فضائية, او تصميم خطة اقتصادية, او تصميم عملية جراحية.

من حيث التعريف, فأن اقرب وصف لما يدعي ذلك الاله, او من يعبده, نجده في الهندسة Engineering ليست الهندسة بالمعنى الضيق, بل بالمعنى الواسع الذي يشمل هندسة الطرق و البرمجيات و الهندسة الانتاجية, و الهندسة الجينية و الاحيائية.

الهندسة: هي الفن و الاحترافية في تطبيق المعارف و العلوم على المواد و الافكار للوصول الى الهدف المنشود.


سوف اخذ المقاربة الى هذا الموضوع من عدة جوانب:

اولا, مقاربة مفهوم الهندسة مع الصفات الالهية المدعاة.

ثانيا, تداعيات صفات الله المطلقة على منتجاته من منظور هندسي.

ثالثا, معاينة التصاميم الالهية من حيث تماشيها مع صفاته المدعاة.

رابعا, ضرب مثال تصميم سيارة حسب المنظور الالهي المطلق.


اولا, مقاربة مفهوم الهندسة مع الصفات الالهية المدعاة:

في تعريف الهندسة, فأن هذه الالفاظ في التعريف تقابل هذه الصفات الالهية.

الفن و الاحترافية: و تقابلها الحكمة.

حيث تكون عمل العمل المناسب في المكان المناسب في الوقت المناسب في الشكل المناسب, بحيث لا يكون انسب من هكذا عمل, للوصول الى هكذا نتيجة.


المعارف و العلوم: و يقابلها العلم.

حيث ان الله احاط بجميع العلوم و المعارف بعلمه المطلق الذي لا يحده صغر و لا كبر, و منشأ هذا العلم انه الخالق حسب الادعاء, فخالق الذرة و نواتها, و نيوتروناتها, و ما اصغر من ذلك و ما اكبر, يكون قد احاط بعلم عالم الشهادة كاملة, بالاضافة الى علم الغيب.


التطبيق على المواد و الافكار: و يقابلها القدرة.

حيث قدرة الله تمكنه من تطبيق علمه المطلق على خلقه, بحكمة مطلقة, فلا يحول شيء بينه و بين انفاذ ارادته على المواد و الافكار, فالكل خلقه ( حسب الرواية الابراهيمية).


للوصول الى الهدف المنشود: و يقابله الارادة.

و هذا الامر لم اتطرق اليه, كوننا نتفق جدلا على ان ذلك الاله المدعى حي و واعي, و لذلك لابد له من ارادة, و بما اننا موجود فاللازم ان نكون وجدنا بأرادته.


فلو طبقنا هذه المفاهيم على خلق الانسان مثلا لوجدنا ان الله طبق علمه المطلق على المواد و الافكار ليكون مراده ( خلق الانسان ) بحكمة مطلقة ( احسن تقويم ).



ثانيا, تداعيات صفات الله المطلقة على منتجاته من منظور هندسي:

ان كان الله يتمتع بهذه الصفات العلم القدرة و الحكمة, فالاتي يجب ان يكون صحيحا.

التصميم يرتكز على المحدوديات, و الله لا يحده شيء, لذلك التصميم ينفي وجود اله:

فتصميم سيارة يتطلب ان يتم الاخذ بعين الاعتبار قوة المحرك و خصائص الوقود و قدر الحمولة و نوع الطريق و محددات كثيرة جدا, تشكل الاطار العام للتصميم بالاضافة الى الذوق العام و تقبل المستهلك.

لكن بما أن الله لا يحده شيء, فأن مبدأ التصميم ينفي وجوده, لأنه حينها يكون قد التزم بمحدوديات المادة و الزمان و المكان, في مقابل انفاذ مشيئته.

فالله خلق الانسان في احسن تقويم ( سيتضح لاحقا انه ليس كذلك ), لكن في حدود الخصائص البيولوجية و الكيميائية و الفيزيائية المكونة لجسم الانسان, فيتضح ان الله قد اخذ في الحسبان محدودية خصائص تلك المواد و البيئية التي يعيش فيها الانسان, ليخرج لنا بتصميمه الالهي, للحياة البشرية.

هذا يعني ان الله قد حد نفسه بخصائص المادة ( التي خلقها ) و بذلك تكون قدرته منقوصة و محدودة بحدود المادة.

فلو اخذنا ( ارادة الله ) في ابقاء الانسان حيا, فيجب ان لا يحتاج الى شمس و ماء و غذاء و زراعة و هضم و اخراج و جهاز نقل و كلية و بنكرياس و امعاء و قلب, الخ الخ

هذا يعني ان تصميم الله محدود بحدود خصائص الكيمياء العضوية, هذا ينفي عنه صفة القدرة المطلقة.


التصميم يسعى الى التبسيط:

كما تم البيان في تعرف الهندسة, فأن شرط تطبيق المعرفة هو الفن و الاحترافية, و هذا يعني الكفاءة, و الكفاءة تعني التبسيط.

التبسيط يزيد كلما اقتربت من الوقوف على حقيقة الاشياء و كلما زادت قدرتك, و التعقيد يزيد كلما كانت معارفك اقل و قدرتك اقل.

فجميع المصممين يسعون الى تبسيط تصاميمهم, و جعلها اكثر كفاءة, سأضرب القرص الصلب كمثال على هذا التبسيط المستند الى زيادة العلوم و زيادة القدرة.



في الاعلى قرص صلب من النوع التقليدي HHD بقرصه المشهور, هذا النوع من الاقراص في خوارزميات معقدة, و حركات ميكانيكية معقدة, و معالج لتنظيم حركاته و سكناته, و مخزن ذاكرة مؤقت, الخ

في الاسفل الجيل الجديد من الاقراص, الاقل تعقيدا و الاكثر كفائة, فهو لا يعتمد على الحركة الميكانيكية, و لا المغناطيسية, و لا يحتاج انظمة التحكم المعقدة التي يتطلبها القرص التقليدي, بالاضافة الى انه اكثر كفاءة و قدرة على حفظ البيانات و اقل استهلاكا للكهرباء و اقل انتاجا للحرارة و ائمن لحفظ البيانات.

هذا التبيسط قام على جزئيتين, الاولى اقترابنا من الوقوف على حقيقة التخزين الالكتروني بفضل التقدم العلمي. الثاني زيادة قدرة البشر على انتاج الات قادرة على توظيف هكذا معرفة.

النتيجة منتج ابسط و اكثر كفاءة ( حكمة ).


متى ينتج التعقيد Complexity ؟

ينتج التعقيد من قلة المعرفة و القدرة و من الاضطرار الى وضع حلول جزئية طارئة!



هذه الصورة مثال على الحلول الانية, التي لا تقف على حقيقة المشكلة, بل تعالج الظواهر, و تسعى الى تحقيق الغاية, بشكل أو بأخر. هذا التصميم ناتج من ( قلة العلم, او الوقوف على حقيقة المشكلة ) ثانيا ( قلة القدرة في تنفيذ المعرفة المكتسبة او الذاتية ). هذه الامور تؤدي بنا الى التعقيد.



هذا الجدار البسيط هو غاية الكفاءة ( الحكمة ) و البساطة, فهو يقوم بالمهمة المطلوبة, بدون زيادات او اضافات لا داع لها, هذا الجدار ناتج عن وقوفنا على حقيقة المشكلة و القدرة على تنفيذ الحل.

هذا التصميم موجود منذ قديم الزمن, و لا يزال ليومنا هذا على شكله القديم منذ الاف السنين, لانه وصل الى منتهى البساطة ( حسب علمنا و قدرتنا الحالية ).



ثالثا, معاينة التصاميم الالهية من حيث تماشيها مع صفاته المدعاة:


عندما ننظر الى ما يقال عنه انه ناتج العلم و القدرة و الحكمة الالهية, نتوقع ان نجد منتجات في قمة الحكمة و الاحكام, و الكفاءة و البساطة, ناتج هذا العلم المطلق يجب ان يكون انعكاس لكمال صاحبه, دليل حي و واقعي على عظم صاحب تلك الحكمة المطلقة.

ادنى حد من الكفاءة هو ان لا يكون احد قادر على التعديل او التعقيب او اصلاح عيب واقعة في التصاميم الالهية المدعاة, فهذا يعني بالضرورة ان من قام بذلك التعقيب او التعديل او الاصلاح, وصل الى حد من العلم و الحكمة و القدرة تفوق مثيلاتها لدى صاحب التصميم الاصلي ( ان كان موجودا ).

هذه التصاميم يجب ان تكون قادرة على تحقيق الاهداف المنشودة منها, كما وضحت في تعريف الهندسة, بطريقة ذات كفاءة و احترافية.

ان وجدت حلول طارئة لمشاكل في تلك التصاميم, فأن ذلك يعني بالضرورة, ان صاحب هذه التصاميم لا يملك علما كافيا, فضلا ان يكون صاحب علم مطلق, و لا حتى قدرة مطلقة, لأنه واجه مشكلة و اوجد لها حلا, في حين ان الاله الكلي القدرة لا يواجه مشكلة اطلاقا.

ان وجدت عيوب اساسية في هندسة التصاميم, فأن ذلك يعني بالضرورة لا يملك علما مطلقا, و لا قدرة مطلقة.

ان وجدت عمليات و تصاميم يمكن تحسينها, فأن ذلك يعني بالضرورة ان الله ليس مطلق الحكمة.


سوف اضرب امثلة على التصاميم ( الغبية ) و التي لا يمكن ان تكون صدرت عن كائن بذكاء قرد فضلا عن ذكاء اله الكون.

عين الانسان:



الاعصاب البصرية تقع امام الخلايا الحساسة للضوء, مما يسبب حجب الضوء القادم عبر العين, و يشكل مناطق عمياء.



اغلق عينك اليسرى, و ركز نظرك على الدائرة السوداء, المسافة بينك و بين الشاشة يجب ان تكون قرابة الاربعين سنتيمتر.

الان اقرأ الاحرف الموجود على اليسار بعينك اليمين, لاحظ متى تختفي الدائرة السوداء تماما.



حاول بعينك اليسار ايضا.

لو سألنا أي مهندس, بل لو سألنا أي طفل في العاشرة من عمره, لو اردنا ان نوصل سلك الكاميرا, فأيهما افضل ان نضعه امام العدسة, ام خلفها ؟!

اترك الجواب لكم.




بلعوم الانسان:

هذا الاله الكلي العلم و الحكمة و القدرة, لم يستطع ان يفصل بين مجرى الهواء و مجرى الغذاء, مما سبب مشاكل كثيرة, اهمها الاختناق بسبب الطعام!



الجهاز التناسلي:

خصية الانسان تنتج 85,000,000 حيوان منوي يوميا !

الانثى تنتج بيوضة واحدة شهريا !

أي 2,550,000,000 حيوان منوي لكل بيوضة, الرقم لمن يواجه صعوبة هو ملياران و خمسمئة و خمسين مليون حيوان منوي لكل بيوضة !!!

الحمى:

الجسم يرفع درجة حرارته ليساعد جهاز المناعة على القضاء على البكتيريا و الجراثيم, في الاثناء يسبب دمار الجهاز العصبية و الاجهزة الحيوية في الجسم. لذلك يقوم الانسان بخفض حرارته بالحمامات الباردة و الادوية خافضة الحرارة, ترك المعالجة يعني اضراب بالغة للدماغ و اجهزة الجسم.

قضيب الانسان:

الله يأمر البشر ان يعدلوا خلقه, بأزالة الطبقة الجلدية التي تغلف القضيب, هذا الامر كان يسبب التهابات و الام بارحه قبل تطور الادوات الجراحية و الطبية.


البنكرياس:

البنكرياس يكاد يكون اكثر تصاميم الله ( المفترضة ) عطبا, حيث ان اغلب البشر يعانوا من مرض السكري خصوصا فوق سن الاربعين, بعد انخفاض كفاءة البنكرياس.

عدم الالتزام بالادوية و الحمية يؤدي ان العمى و فضل كلوي و امراض خطيرة و التهابات تنتهي ببتر الاطراف.


و الكثير من الامثلة في الحيوانات و باقي الكائنات, لكنني اكتفيت بالانسان, لأنه قال انه خلقه في احسن تقويم ! مع انه يتشدق بتصميم ( الابل ) الذي اعجبه لدرجة انه من اكثر الامثلة طرحا في القران. و انا اقول لله:

افلا تنظر الى طائر الكيوي كيف تطور ؟



افلا تنظر الى البلاتيبوس كيف تطور ؟






جميع هذه الامثلة تدل على ان الها عاقلا عالما قديرا حكيما لا يمكن ان ينتج هكذا تصاميم.



رابعا, ضرب مثال تصميم سيارة حسب المنظور الالهي المطلق:

بعد هذا الشرح, اتمنى ان نكون قد وصلنا الى حقيقة مفادها ان الله لا يصمم, و التصميمات الموجودة, معقدة و يمكن تطويرها, اذن الله ليس كلي العلم و لا كلي القدرة و لا كلي الحكمة.

ان كان الله موجودا, فهو لا يحتاج وسيلة للقيام بشيء, فأمره ان يقول للشيء كن فيكون.

ان كان هدف الله نقل انسان او شيء من مكان لأخر, فهو لا يحتاج سيارة, بل يشأ ان يكون فلان في المكان الفلاني فيكون.

لو اراد الله ان يصمم سيارة, فصفاته المطلقة تستدعي ان لا يصممها اصلا, لأن التصميم يدور في فلك المحدودات, و التغلب على المشكلات. و الله لا يواجه ايا من تلك.

لو فرضنا ان الله صمم سيارة, فعلى الاقل علمه و حكمته يجب ان تنعكس في انتاجه, و يجب ان لا يقدر بشر مخلوق على ان يعدل او يصلح او يعقب على ذلك التصميم الالهي.

فتصور لو ان سيارة الله بدون نظام منع انغلاق العجلات, او انها بدون اضواء امامية, او انها بدون فتحة سقف, او انها لا تحتوي جهاز تبريد.

او ان سعة خزان الوقود لتر واحد فقط, و هي تستهلك لتر في الدقيقة, تصور لو اننا وجدنا ان سيارة الله في خطأ تصميمي في المحرك حيث انه ينفجر بعد ان تسير السيارة 1000 كيلو متر!

تصور لو ان سيارة الله لا تستطيع السير الى الخلف او ان صوتها مزعج.


ان كنت تعتقد ان الله لا يمكن ان يصمم هكذا اشياء غبية, فلم تقبلها في نفسك و في تصميم جسمك !


تحياتي

http://www.el7ad.com/smf/index.php?topic=89719.0